أثار لقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع أمس الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، ردود فعل متباينة، حيث وصفبعض المسؤولين اللقاء بـ"غير المبرر"، فيما رأى مراقبون ومحلّلون اللقاء بأنه يّعد "بداية تحول استراتيجي في المشهد الإقليمي"، وقد يكون له "انعكاسات إيجابية" على صعيد المستقبل في إطار العلاقات العراقية – السورية.
إقرأ/ي أيضاً: بيان من الرئاسة السورية: لقاء الشرع والسوداني رسمي وتناول ملفات عدة
والتقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يوم أمس الخميس، رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور أميرها، حيث أعلنت الرئاسة السورية عن أن اللقاء تناول عدة ملفات أبرزها أمن الحدود وحركة البضائع والأفراد، فيما لم يصدر مكتب السوداني بياناً رسمياً لغاية كتابة هذه السطور بشأن محاور اللقاء.
"لقاء غير مبرر"
عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية حيدر السلامي، عدّ لقاء السوداني مع الرئيس السوري أحمد الشرع الذي أسماه "الجولاني"، "غير مبرر" و"استخفافاً بعوائل الشهداء".
وقال السلامي في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "العلاقات الدولية تُبنى على أساس المصالح المتبادلة مع ضمان المصلحة العليا للبلد ومراعاة مشاعر الشعب، ولا يمكن تجاهل الهواجس الأمنية على الحدود العراقية - السورية، إلا أن الجلوس غير المبرر مع (الجولاني) يعد استخفافاً بعوائل الشهداء وضحايا الإرهاب".
وأضاف، أنه "على رئيس الوزراء الإفصاح عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الزيارة المفاجئة وغير المعلنة إلى قطر ولقاء (الجولاني) هناك، وبحسب التصريحات المعلنة لهذا اللقاء، فإنه لا يمكن أن يُبنى على قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات)".
"تحول استراتيجي في المشهد الإقليمي"
من جانبه، توقع الخبير في الشأن السياسي والاستراتيجي باسم حميد العكيلي "آثار وانعكاسات إيجابية" مستقبلية عن لقاء رئيس الوزراء بالرئيس السوري أحمد الشرع".
وقال العكيلي في تصريح لمنصّة "الجبال"، "اللقاء جاء لمناقشة الأحداث المتسارعة في المنطقة وخصوصاً ما يجري في سوريا من التواجد العسكري للكيان الصهيوني، ونتوقع أن تكون للزيارة آثار وانعكاسات إيجابية كبيرة على العراق من خلال التعاون الثنائي بين البلدين الجارين والشقيقين حيث كانت رؤية السوداني واضحة وجادة بأن العراق ينتظر من الإدارة السورية الجديدة خطوات علمية ورؤية واضحة".
وأضاف، "كان هناك تأكيد خلال الزيارة على حماية المقدسات في سوريا وضرورة احترام حقوق الإنسان بعد الأحداث التي حدثت للطائفة العلوية، وضرورة أن تتخذ الحكومة السورية خطوات عملية وجادة في محاربة داعش الإرهابي و تعزيز أمن الحدود ما يعكس بناء علاقة متنامية وتعاون بناء يصب في المصلحة المشتركة بين البلدين و ما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة".
من جهته، عدّ الباحث والأكاديمي مجاشع التميمي لقاء السوداني والشرع، بـ"التحول الاستراتيجي في المشهد الإقليمي".
وقال التميمي في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "العلاقات العراقية – السورية، تشهد في عام 2025 تطوراً لافتاً، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد في مارس الماضي، والتي هدفت إلى تعزيز التعاون الأمني والتجاري، مع دعوات لإعادة فتح الحدود المشتركة المغلقة منذ سنوات".
وبيّن أن "لقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالرئيس السوري أحمد الشرع في قطر، مؤشّر جديد على تحول استراتيجي في المشهد الإقليمي بعد سقوط نظام الأسد، وهذا اللقاء يعكس توجه العراق نحو لعب دور فاعل في إعادة صياغة مستقبل سوريا، من خلال دعم خيارات شعبها وتعزيز التعايش بين مكوناته".
وأضاف، أن "العراق يسعى إلى تقريب وجهات النظر العربية ضمن مبادرته للأمن والاستقرار في سوريا، بالتوازي مع مشروع (الشرق الأوسط الجديد)، لا سيما مشروع (طريق التنمية) الذي يربط الخليج بأوروبا عبر العراق وتركيا، وتؤكد هذه التحركات على دور العراق كوسيط إقليمي يعمل على بناء التفاهمات وتعزيز التعاون بين الدول".