بدأت بعض المعامل وشركات القطاع الخاص وحتى أصحاب منازل في الاعتماد على الطاقة الشمسية للتخلص من مشكلة الانقطاعات المستمرة للكهرباء التي لم تجد لها الحكومة حلّاً منذ عقود، وتجنب استغلالهم من قبل أصحاب المولدات الأهلية.
ويعد العراق من أوائل البلدان في المنطقة التي دعت إلى استغلال الرياح والشمس لتشغيل الطاقة، إلا أن ظروفاً شتى حالت دون المضي بهذا المشروع، ولعدم قدرة شبكة الكهرباء الوطنية على سد حاجة البلاد، نشطت مؤخراً، مشاريع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
كيف تعمل ألواح الطاقة الشمسية؟
ويقول رئيس قسم علوم الطاقة المتجددة في كلّية علوم الطاقة والبيئة، الدكتور محمد حسين علي الضرب في تصريح خاص لـمنصة "الجبال"، إن "الطاقة الشمسية في العراق هي عبارة عن منظومات تحول الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية باستخدام الألواح الشمسية، ويمكن أن تشمل المنازل والمنظومات الصناعية والمنظومات الزراعية"، مشيراً إلى أن "كل وحدة تعمل بتقنية معينة بالاعتماد على القدرة وساعات العمل".
ويضيف: "تعتمد كلف الطاقة الشمسيّة على استهلاك البطاريات المرتبط بساعات العمل"، مؤكداً أن "عمل المنظومة في النهار ثابت، لأنه يتم التحويل من الألواح إلى المستهلك، أما في المساء، فالمنظومة تعمل بالتعاقب، وأن الطاقة المجهزة من الشبكة الوطنية ستختلف".
بيع المنظومات بالتقسيط
ويشير إلى أن "الطاقة الشمسية في العراق أخذت تتطور خلال العامين الماضيين بسبب انخفاض كلفة المنظومات مقارنة بالسنوات الماضية، فضلاً عن الدعم الحكومي"، منوهاً إلى أنّ "دوائر الدولة وشركات القطاع الخاص بدأت باستخدام الطاقة الشمسية".
وكشف الضرب عن "530 بناية ستبدأ العمل العام المقبل، بالطاقة الشمسية، فضلاً عن البنايات السابقة"، مؤكدا أن "أكثر من 100 مؤسسة حكومية تعمل على الطاقة الشمسية، وأن العدد في تزايد مستمر"، مشيراً إلى أهمية مبادرة البنك المركزي لفسح المجال أمام بيع منظومات الطاقة الشمسية بـ"الأقساط".
وبلغ أقصى حد لإنتاج الكهرباء الوطنية في العراق نحو 21.1 ألف ميغاواط، نهاية عام 2022، وسرعان ما تراجع بسبب نقص الغاز المخصص لتشغيل المحطات، فيما تبلغ حاجة البلاد نحو 35 ألف ميغاواط من الكهرباء.
وبحسب إحصائية وزارة التخطيط، يبلغ عدد المولدات الأهلية 48533 مولد في العراق، فيما يعكس هذا العدد الكبير مقدار النقص في تجهيز الكهرباء الوطنية لمنازل المواطنين ومعامل القطاع الخاص.
سوق الألواح الشمسية
وبحسب مختصين، لا توجد جهة وطنية لتنظيم وجمع وتحليل بيانات سوق الألواح الشمسية العراقي.
ويؤكد رئيس قسم الأبحاث والتطوير في شركة الخالد للطاقة المتجددة، محمد خالد محمود في تصريح خاص لـمنصة "الجبال"، أن " الاهتمام بموضوع منظومات الطاقة الشمسية بدأ العام الماضي سبب انخفاض سعر الألواح الشمسية، إذ لا يتجاوز سعر الواط الواحد للألواح 31 سنتاً"، مشيراً إلى "دخول من ثلاثة إلى أربع حاويات اسبوعياً عن طريق ميناء أم قصر وبقدرة إجمالية تصل بين 400 إلى 500 كيلو واط".
ولفت إلى أن "قدرة ما استورده العراق من ألواح شمسية تتراوح بين 100-150 ميكاواط"، موضحاً أن "أهم المجالات التي استخدم العراقيون فيها ألواح الطاقة؛ المجال الصناعي والمصانع والمنظومات الزراعية، فيما تعد المنظومات المنزلية جزءاً مهماً من طاقة المنظومات الشمسية والتي تكون عادة منظومات صغيره وهجينه ترتبط مع الشبكة الوطنية، ويستخدمها المواطنون لتعويض الطاقة الكهربائية في أوقات انقطاع الكهرباء".
ونوه محمود إلى أن "سوق الألواح الشمسية في العراق، سوق واعدة وتشهد نمواً أكثر من أي بلد عربي، ما يجعله مغرياً للمستثمرين، لكن هذا السوق غير منتظم بسبب عدم وجود معايير وطنية أو محددات ملزمة للمستوردين أو للمستثمرين أو لمن يقوم بعمليات نصب المنظومات، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المنظومات الشمسية خاصة للاستهلاك المنزلي".
اتساع استخدام المنظومات الشمسية
وأبدى مواطنون آراء إيجابية باستخدام الطاقة المتجددة في بيوتهم، والتي خففت من معاناتهم جراء انقطاع الكهرباء خاصة في فصل الصيف اللاهب.
ويقول محسن الخفاجي (43 عاماً) من منطقة التراث في بغداد، أن "بطارية الليثوم هي السلبية الوحيدة في الطاقة الشمسية".
ويستدرك في حديثه لمنصة "الجبال": "لكن تمكنت من معالجة المشكلة، حيث اتضح أن بطارية الليثيوم تتلف في الحرارة، ولابد أن توضع بدرجة حرارة أقل من 31 درجة مئوية"، لافتاً إلى أن "نجاح منظومة الطاقة الشمسية في منزله دعت بعض أقاربه وأصدقائه لنصب منظومة الطاقة الشمسية في بيوتهم، فيما استخدمها أحد أقاربه في مخبزه".
وكانت وزارة الكهرباء كشفت في وقت سابق عن إطلاق مبادرة لبيع منظومات الطاقة للمواطنين بالأقساط استجابة لقرار حكومي بإدخال منظومة الطاقة الشمسية إلى المنازل، وسيكون للوزارة دوراً بتحديد المواصفات الفنية لمنظومات الطاقة الشمسية.