خاص| هل تشير التقارير الإسرائيلية الأخيرة إلى تصعيد محتمل ضد العراق؟

خاص| هل تشير التقارير الإسرائيلية الأخيرة إلى تصعيد محتمل ضد العراق؟ تعبيرية

شهدت الأيام الأخيرة، العديد من التقارير الإسرئيلية التي تتحدث عن استعداد لمواجهة "تهديد إيراني داخل العراق"، وهو ما أظهر العديد من التحليلات عن أسباب الاهتمام المتزايد، فيما تشير فصائل إلى أن الأمر "ليس جديداً وربما أنها مبرر لابتزاز العراق".

 

وصرح عضو المجلس السياسي في حركة النجباء، فراس الياسر، بأن هذه التقارير الإسرائيلية قد تكون مبرراً لابتزاز العراق والضغط على الحكومة مع قرب الانتخابات، مؤكداً استمرار التعاون بين جميع ساحات محور المقاومة حتى الآن.

 

قال الياسر لـ"الجبال"، إن "التقارير فيها عدة احتمالات، منها إيجاد مبرر لابتزاز العراق والضغط على حكومته مع قرب الانتخابات النيابية، أو محاولة لإيجاد مقدمات لاستهداف العراق من قبل الكيان الإسرائيلي"، مبيناً أنه "سبق أن أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك وهدد العراق بشكل مباشر".

 

وأضاف الياسر أنه "في جانب آخر، إن المقاومة العراقية مستمرة في تحشيد قوتها وتطوير وتحديث هيكلها التنظيمي القتالي تحسباً لأي طارئ أو للرد على أي استهداف بشكل يناسب طبيعة المعركة القادمة. والتعاون مستمر مع جميع ساحات المحور المقاوم لإعادة ترتيب مسارات التعاون والمشاركة في غرف العمليات المشتركة".

 

وفي الوقت نفسه، حذر الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية سيف رعد، من استهداف "إسرائيل" للعراق بسبب استخدامه من قبل ايران كـ"جبهة احتياطية".

 

وقال رعد، في حديث لـ"الجبال"، اليوم الخميس 6 تشرين الثاني 2025، إنه "من الناحية الأمنية، أرى أن التقارير الإسرائيلية تعكس نمطاً حقيقياً في الاستراتيجية الإيرانية لكنها بنفس الوقت ليست مفاجئة تماماً، هذه التقارير الصادرة في الأسابيع الأخيرة تحاول التأكيد على نقل إيران لتركيزها العسكري نحو العراق باستخدامها (جبهة احتياطية) بعد الضربات الإسرائيلية الشديدة على وكلائها وحلفائها في لبنان وسوريا وقطاع غزة".

 

وبيّن رعد: "استراتيجياً، واضح جداً بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024 وتدمير جزء كبير من قدرات حزب الله في 2025، أصبح العراق (الخزان الاحتياطي) لإيران وهذا تمت الإشارة إليه من خلال التقارير الأميركية والإسرائيلية الخاصة بالأقمار الصناعية التي نشرتها عبر عدة مواقع، حيث أشارت إلى نقل أسلحة من إيران عبر الحدود المشتركة، وهذا النقل قد يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع خاصة مع التحذيرات الأميركية عبر وزير خارجيتها إلى الحكومة العراقية بضرورة أن تسلم الفصائل المسلحة أسلحتها للدولة، مع تعيين الإدارة الأميركية مبعوثاً خاصا للعراق، كل هذا يتزامن مع قرب الانتخابات البرلمانية العراقية".

 

وأكد الخبير الأمني أنه "يجب أن نأخذ بعين الاعتبار التحركات والتطورات العسكرية الإسرائيلية، فهي قد أنشأت فرقة 96 المعروفة بجلعاد في نهاية عام 2024 باعتبارها قوة احتياطية خفيفة حديثة، وتوسعت هذه القوة خلال هذه الأشهر الماضية وخضعت لتدريبات مكثفة في وادي الأردن الذي يشبه جغرافياً الشريط الحدودي بين إيران والعراق (عبارة عن تضاريس صحراوية جبلية وممرات ضيقة ومناطق حدودية مفتوحة)، مما يجعل كل الاحتمالات مفتوحة في حال حدوث أي تصعيد".

 

وتابع: "بالنتيجة، هذه التقارير تعكس مرونة إيران في حرب الوكلاء لكنها تفتح باباً لإسرائيل لتعزيز دفاعاتها الشرقية بالإضافة، فممكن أن تقوم بعمليات عسكرية خاصة خارج إسرائيل كما حدثت في شهر آب بالقرب من دمشق"، منوهاً: "لا نستبعد عمليات خاصة تصل إلى أهداف في الشريط الحدودي الإيراني العراقي أو داخل العراق أو إيران".

 

وختم الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية حديثه قائلاً: "كلما ازدادت التقارير بخصوص دور الفصائل المسلحة العراقية واعتبارها جزء من التصعيد، معناه إننا أمام تصعيد محتمل خلال الفترة المقبلة وخاصة إذا انهارت لتهدئة مع حزب الله".

 

 

 

إشعارات سابقة

 

وفي الأيام الأخيرة، كشفت تقارير إعلامية "إسرائيلية" متعددة عن ما وصفته بـ"تحول استراتيجي جوهري" في التموضع الإيراني لمواجهة أي صراع محتمل مع "إسرائيل"، إذ يبدو بالنسبة لها، أن طهران تعتزم نقل الثقل العسكري لـ"محور المقاومة" من ساحات كانت نشطة تقليدياً مثل لبنان وسوريا وقطاع غزة المحاصر، إلى الأراضي العراقية.

 

وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مصادر عراقية ومطلعة أن "إيران تسعى إلى إلقاء العبء الأكبر لأي مواجهة مستقبلية على عاتق الميليشيات الشيعية المتحالفة معها في العراق، ذلك في أعقاب الضربات التي استهدفت حلفاءها في الجبهات الأخرى".

 

وذكرت شبكة "كان" أن "الدعم الإيراني للميليشيات العراقية شهد توسعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بتزويدها بأسلحة متطورة وتدريبها على تكتيكات قتالية جديدة. وتتم هذه الجهود بإشراف مباشر من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني. 

 

وتقدر المصادر أن "هذه الميليشيات باتت تشكل قوة عسكرية لا يُستهان بها، وتتجاوز قدرات الجيش العراقي الرسمي في بعض المناطق، ما يشير إلى تراجع تأثير الحكومة المركزية في بغداد برئاسة محمد شياع السوداني".

 

ويُعتقد ـ بحسب كان ـ أن "الهدف هو تجهيز هذه القوات لتنفيذ عمليات محتملة ضد إسرائيل إذا ما اندلع صراع إقليمي واسع". وعلى الرغم من هذا التجهيز، يُشار إلى أن "الميليشيات العراقية لم تشارك في المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل، ويرجع ذلك إلى ضغوط الحكومة المركزية في بغداد والتحذيرات الإسرائيلية والأميركية". 

 

وقبل ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب تتحضر عبر جيشها وجهازها الاستخباراتي "الموساد" لفتح جبهة جديدة في العراق بذريعة نشوء "تهديدات" على إسرائيل تغّذيها إيران. 

 

وأفاد موقع "والاه" العبري، في تقرير، الجمعة الماضي، بأن الجيش الإسرائيلي والموساد يستعدان، لـ"التهديد المتنامي" للجبهة الداخلية الإسرائيلية من العراق. 

 

ونقل الموقع عن مصادر في قيادة المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، قولها إن "الإيرانيين يستثمرون موارد كبيرة في المليشيات الموالية لهم وفي البنى التحتية الإرهابية داخل العراق، بهدف أن تكون هذه المليشيات قادرة، في لحظة معينة، على مهاجمة إسرائيل من الجو والبر".


الجبال

نُشرت في الخميس 6 نوفمبر 2025 11:17 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.