قد تكون "الشرارة" التي كان يتجنبها العالم منذ أشهر قد اشتعلت الآن، حيث أن الكيان الصهيوني توعد بحرب شاملة ضد حزب الله اللبناني، لأن الأخير اجتاز ما وصفته بـ"الخط الأحمر" إثر اتهامات بمسؤوليته عن مقتل وإصابة نحو 40، في هجوم بالجولان المحتلة.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية اليوم السبت، بمقتل 10 فتية إسرائيليين إثر سقوط صاروخ قيل إنه أطلق من لبنان على مجدل شمس في الجولان. وقال الإسعاف الإسرائيلي إن 30 مصاباً -بينهم 7 في حالة حرجة- سقطوا إثر سقوط الصاروخ.
وألقت "إسرائيل" باللوم على جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران في الهجوم الذي وقع في قرية مجدل شمس، قائلة إنها حددت "حوالي 30 قذيفة" عبرت من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية.
ومن بين المواقع التي أصابتها الصواريخ ملعب كرة قدم كان يلعب فيه الأطفال، ومع ذلك، قال حزب الله إنه "ينفي بشدة" إطلاق الصواريخ.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانييل هاغاري إن "هذا الهجوم هو الأكثر دموية على المدنيين الإسرائيليين منذ السابع من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي".
وأضاف هاغاري أن "الأطفال كانوا يلعبون في ملعب لكرة القدم عندما وقع الهجوم".
وقال: "هجوم بعد هجوم في الشمال منذ أكثر من 9 أشهر، حزب الله يهاجم المواطنون في الشمال ويستهدف العائلات والمنازل والمجتمعات". مضيفاً أن "الجيش الإسرائيلي يجري حاليا تقييما للأوضاع ويستعد للرد".
ومن جانبه، ندد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في منشور على منصة "إكس"، بالهجوم ووصفه بأنه "كارثة مروعة ومروعة".
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال في بيان عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إنه "بناء على تقييم الوضع في الجيش الإسرائيلي والمعلومات الاستخبارية الواردة لدينا، يتضح أن حزب الله الإرهابي يقف وراء إطلاق القذيفة الصاروخية التي أصابت ملعب كرة قدم في مجدل شمس، وأسفرت عن سقوط عدد كبير من المدنيين، ومن بينهم أطفال".
وتوعد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، "حزب الله" بالحرب، متهماً الحزب بتجاوز ما وصفه بـ"الخط الأحمر". وقال: "نحن نقترب من لحظة حرب شاملة في الشمال ضد حزب الله".
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وزير الدفاع يوآف غالانت يجري مشاورات مع قادة الجيش بعد القصف في الجليل والجولان.
حزب الله ينفي
بدوره نفى مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف "بشكل قاطع الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو عن استهدافنا مجدل شمس".
ونقل موقع (والا ) عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أنه "يطلب من رئيس الوزراء شن حرب على حزب الله فوراً".
من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش "حان وقت العمل ويجب على نتنياهو، الذي يزور واشنطن، العودة فوراً وعلى كل لبنان أن يدفع الثمن"، وطالب "باغتيال نصر الله رداً على الهجوم".
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين أن نتنياهو يدرس اختصار زيارته لواشنطن في أعقاب أحداث مجدل شمس، كما نقلت القناة 13 أن نتنياهو أمر مرافقيه بالاستعداد للعودة إلى "إسرائيل بأسرع وقت ممكن عقب الهجوم".
وقال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن "نتنياهو أصدر تعليماته بتعجيل العودة من واشنطن بأسرع وقت ممكن ، وإنه "أجرى مشاورات أولية مع سكرتيره العسكري مباشرة بعد كارثة مجدل شمس".
إلى ذلك قال مكتب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن حكومته "تدين أعمال العنف ضد المدنيين وتدعو لوقف فوري للأعمال العدائية على كل الجبهات".
ونقل موقع " أكسيوس " الاخباري، عن مسؤول أميركي أن "الهجوم على مجدل شمس قد يكون الشرارة التي كنا نخشاها ونحاول تجنبها منذ 10 أشهر"، مضيفا أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قلقة جداً من أن يؤدي هجوم مجدل شمس لحرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله".