تحليلات: دعوة السوداني لتشكيل تحالف إسلامي تصطدم بالتطبيع والخشية من واشنطن.. هل هناك إمكانية؟

تحليلات: دعوة السوداني لتشكيل تحالف إسلامي تصطدم بالتطبيع والخشية من واشنطن.. هل هناك إمكانية؟ محمد شياع السوداني (صحيفة الشرق الأوسط)

أثارت دعوة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تشكيل تحالف إسلامي، في أعقاب هجمات الأخيرة للعاصمة القطرية الدوحة، بذريعة استهداف قادة في "حماس"، تحليلات مختلفة، حيث يرى باحثون، أن تلك الدعوة ستصطدم بجدار تطبيع بعض الدول العربية من جهة، وخشية دول أخرى من غضب واشنطن حفاظاً على مكتسباتها، بينما يرى آخرون إمكانية تحقق ذلك.

 

ويوم أمس، تحدّث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تصريحات صحفية، عمّا وصفه بـ"أوراق" يمكن استثمارها للوقوف أمام العدوان "الإسرائيلي"، فيما أشار في الوقت ذاته إلى أنه "آن الأوان لإعلان تحالف سياسي وأمني واقتصادي إسلامي للدول الإسلامية".

 

في هذا الإطار، رجّح الباحث والأكاديمي مجاشع التميمي، أن تكون دعوة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتشكيل تحالف عربي ـ إسلامي، محدودة ومعقدة، فيما بين أسباب ذلك.

 

وقال التميمي في حديث لـ"الجبال"، إن "دعوة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتشكيل تحالف عربي ـ إسلامي لمواجهة إسرائيل تعبّر عن موقف سياسي منسجم مع المزاج الشعبي العراقي والعربي، وتعكس رفض بغداد الواضح للاعتداءات الإسرائيلية، غير أن إمكانية ترجمة هذه الدعوة إلى تحالف فعلي تبقى محدودة ومعقدة".

 

وأوضح التميمي، أن "ذلك يأتي بسبب تضارب المصالح بين الدول العربية والإسلامية، فهناك دول متمسكة بخيار التطبيع، وأخرى تخشى الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل بسبب حساباتها الاستراتيجية مع واشنطن أو ارتباطاتها الاقتصادية".

 

وأضاف، أنه "من المرجح أن تحظى الدعوة بدعم سياسي وإعلامي واسع، يعكس التضامن مع قطر وفلسطين، لكن على المستوى العملي قد يقتصر التجاوب على بيانات مشتركة أو تنسيق محدود، ومع ذلك فإن العراق يطرح هذه المبادرة لتأكيد مكانته ودوره القيادي في الساحة العربية والإسلامية، وإبراز موقفه الثابت في رفض العدوان الإسرائيلي".

 

"قابلة للتطبيق"

وللباحث في الشأن السياسي نبيل العزاوي، رأي مغاير، حيث أشار إلى أن دعوة السوداني لتشكيل تحالف إسلامي لمواجهة إسرائيل "قابلة للتطبيق".

 

وقال العزاوي في حديث لـ"الجبال"، إن "دعوة السوداني لتشكيل تحالف إسلامي لمواجهة إسرائيل، تأتي ضمن استشعار العراق الخطر المحدق بالأمة العربية والإسلامية من تنامي شراهة الكيان  وداعميه، لقضم الأراضي العربية والإسلامية".

 

وأضاف: "بخصوص إمكانية تشكيل هذا التحالف، الفرصة الآن مهيأة، لأن الجميع مدرك خطورة المرحلة، وأي تهاون قد يكلف هذه الدول مآلات قد لا تحمد عقباها، خصوصاً بعد تصريح نتنياهو الأخير، بأن لا جغرافية ولا حدود للدولة المزعومة".

 

وأوضح، أن "هذه هي فرصة مهمة لاستثمار هذه الدعوة، وتحويلها لعمل إسلامي مشترك من 57 دولة إسلامية، وهي رسائل ستكون بالغة التأثير للذي كان يشكك بالعمل العربي".

 

وتابع، أن "الدول المطبعة عليها قراءة المشهد بتمعّن، فلا توجد أي دولة، وحتى وإن كانت مطبعة، في منأى عن الخطر، وهنا وجب اتخاذ موقف حازم تجاه هذا التطبيع، والذي لم تستفد أية دولة منه، لا بل كانت هنالك الكثير من الأزمات السياسية أو الاقتصادية بتلك الدولة، وعليها الآن واجب أخلاقي تجاه ما يحدث من جرائم، وحان الوقت لبلورة موقف محدد، وخصوصاً بهذه المرحلة التي تحتاج إلى حلول، وليس مجرد لقاءات عابره".

 

ومن المقرر أن تعقد عدة دول عربية، قمّة عربية إسلامية طارئة، غداً الاثنين 15 أيلول 2025، في العاصمة القطرية الدوحة، على خلفية القصف الأخير الذي شنّته إسرائيل على الدوحة، بحجة استهداف قادة في حركة "حماس".

 

الجبال

نُشرت في الأحد 14 سبتمبر 2025 09:15 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.