وسط تنامي حجم النفايات المتولّدة يومياً في مركز محافظة ذي قار "الناصرية"، حذّر معاون محافظ ذي قار لشؤون الخدمات، سلامة السرهيد، من عجز واضح في إمكانات بلدية الناصرية لمواجهة هذه الكميات التي تتراوح بين 1200 إلى 1300 طن تُرفع فعلياً، فيما يبلغ حجم النفايات المطروحة يومياً نحو 1700 طن، ما يترك أكثر من 400 طن دون معالجة في شوارع وأحياء المدينة.
وأكد السرهيد لمنصة "الجبال" أن الإمكانات المتوفرة لدى دائرة البلدية "لا تواكب حجم الأزمة"، موضحاً أن "بلدية الناصرية تمتلك نحو 80 آلية كابسة نفايات و600 عامل نظافة فقط" وهو يُعد دون الحاجة الفعلية التي تتطلب مضاعفة هذه الأعداد من الآليات والعمال للسيطرة على واقع النظافة.
وأشار السرهيد إلى وجود فرصة استثمارية مطروحة لإنشاء معمل متكامل لتدوير النفايات، "من شأنه أن يُشكل تحولاً نوعياً في ملف النفايات في حال تبنته جهة استثمارية جادة"، مؤكداً أن "المشروع لا يهدف فقط إلى التخلص من النفايات، بل إلى تحويلها لمصدر طاقة أو مواد خام يمكن استخدامها في قطاعات صناعية متعددة. إلا أن هذه الفرصة لم تُترجم حتى الآن إلى واقع عملي".
و"تم استقبال عدد من العروض، لكن لم يتم اختيار أحدها حتى الآن"، وفق قول السرهيد.
ولم تقف حدود الأزمة عند النفايات غير المرفوعة، بل يواجه ملف الطمر الصحي ايضاً تحديات كبيرة، فقد كشف الجهاز المركزي للإحصاء أن "محافظة ذي قار لا تمتلك سوى ستة مواقع طمر صحي مرخصة بيئياً من أصل 16 موقعاً تُستخدم حالياً، ما يعني أن 10 مواقع تعمل بشكل عشوائي دون موافقات أو رقابة بيئية، وتشكل خطراً حقيقياً على صحة المواطنين وعلى البيئة المحلية". وبيّن الجهاز المركزي أن "ما يتم طرحه يومياً في عموم محافظة ذي قار يقارب الـ 1900 طن يومياً من النفايات".