يسعى العراق الآن إلى شراكة متجذرة في الفرص الاقتصادية: نحن بحاجة إلى الاستثمار والوظائف والوصول إلى الأسواق، في حين تقدم الولايات المتحدة الخبرة الرائدة في التكنولوجيا والطاقة والزراعة، إلى جانب قدرة استثمارية لا مثيل لها.
ومن خلال الجمع بين الثروة الطبيعية التي يمتلكها العراق والابتكار الأميركي، فإن كلا البلدين سوف يستفيدان.
إن الاتفاقيات الأخيرة مع شركات مثل شيفرون وجنرال إلكتريك ليست مجرد عقود على الورق؛ بل إنها تمثل فرص عمل حقيقية وبنية أساسية أقوى وشرق أوسط أكثر استقراراً.
العراق دولة شابة: 40% من مواطنينا هم تحت سن 15 سنة. إن هذا الواقع الديموغرافي يمكن أن يكون إما محركاً قوياً للنمو ــ أو أرضاً خصبة لليأس.
إذا قدمنا التعليم والتوظيف فإن شبابنا سوف يقودون العراق إلى الأمام، وإذا فشلنا فإننا نخاطر بتعريضهم للتطرف. ولهذا السبب فإن العراق لا يسعى إلى المساعدات بل إلى الاستثمار ــ الشراكات التي تولد الفرص المستدامة.
لم يعد الأمن في العراق يعتمد على الانتشار الأجنبي الدائم، بل ينبع من فرص العمل والعدالة والسيادة.
يزدهر التطرف حيث يفتقر الشباب إلى الأمل.
ولمواجهة هذا، يعمل العراق على تأمين حدوده، وقطع تمويل الإرهاب، وضمان بقاء الأسلحة تحت سلطة الدولة.
ولا تؤدي هذه الإجراءات إلى حماية العراقيين فحسب، بل وتعزز أيضاً دور العراق كشريك موثوق به في الأمن العالمي.
لقد اخترنا أيضاً أن نكون جسراً للحوار بدلاً من أن نكون ساحة معركة للصراع.
ويتعاون العراق مع جيرانه لتخفيف التوترات ومنع الأزمات الإقليمية التي قد تجتذب مرة أخرى قوى خارجية.
وهذا يعكس رؤيتنا للسيادة: العراق كقوة استقرار، وداعم، ومساهم في السلام.
وفي هذا الجهد، تظل الولايات المتحدة شريكاً أساسياً ــ من خلال الدبلوماسية والدعم المستمر لاستقرار العراق.
لقد اختار العراق طريق التكامل والحوار البناء المبني على المصالح العادلة والمتبادلة، والسعي إلى الاستقرار والازدهار المشترك.
علاقاتنا مع الولايات المتحدة مبنية على الاحترام المتبادل ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
واسترشاداً بهذه القيم، ينتهج العراق سياسة المشاركة البناءة مع جيرانه الإقليميين والمجتمع الدولي على حد سواء.
العراق دولة ذات سيادة كاملة، مستقلة في قراراتها، وتسترشد بمصالحها الوطنية فقط. نحافظ على علاقات متوازنة وقانونية مع جميع الدول.
وفي حين أن بعض الفصائل العراقية ترتبط بعلاقات أيديولوجية مع إيران ، فقد عملنا على ضمان أن تظل أنشطتها ضمن حدود سلطة الدولة بشكل صارم.
خارجياً، نسعى إلى الشراكة؛ وداخلياً، نسعى إلى المصالحة.
نحن نعمل على حل القضايا مع إقليم كوردستان وتعزيز الثقة بين المجتمعات العراقية المتنوعة من خلال تعزيز الهوية الوطنية المشتركة، لأن الأساس المحلي المستقر هو الشرط الأساسي للشراكات الدولية الناجحة.
إن مقياس العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق لا ينبغي أن يكون بعدد الجنود الأميركيين على أرضنا، بل من خلال المشاريع المشتركة والتجارة والفرص المتاحة للشعبين.
إن العلاقة التي كانت محددة بالحرب يجب أن يتم تعريفها مرة أخرى بالازدهار.
نحن نسعى إلى التعاون وليس الصراع. نحن نفضل أن يتم استخدام الفولاذ لدينا في إنتاج السلع، وليس الأسلحة.
إن احتضان الولايات المتحدة للعراق كشريك استثماري وتجاري سوف يعطي جيراننا دليلاً ملموساً على أن السلام هو البديل الأفضل من الحرب.
إن ما تتصوره العراق هو شراكة عادلة ومتوازنة ومفيدة للطرفين: شراكة يتحمل فيها العراق المسؤولية الكاملة عن أمنه بينما تشارك الولايات المتحدة كمستثمر وشريك اقتصادي وحليف.
هذه ليست دعوة لطلب الصدقة، ولا دعوة للتواجد العسكري الدائم.
إنها دعوة لبناء علاقة مربحة للجانبين تعمل على تحويل دروس الماضي إلى أسس لمستقبل أفضل.
لطالما كانت أميركا رائدة في الابتكار والفرص. والعراق مستعدٌّ لمواكبة هذه القيادة بموارده وشبابه وعزيمته.
وبإمكاننا معاً أن نعيد تعريف العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق ــ ليس باعتبارها فصلاً آخر من صراع لا نهاية له، بل باعتبارها قصة ازدهار بنيت جنباً إلى جنب".