أثار إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، توجيه دعوة للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمّة العربية التي من المقرر عقدها الشهر المقبل في بغداد، ردود فعل متباينة بين الرفض والقبول، فيما يشير سياسيون إلى أن الدعوة أحدثت انقساماً داخل الإطار التنسيقي، فيما يرى آخرون إلى أن معارضة الدعوة وحضور الشرع إلى بغداد "لا مبرر له".
إقرأ/ ي أيضاً: نائب يرفع دعوى قضائية ضد أحمد الشرع بسبب "الأعمال التي ارتكبها بحق العراقيين"
وفي ملتقى السليمانية التاسع، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني توجيه دعوة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمّة العربية في بغداد أيار المقبل، فيما أشار إلى أن "الشرع مرحّب به في العراق".
والتقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، 17 نيسان 2025، رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور أميرها، حيث أعلنت الرئاسة السورية عن أن اللقاء تناول عدة ملفات أبرزها أمن الحدود وحركة البضائع والأفراد، فيما لم يصدر مكتب السوداني بياناً رسمياً لغاية كتابة هذه السطور بشأن محاور اللقاء.
"انقسام وخلافات" داخل الإطار التنسيقي
وفي هذا الإطار، كشف ائتلاف "النصر" بزعامة حيدر العبادي، عن نشوب خلافات داخل الإطار التنسيقي بشأن دعوة الشرع لحضور القمة العربية المقرر عقدها في بغداد.
المتحدث باسم الائتلاف عقيل الرديني، قال في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة بغداد للمشاركة في القمة العربية، أمر طبيعي جداً، خاصة أننا مع إقامة علاقات جيدة وطيبة مع سوريا من أجل دفع كافة الضرر عن العراق والعراقيين، فنحن مع العلاقات مع كافة دول الجوار وليس بالضرورة علاقات مع شخصيات رؤساء تلك الدول".
وبيّن الرديني، أن "هناك انقساماً وخلافاً واختلافاً في وجهات النظر بشأن زيارة الشرع لبغداد، لكن من المؤكد أن الأمر بيد الحكومة العراقية، فهي من تقرر ذلك، وهي من تقدر المصلحة العليا، ونحن في ائتلاف النصر داعمون لأي توجّه حكومي بهذا الصدد".
ائتلاف المالكي يحذّر
في الأثناء، حذّر ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، مما وصفه بـ"المشاكل الداخلية الكبيرة"، التي قد تُخلق إثر دخول الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة بغداد في إطار المشاركة في القمّة العربية.
في السياق: حزب الدعوة: ضرورة مراعاة خلو السجل القضائي العراقي من التهم أو الجنايات لمن يشترك في قمة بغداد
وقال عضو الائتلاف فاضل موات في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "الشرع مطلوب للقضاء العراقي بقضايا إرهابية وهذا الرجل متورط بدماء عراقية ولا يمكن القبول بأي شكل من الأشكال أن يدخل بغداد ويستقبل كرئيس لدولة وهو إرهابي بوجهة نظر القوى السياسية والقواعد الشعبية، والإقدام على هكذا أمر سوف يخلق مشاكل داخلية كبيرة".
وبين موات، أنه "في حال دخول الشرع إلى بغداد فيجب أن يُنفذ القانون بحقه، حتى وإن كان رئيساً لسوريا، فهو رجل مطلوب لدى القضاء، والقوات الأمنية ملزمة بتنفيذ القانون واعتقاله، ولهذا لا نتوقع أنه سوف يحضر فهو يدرك بأنه غير مرغوب فيه داخل العراق، وربما سيكون هناك ممثل آخر لسوريا حاضراً في اجتماع الجامعة العربية الشهر المقبل".
إقرأ/ ي أيضاً: الخزعلي: حضور الشرع إلى العراق سابق لأوانه.. قد تعتقله القوات الأمنية
"لا مبرر لرفض دخول الشرع لبغداد"
إلى ذلك، رأى تحالف "العزم"، أحد القوى السياسية السنية في العراق، عدم وجود مبرر لرفض حضور الشرع الى العاصمة بغداد في إطار المشاركة في القمة العربية.
وقال القيادي في التحالف عزام الحمداني، لـ"الجبال"، إن "رفض مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة العربية المؤمل عقدها في بغداد الشهر المقبل، أمر غير مبرر إطلاقاً، فلا يوجد ما يمنع هذه المشاركة، خاصة وأنه حتى اللحظة لا يوجد أي شيء رسمي ومؤكد من قبل أي جهة قضائية بأن الشرع عليه أي مذكرة قبض بحقه".
وبين الحمداني، أن "القوى السياسية عليها التفكير بمصلحة العراق والعراقيين، وأن يعملوا على تعزيز مكانة العراق مع كافة دول المنطقة والعالم، والشرع حالياً رئيس لدولة جارة كحال باقي الرؤساء، وهناك رغبة وإصرار عربي على أن يكون حاضراً في القمة العربية، حتى تعود سوريا لوضعها الطبيعي، والعراق كحكومة داعمة لهكذا خطوات".