تحدّث الخبير العسكري مخلّد حازم، الأحد 26 كانون الثاني 2025، عن "سيناريو أميركي في العراق" في المرحلة المقبلة، فيما أشار إلى أن الإدارة الأميركية "تنظر إلى الحشد الشعبي والفصائل العراقية بنظرة واحدة".
وقال حازم في حوار متلفز تابعته "الجبال"، "نشعر أن هناك رؤية متبلورة لدى الحكومة العراقية، بأنها ستذهب للتفاوض الحقيقي مع الفصائل المسلحة لدرء الخطر عن العراق".
وأضاف، "أُجزم أن هناك رسائل أميركية حقيقية وصلت إلى بعض القيادات المهمة في البلد، مفادها إنهاء دور الفصائل العراقية، وإلا فإننا غير قادرين على مسك أي استهداف ممكن ان يحصل في الداخل العراقي".
إقرأ/ ي أيضاً: السوداني مهنّئاً ترامب: متمسّكون بالعلاقات الاستراتيجية ونسعى لتوسعتها
ولفت إلى أن "هناك محاولات لسد كل الثغرات التي ممكن أن يدخل منها أي خطر على العراق"، لافتاً إلى أن "الحشد الشعبي يتبع الدولة العراقية، أما الأميركان يعتبرون وينظرون إلى الحشد والفصائل كجهة واحدة، والدليل كل الاستهدافات الأميركية الأخيرة كانت ضد مواقع للحشد في الأراضي العراقية".
وعن حازم صورة المستقبل في العراق، قال: "أتوقع هناك سيناريو مرسوم بالنسبة للعراق، وسيكون سيناريو تقليدي دون وجود تصفيات أو تواجد لداعش في الشمال والغرب كما يدعي البعض".
وتابع، أن "السيناريو موجود ومعد، وممكن شرارته تنطلق من داخل العراق، وليس كتشرين أو شيء مشابه، بل قد تتدخل أميركا أو الحكومة العراقية هي نفسها من تتدخل لإنهاء هذه الشرارة التي أتوقعها أن تنطلق في الوسط والجنوب"، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.
إقرأ/ ي أيضاً: "أقيلوا العلاق وتخلّوا عن غاز إيران".. خبير: أيام قليلة ويتم فتح ملفات العراق أمام ترامب
حازم، أشار إلى أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني هو مرشح الكتل التي تمتلك أجنحة عسكرية، وهناك التزامات بينه وبين تلك الكتل، وفي نفس الوقت يريد السوداني العبور بالعراق إلى برّ الأمان، فهو بين المطرقة والسندان وأعانه الله على هذا الأمر".
وعن إمكانية "تسليم الفصائل المسلّحة العراقية سلاحها"، علق الخبير العسكري، أن "تسليم الفصائل سلاحها للدولة أمر مستبعد أن يحصل لأنها ستفقد مكتسباتها"، مبيناً أن "واشنطن تسعى وتهدف لقطع الطريق بين العراق وإيران، علماً أن الأخيرة ما زالت تعتقد أنها تمتلك مصدّات في العراق واليمن متمثلة بالفصائل المسلحة والحوثيين".
إقرأ/ ي أيضاً: الأعرجي: الفصائل تشكلت بسبب أخطاء أميركية والحديث عن حلّ الحشد "لا قيمة له"
وفي وقت سابق، قال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إن المجموعات المسلحة في العراق لم يبق منها إلا 3 أو 4 مجموعات، تعمل الحكومة على دمجها، معتبراً الحرب الإسرائيلية على غزة ليست مبرراً لدخول العراق إلى الحرب.
وذكر السوداني أنه "بيَّنت ما سبب بقاء بعض الفصائل بعناوينها وبما تمتلكه من سلاح، رغم أنني بيَّنت أيضاً أنه ليس من باب الاتفاق أو الرفض، ولكن هذا واقع ويجب أن نتعامل معه على هذا الأساس".
وأضاف: "لا مسار أمامنا سوى الحوار والحل السياسي. علينا أن نتفهم ما هي مخاوف هذه الفصائل ومبرراتها لحمل السلاح. إذا كان حملها للسلاح خوفاً من الوجود الأجنبي، فالحكومة ماضية باتجاه تنظيم العلاقة مع هذا الوجود ضمن ما أقره الدستور والقانون. وعند ذلك لن يكون هناك أي مبرر لحمل السلاح، وبإمكان هذه المجاميع أن تنخرط في المؤسسات الأمنية أو أن تتحول إلى العمل السياسي كما قامت الكثير من العناوين".