أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أن الحكومة العراقية تعمل بدقّة على حصر السلاح بيد الدولة، مشيراً إلى أن الفصائل المسلحة تشكّلت بسبب أخطاء ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق، وأن الحديث عن حلّ الحشد الشعبي "لا قيمة له".
تحدّث الأعرجي في مقابلة تلفزيونية تناولت التطورات السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، مبيناً أن العراق بات يتمتع بأمن واستقرار مشهود.
قال الأعرجي أنه لم يعد هناك خطر حقيقي لتنظيم داعش في العراق، وبقايا فلوله، وإن "قواتنا الأمنية وأجهزتنا الاستخباراتية تلاحق بقايا فلول تنظيم داعش الإرهابي في الكهوف والجبال والوديان التي يختبئون بها".
وأشار إلى ان "الحكومة العراقية إتخذت قراراً جريئاً عام 2021 لإعادة العوائل العراقية من مخيم الهول السوري، لضمان أمن مستدام في المنطقة والعالم"، مؤكداً أنه "نقلنا 2860 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة - الأمل، وتم إدخالهم بدورات التأهيل النفسي والمجتمعي بالتعاون من المنظمات الدولية والأممية".
كما تمت، حسب قول الأعرجي، "إعادة 2300 عائلة من مخيم الهول السوري إلى مناطق سكناهم السابقة في سبع محافظات عراقية، بعد إكمال تأهيلهم النفسي والمجتمعي"و "نواصل العمل والتنسيق لإعادة 16 ألف مواطن عراقي آخر من المخيم"، منوهاً إلى أن "بعض الدول العربية والأجنبية سحبت رعاياها من مخيم الهول السوري، وهناك 30 دولة لم تتفاعل مع الملف ولم تع خطورة وجودهم داخل المخيم".
وقال: "إذا إنسحبت القوات الأميركية من مناطق شرق سوريا بشكل مفاجئ، ربما يحدث فراغ وخلل أمني يؤدي لهروب الإرهابيين من مخيم الهول السوري أو السجون في تلك المنطقة"، مؤكداً أن "مخيم الهول السوري والسجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية تشكل خطراً حقيقياً على العالم أجمع، وهي بمثابة (قنبلة موقوتة) قد تنفجر في أي وقت".
"منذ العام 2021 تسلم العراق 2800 داعشي يحمل الجنسية العراقية من سجون قوات سوريا الديمقراطية، وتم التحقيق معهم ومحاكمتهم من قبل القضاء العراقي بسبب الجرائم التي ارتكبوها" على حد قول مستشار الأمن القومي.
وفي جانب آخر من الحديث تطرق الأعرجي إلى علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، وقال إن "تغير الحكومات في العراق وتغير الإدارة الأميركية لا يؤثران على العلاقات العراقية الأميركية، لوجود إتفاقية الإطار الإستراتيجي وهي شاملة لكل الجوانب.
وفيما يتعلق بملف الفصائل المسلحة ومؤسسة الحشد الشعبي، شدّد الأعرجي على أن "الحشد الشعبي مؤسسة عراقية وطنية صوت عليها مجلس النواب العراقي عام 2016، والحديث عن حل الحشد (لا قيمة له) وهو يشبه (حلم أبليس بالجنة)"، مبيناً أن "الحكومة العراقية تتابع وتعالج بعض الملاحظات التي تردها. وتعمل بشكل دقيق على حصر السلاح بيد الدولة، وضم الجميع إلى المؤسسات الأمنية حتى يكون القرار الأمني واحد، ولا تسمح بوجود سلاح خارج سلطتها".
الأعرجي ذكر أن "الفصائل المسلحة تشكلت بسبب اخطاء أميركية، والولايات المتحدة دخلت العراق عام 2003 تحت عنوان التحرير والتغيير، لكن بعد ذلك تغير العنوان إلى إحتلال، ما أدى لظهور مقاومة للقوات المحتلة في سامراء والفلوجة والنجف، وغيرها من المدن العراقية".
وتابع: "الحكومة العراقية بذلت جهوداً كبيرة لإبعاد العراق عن ساحة الصراع، وكانت جزءاً من عملية التهدئة والسلام والتوافق ما بين الدول"، و"نعمل بشكل ستراتيجي لعلاقات متوازنة مع الجانب الأميركي مبنية على أسس احترام السيادة العراقية وعدم التدخل بالشؤون الداخلية".
وعن التفاعل مع ديناميات الجوار الإقليمي، أكد مستشار الأمن القومي العراقي إن "العراق حريص على أن تكون حدوده مع سوريا آمنة ومستقرة، ولا تكون هناك أي خروقات من الجانب السوري"، وأنه "لعب دور الوسيط لأكثر من 6 أشهر في محاولة لجمع المسؤولين الأتراك مع النظام السوري السابق، ولكن الأخير كانت لديه مطالب تعجيزية وفشل بالحصول عليها، ما أدى لسرعة انهياره وتغييره".
كذلك "تعمل الحكومة العراقية على معالجة وجود حزب العمال الكردستاني، ولا نريد للعراق أن يكون منطلقاً للاعتداء على دول الجوار".