سدّ الموصل
حذر الخبير في الشؤون المائية والزراعية تحسين الموسوي، من وصول الخزين الاستراتيجي للعراق في البحيرات والسدود إلى أدنى مستوى له منذ تأسيس الدولة، وفق ما أعلنته وزارة المواد المائية، مبيناً أن مشكلة المياه باتت قضية أمن قومي.
وقال الموسوي، في حديث لمنصة "الجبال"، اليوم الأربعاء 3 أيلول 2025، إنه "يجب الحذر من وصول الخزين الاستراتيجي للعراق في البحيرات والسدود إلى أدنى مستوى له منذ تأسيس الدولة العراقية في ثلاثينيات القرن الماضي، فهذا التطور جرس إنذار خطير يهدد الأمن المائي والغذائي والاقتصادي للبلاد".
أوضح أن "الانخفاض التاريخي في الخزين المائي يعود إلى جملة عوامل متشابكة، أبرزها التغير المناخي وتراجع معدلات الأمطار، وارتفاع نسب التبخر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن السياسات المائية للدول المتشاطئة التي قلّصت بشكل كبير من واردات نهري دجلة والفرات، إضافة إلى سوء الإدارة الداخلية وضعف الاستثمار في مشاريع الري الحديثة أسهما أيضاً في تفاقم الأزمة".
وأضاف ان "استمرار التراجع في الخزين المائي ينعكس مباشرة على القطاع الزراعي ويهدد الأمن الغذائي بزيادة الاعتماد على الاستيراد، إضافة إلى ما يحمله من تداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة، منها احتمالية نزوح سكاني من المناطق الزراعية وتراجع فرص العمل".
ودعا الخبير في الشؤون المائية والزراعية "الحكومة العراقية إلى إطلاق خطة طوارئ وطنية لإدارة الموارد المائية، تتضمن إجراءات عاجلة لترشيد الاستهلاك والحد من الضياع، إلى جانب تفعيل الدبلوماسية المائية مع دول المنبع لضمان حصص عادلة للعراق، والتشديد على أهمية الاستثمار في البنية التحتية للري الحديث، وإطلاق حملات توعية واسعة لترسيخ ثقافة الحفاظ على المياه".
وختم الموسوي حديثه قائلاً إن "أزمة المياه لم تعد شأناً فنياً أو قطاعياً فحسب، بل تحولت إلى قضية سيادية وأمن قومي تتطلب أعلى درجات الجدية والتنسيق بين الدولة والمجتمع".
