دعت الحكومة اللبنانية، اليوم الأحد، إلى إجراء "تحقيق دولي" في القصف الذي قتل 12 شخصاً ببلدة "مجدل شمس" في مرتفعات الجولان، فيما حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر إلى لبنان.
واتّهم جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس السبت، حزب الله اللبناني الحليف لإيران بإطلاقه صاروخاً إيرانيّ الصنع على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري.
ودعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، الأحد، إلى "إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل لمعرفة حقيقة الأمر". وتضم اللجنة الثلاثية مسؤولين من الجيشين اللبناني والاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وتقول "إسرائيل" إن "حزب الله أطلق صاروخ من نوع "فلق 1" إيراني الصناعة، ليسقط على ملعب كرة قدم مسبباً قتلى من المدنيين، وأن مركز الإطلاق كان قرية شبعا جنوبي لبنان".
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأحد "بضرب العدو بقوة" في أعقاب ضربة مجدل شمس، بينما حذرت إيران إسرائيل من أن أي "مغامرات" عسكرية جديدة في لبنان قد تؤدي إلى "عواقب غير متوقعة".
وسيطرت إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
واسفر التصعيد على جانبي الحدود منذ تشرين الأول/ أكتوبر الفائت عن مقتل 527 شخصاً على الأقلّ في لبنان. ومعظم القتلى من المقاتلين، لكن بينهم 104 مدنيين على الأقل. وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 22 عسكرياً و24 مدنياً، بحسب سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
"قبل فوات الأوان"
تسعى الدبلوماسية الأميركية بالمقابل لنزع فتيل حرب تكاد تندلع بين "إسرائيل" وحزب الله اللبناني، ويواصل مسؤولون أميركيون مع نظرائهم في "إسرائيل" ولبنان تبادل رسائل مع إيران، بهدف تهدئة التوترات، وفقما أفاد به مسؤولون عرب وأوروبيون مطلعون على الأمر لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وتأتي واقعة مجدل شمس في وقت حرج للجهود الهادفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر، إذ قد يؤدي التصعيد بين "إسرائيل" وحزب الله إلى تعطيل هذه المفاوضات المتعثرة، التي توقفت منذ أشهر لكن من المقرر أن تستأنف هذا الأسبوع في روما.
واتهم البيت الأبيض، الأحد، "حزب الله بشن الهجوم المروع على الجولان"، وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريين واتسون إن "هذا الاعتداء ارتكبه حزب الله اللبناني. إن الصاروخ عائد إليهم وقد أطلق من منطقة يسيطرون عليها".
لكنها أوضحت ان الولايات المتحدة تعمل أيضا على حل دبلوماسي على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان "من شأنه أن يضع حدا لكل الهجمات لمرة واحدة وأخيرة، ويتيح للمواطنين على جانبي الحدود العودة الى منازلهم بكل أمان".
إلى ذلك قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس عبر منصة "إكس" إنها "تدين هذا الهجوم المروع لحزب الله".
ويمكن لحرب شاملة بين "إسرائيل" وحزب الله أن تتسبب في موت ودمار واسع النطاق في البلدين، فخلال الحرب الأخيرة عام 2006 قصفت "إسرائيل" مطار بيروت وبنى تحتية مدنية أخرى، وفي حزيران الماضي قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت إن "إسرائيل قادرة على قصف لبنان وإعادته إلى العصر الحجري".
تحذيرات
في غضون ذلك، شددت الولايات المتحدة تحذيراتها لمواطنيها من السفر إلى لبنان، في ظل مخاوف من تحول الصراع بين حزب الله و"إسرائيل" إلى حرب شاملة.
وطالبت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بـ"إعادة النظر بشدة في السفر إلى لبنان"، في حين أن البيئة الأمنية "لا تزال معقدة ويمكن أن تتغير بسرعة".
يأتي ذلك في الوقت الذي يتم فيه نقل بعض الأصول البحرية الأميركية إلى أماكن أقرب إلى "اسرائيل" ولبنان من أجل عمليات إجلاء محتملة بمساعدة عسكرية للأمريكيين في حال اشتدت المعارك.
وكانت الأردن، قد حذرت مواطنيها من السفر إلى لبنان، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية في منشور على منصة "إكس".
كما دعت ألمانيا وهولندا أيضا مواطنيهما إلى مغادرة لبنان، وسط تصاعد التوترات وإحتمال اندلاع الحرب في أي وقت.