الأجواء الملوثة تنشر السرطانات والجلطات الدماغية.. العراقيون يتنفسون "معادن"

5 قراءة دقيقة
الأجواء الملوثة تنشر السرطانات والجلطات الدماغية.. العراقيون يتنفسون "معادن"

تشترك بها المولدات وعوادم السيارات واستخراج النفط

يعد العراق من الدول الغنية بالنفط الذي يعتبر العامل الأساس في الاقتصاد العراقي وجوهره، حيث تتم يومياً عمليات استخراج النفط وتكريره من حقول النفط الوطنية ما يزيد من الانبعاثات الغازية الخطيرة في الجو وبالتالي ارتفاع نسب التلوث. 

 

الخبير النفطي باسم الياسري قال إنّ "الأجواء العراقية ملوثة بالغازات الناجمة عن عمليات استخراج وتكرير النفط واحتراق الغاز المصاحب في مصافي النفط، وهي مشكلة متفاقمة مع مرور الوقت ولم تجد الحكومات المتعاقبة في العراق حلاً جذرياً لها". 

 

الياسري اعتبر أن أخطر الغازات التي تلوث الأجواء العراقية هو غاز ثنائي أوكسيد الكربون فضلاً عن أحادي أوكسيد الكربون الناجمان عن عمليات الاحتراق المختلفة في عموم البلاد.

وتعتبر المحافظات والمدن النفطية من أكثر المناطق تضرراً بالتلوث الجوي فانتشرت الأمراض الخطيرة كالسرطانات والأمراض التنفسية المختلفة التي بدأت تفتك بالمواطنين ومثال ذلك محافظة البصرة.

 

أورام وجلطات دماغية

 

بدوره يؤكد الباحث في الشأن البيئي عبد الجبار الملا أن "التلوث الجوي بالغازات السامة والذرات الخطيرة لا شك أنه ناجم في الدرجة الأساس عن احتراق الغاز المصاحب في مصافي النفط إضافة إلى عمليات التكرير واحتراق الوقود في السيارات والمولدات الكهربائية الأهلية ولكن مع تزايد رقعة التصحر وتقلص المساحات الخضراء تقل نسبة الأوكسجين في الجو وترتفع نسب الغازات الخطير وأبرزها غاز ثاني أوكسيد الكربون". 

 

الملا أشار إلى أنّ "انتشار الجلطات الدماغية والقلبية بكثرة والأمراض التنفسية الخطيرة والالتهابات الرئوية والأورام السرطانية ناتج عن التلوث الجوي، فالمواطنون يتنفسون هواءً غير نقي بل وملوث بغازات سامة وخطيرة جداً". 

 

وقد ساهمت ظاهرة التصحر وتقلص المساحات الخضراء في العراق بازدياد تأثير التلوث الهوائي في البلاد كما يرى البايولوجي عامر السيد الذي اعتبر أنّ "الهواء في البلاد ملوث بشكل خطير جداً بغازات خطيرة خلفتها مصافي النفط وعوادم السيارات والمولدات الأهلية التي تستهلك وقوداً سيئاً للغاية ولكن المشكلة أن خطورتها تزداد مع ازدياد التصحر". 

 

"ظهور الأورام السرطانية بكثرة وانتشار الأمراض التنسيفية المعقدة وتزايد نسب الجلطات الدماغية والقلبية والإصابة بأمراض لم تكن موجودة سابقاً يأتي بسبب التلوث الهوائي، فالجو مليء بهواء يفتقر إلى الأوكسجين النقي، وبالتالي نجد العيادات الطبية مليئة بالمرضى من مختلف الفئات العمرية"، يضيف السيد.

 

ماذا قالت الدراسات الأميركية عن العراق؟

 

وما يزيد من تفاقم المشكلة غياب الإحصائيات الحكومية بشأن نسب التلوث والإصابات المرضية الناجمة عن ذلك، ولكن تقريراً دولياً أعده باحثون أمريكيون في مركز دراسات الحرب في نيويورك كشف أن الغبار في العراق يحتوي على37 نوعاً من المعادن ذات التأثير الخطير على الحياة والبيئة.

 

وهو ما أكده باحثون عراقيون، حيث يقول الباحث في التلوث الهوائي ماهر الدراجي، أنّ "تقرير مركز دراسات الحرب الأميركي خطير جداً ويكشف لنا حجم المأساة التي يعشيها العراقيون وهم يتنفسون هواءً مليئاً بالمعادن الخطيرة وهو ما يفسر بلا شك تزايد الأمراض الخطيرة وانتشارها بشكل واسع بين المواطنين". 

 

ويتابع الدراجي أنّ "الجفاف والتصحر وتراكم النفايات وتحولها إلى مكبات عملاقة مليئة بالبكتريا والجراثيم والفيروسات والتي تتعرض للحرق بين آونة أخرى يتسبب ببث غازات سامة في الأجواء، وكل ذلك يلوث الهواء بأخطر الغازات التي تدخل إلى رئتي المواطنين وتتراكم في أجسادهم وتظهر على شكل سرطانات أو أمراض خطيرة". 

 

وتشير الإحصائيات إلى أن عدد سكان العاصمة بغداد مثلاً بلغ نحو 10ملايين نسمة فضلاً عن الاختناق السكاني في باقي المحافظات الأخرى أمام نقص البنى التحتية وغياب الوعي البيئي وتزايد نسبة الجفاف والتصحر في المناطق المحيطة بالمدن وانتشار مكبات النفايات داخل الاحياء السكنية ما يرفع نسب التلوث. 

 

لكن أمراً آخر اشار إليه خبراء وباحثون وهوم الزيادة الهائلة في أعداد السيارات في شوارع العراق والتي تحرق أطناناً من الوقود على مدار الساعة وتطلق كميات هائلة من الغازات في الجو.

 

نمو هائل للبكتيريا

 

تقول زينة علي الباحثة في علم البتكريا والفطريات والغازات السامة إن "هناك 147 نوعاً مختلفاً من البكتيريا والفطريات في البيئة العراقية نمت وتكاثرت بسبب الجفاف والتلوث الهوائي وتراكم النفايات وانتشار الغازات الملوثة في الأجواء". 

 

وترى علي أن "العراق بحاجة ماسة إلى خطة بيئية واسعة ومدروسة بشكل منظم بالتعاون مع الأمم المتحدة لتنظيف أجواء وبيئة البلاد من الملوثات الكارثية التي تتزايد نسبتها سنوياً مع ارتفاع درجات الحرارة واستمرار تدفق الملوثات إلى الجو"

الجبال

نُشرت في الأحد 1 سبتمبر 2024 05:32 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

المزيد من المنشورات

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.