خاص|  الإطار يحذّر من "مشاريع مشبوهة" تستغل المقاطعة.. وتوقعات بـ"تصعيد صدري"

خاص|  الإطار يحذّر من "مشاريع مشبوهة" تستغل المقاطعة.. وتوقعات بـ"تصعيد صدري" من تظاهرات داعية لـ"المقاطعة" نظمها أنصار الصدر في البصرة - الأحد 21 أيلول (أرشيف)

علّق اللإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الشيعيةالحاكمة، الاثنين 22 أيلول 2025، على تصاعد الحملات الشعبية الداعية إلى "مقاطعة" انتخابات مجلس النواب العراقي المقبلة، فيما حذّر من خطورة "ترك الساحة فارغة" أمام "مشاريع مشبوهة" تسعى لاستغلال العزوف الشعبي لصالح أجندات "ضيقة"، في وقت يتوقع مراقبون تصعيداً من قبل التيار الصدري.

 

في السياق: تظاهرات صدرية في البصرة: لا جدوى من الصندوق.. وكلمات الصدر لا تسقط أرضاً (صور)

 

وقال عضو الإطار التنسيقي عدي الخدران في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "تصاعد الحملات الشعبية الداعية إلى مقاطعة انتخابات مجلس النواب المقبلة، يمثل ظاهرة تستدعي الوقوف عندها بجدية، والإطار ينظر بقلق إلى محاولات دفع الشارع العراقي بعيداً عن صناديق الاقتراع، لما يشكّله ذلك من تهديد مباشر للمسار الديمقراطي والدستوري في البلاد".

 

وبيّن الخدران، أن "المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات هي الضمانة الأساسية لإنتاج برلمان معبّر عن الإرادة الوطنية الحقيقية، وأن الدعوات للمقاطعة، مهما كانت دوافعها، قد تصب في مصلحة قوى داخلية وخارجية تسعى لإضعاف النظام السياسي وإفراغ المؤسسات الدستورية من محتواها".

 

"مشاريع مشبوهة وأجندات ضيقة"

وأشار إلى، أن "الإطار التنسيقي، وبالتنسيق مع القوى السياسية الأخرى، يعمل على تهيئة بيئة انتخابية أكثر شفافية ونزاهة من خلال دعم عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وضمان الرقابة الدولية والمحلية، ومعالجة الثغرات التي رافقت التجارب الانتخابية السابقة".

 

وأضاف، أن "الحلّ لا يكون بالعزوف عن التصويت، بل بالمشاركة الفاعلة والضغط الشعبي على الكتل والمرشحين لاختيار برامج حقيقية تخدم المواطن، والإطار يتفهم وجود حالة من الإحباط لدى شريحة واسعة من الناخبين"، لكنه دعا هذه الشرائح إلى "تحويل إحباطها إلى قوة تغيير إيجابية عبر المشاركة واختيار من تراهم الأكفأ والأقدر على تحقيق الإصلاح".

 

وختم عضو الإطار التنسيقي حديثه بالقول إن "العراق يقف أمام مفترق طرق مهم، وأن نجاح العملية الانتخابية المقبلة يتوقف على وعي الناخبين وإصرارهم على الدفاع عن حقوقهم عبر الآليات الدستورية، ويجب الحذر من خطورة ترك الساحة فارغة أمام (مشاريع مشبوهة) تسعى لاستغلال العزوف الشعبي لصالح أجندات ضيقة".

 

الصدريون نحو تصعيد أكبر كلما اقتربت الانتخابات أكثر

في المقابل، توقّع أستاذ العلوم السياسية في جامعة كربلاء، خالد العرداوي، أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً شعبياً أكبر، من قبل أنصار "التيار الوطني الشيعي"، مع اقتراب موعد الانتخابات، وحتى بعد إجرائها.

 

وقال العرداوي في حديث لمنصّة "الجبال"، إن "التصعيد الصدري في هذه المرحلة من العملية الانتخابية أمر طبيعي للغاية، بسبب تجاهل الشركاء السياسيين، لا سيّما الشيعة، لموقف التيار ومضيهم في العملية الانتخابية حتى النهاية، فهذا التشكيك بالكتل السياسية والعملية الانتخابية، والتحذير مما هو قادم، يتوافق تماماً مع سياسة الصدريين في تأكيد منهجهم الإصلاحي، ومحاولة التحذير مما يسمونه منهج الفاسدين والميليشيات الوقحة".

 

وأضاف، أنه "سيتصاعد هذا الموقف الصدري كلما اقتربنا أكثر من يوم إجراء الانتخابات، بل وبعد إجرائها، وأثناء مفاوضات تشكيل الحكومة القادمة، فالصدريّون يعوّلون بعد عزوفهم عن المشاركة الانتخابية على ارتكاب خصومهم المزيد من الأخطاء، وتعرّضهم والدولة العراقية إلى صدمات كبيرة ناجمة عن سياساتهم في هذه المرحلة، ليكون ذلك مرتكزاً للانقضاض على السلطة بمباركة شعبية والتفافاً جماهيرياً لفرض منهجهم ومسك زمام الأمور بأيديهم، على الأقل في مناطق الوسط والجنوب ذات الأغلبية الشيعية".

 

وتشهد بعض المدن العراقية، ومواقع التواصل الاجتماعي، حملات داعية إلى "مقاطعة الانتخابات"، حيث شهدت مدينة البصرة يوم أمس، احتجاجات مطالبة بـ"مقاطعة الانتخابات"، نظمها أنصار التيار "الوطني الشيعي"، فيما ضجت مواقع التواصل على مدى الأيام القليلة الماضية بوسم "مقاطعون"، تعبيراً عن رفض المشاركة في الانتخابات النيابية العراقية المقررة في 11 تشرين الثاني المقبل.

 

ويوم أمس، قال صالح محمد العراقي، المقرّب من زعيم التيار "الوطني الشيعي" مقتدى الصدر، إن التيار يجرب الآن الإصلاح من خارج العملية السياسية، مشيراً إلى أن وجوده "يعني قصف أخوتنا في أربيل والأنبار".

 

ونقل حساب صالح محمد العراقي، في تدوينة له، "عن الصدر"، قال فيها: "إذا قيل لكم: لماذا أنتم مقاطعون يكون جوابكم كالتالي: بالأمس قاطعوا خمسة وسبعين نائباً شيعياً واليوم نقاطعهم فإنهم إن قالوا بحرمة مقاطعة سياسي الشيعة، فمقاطعة الـ75 أيضاً حرام، وإن قالوا: إنكم لستم شيعة. قلنا: فلمِ تريدون أصواتنا!".

 

وأضاف، "جربنا الإصلاح من داخل العملية الانتخابية والسياسية، فلم نلقَ أُذناً واعية. بل التخوين كان عدونا، واليوم نجرب الإصلاح من خارج العملية السياسية، فعطلة عيد الغدير نجحت بلا نواب كما نجح قانون التجريم مع النواب".

 

وتابع، "نحن جند للدين والمذهب والوطن أينما حللنا، داخل العملية السياسية أم خارجها. وكلنا على أُهبة الاستعداد التام أمام المخاطر الداخلية والخارجية على حدّ سواء، ومن قاوم المحتل لن يألُ جهداً أمام المخاطر الأخرى".

 

وقال: "كيف نعطي صوتنا لمن يقول إننا أصحاب أجندات خارجية، طبعاً ليس شرقية؟ ولا تحرير رهائن إسرائيلية ولا طلب تحسين علاقات جنوبية، وكيف نعطي أصواتنا لمن تقول تسريباته أنه يريد قتلنا والهجوم علينا في النجف؟!. أو نعطيه لمن (فصّخ مصفى بيجي)!".

 

وأضاف: "إذا كنتم تقصدون من عدم جدوى المقاطعة، هو مقاطعتها بعدم وجود كتلة ونواب فوجود (التيار الشيعي الوطني) يعني تعطيل تشكيل الحكومة واستمرار الخلافات وحرق المستشفيات وصناديق الاقتراع وقصف إخوتنا في أربيل والأنبار. وقيل: إن (التيار الشيعي الوطني) أراد العودة الى المشاركة في الانتخابات كما تدعون، فلم عارضتم ذلك؟. فإن كان وجودهم قوة للمذهب فمعارضتكم لرجوعهم تكون حراماً وإضعافاً للمذهب، أو أن وجودهم لا يؤثر في إضعاف الشيعة فاصمتوا ولا تنعقوا. وإن قصدتم مقاطعتهم بالتصويت لكم فنحن قلنا: من كان له برنامج وطني بلا تبعية ولا خنوع ولا سلاح منفلت ولا مليشيات فسنعطي له صوتنا، وما من جواب الى يومنا هذا!!!".

 

وقال: "بحّ صوت المرجعية ولا من مجيب، من (تسعة رهط)!؟؟. فسارعوا لإرضائها وسنكون معكم، وإرضاؤها قوة للمذهب واعتزالكم لها ضعف ووهن للمذهب.. كولوا لا!!!. وإذا قيل لكم: ما البديل للمقاطعة؟، ويبينون لكم أن البديل قوة البعثيين ورجوعهم. قلنا: (جيكوا مرشيحكم) قبل أن تتهموا غيركم، فبعضهم بعثية، فأنتم من أعادهم ولسنا نحن، بل إذا عادوا لن نسكت، وسيكون صمتنا صرخة حق بوجه الظلم والفساد، والبديل الحقيقي للمقاطعة هو تبديل الوجوه الحالية (شلع قلع)، عسى أن تفتح أبواب الإصلاح ويغلق باب التبعية والانبطاح للسفيهة ويأمن الشعب من السلاح المنفلت ومن قمع الأصوات، ويتخلص الشعب من الماء الملوث وإرجاع حصة العراق المائية والكهرباء المفقودة ومن الحدود المشرعة أمام الإرهاب والتهريب وفرض الأجندات الخارجية التي أضعفت المذهب والوطن، وحينئذ سيكون المذهب بخير لمن يبحث عن (مذهب) وهو مخالف لسيد المذهب، وسيكون الوطن بخير لمن يبحث عن وطن والوطن يصارع الموت".

 

وختم بالقول: "بديل المقاطعة (الإصلاح الشامل)، وتغيير الوجوه بل وتغيير (الصماخات)؛ لإنقاذ العراق بطرق سياسية وقانونية بلا تدخلات خارجية وأنى لهم ذلك!!!".

 

 

الجبال

نُشرت في الاثنين 22 سبتمبر 2025 10:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.