مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في العراق التي من المقرر أن تجرى في تشرين الثاني المقبل، وإبعاد مئات المرشحين عن السباق الانتخابي لأسباب تنوعت بين قيود جنائية وملفات فساد وأسباب أخرى، تربط بعض التحليلات بين أسماء مرشحين مستبعدين وقضايا جدلية في الساحة السياسية، فيما يصف مراقبون، الانتخابات في العراق، بأنها "تسلية لتوزيع الأموال".
وعلّق السياسي العراقي نديم الجابري، في حديث متلفز تابعته "الجبال"، على قوائم المرشحين المستبعدين عن السباق الانتخابي، قائلاً، إن "القلق من البعثيين سببه الفشل في الأداء السياسي. من أين جاؤوا بالسلطة لإقصاء المرشحين، وكيف أقصوا أناساً هم جزء من النظام الحالي ودافعوا عنه؟"، لافتاً إلى أن "مسألة (حسن السيرة والسلوك)، تنطبق على الأنبياء فقط".
وأضاف، أن "هناك عقلية إسقاطية تسود في الأجواء تهرباً من تحمل المسؤولية، وتوظيف توجيهات المرجع السيستاني بصورة مغايرة سبباً لسوء هذا النظام"، قائلاً: إن "استبعاد اللواء جمال الحلبوسي، ووائل عبداللطيف، مرتبط بملف خور عبدالله".
وتابع، أنه "كان هناك أخطاء كبيرة في تشكيل عملية الحكم بعد 2003، والولايات المتحدة تتحمل جزءاً كبيراً من الفوضى الحاصلة في العراق. واشنطن تتحمل مسؤولة تدمير الدولة العراقية بعد 2003".
من جانبه، وصف الباحث في الشأن السياسي رمضان البدران، النظام السياسي في العراق، بـ"الفوضى".
وقال البدران، إن "ما موجود في العراق ليس نظاما سياسيا بل فوضى، (كل واحد له)"، مبيناً أن "الطبقة المتحكمة في العراق تريد تنظيم الوضع على مقاساتها".
وأضاف، أن "واشنطن كانت تهدف لإنشاء نظام ديمقراطي في العراق، إلا أن النظام الحالي هو تحكمي والدستور أفرغ من جوهره"، مشيراً إلى أن "المرجع السيستاني كان يريد إنشاء نظام قوي يجمع الدين والدولة".
ولفت إلى أن "الرؤية الأميركية انتهت قبل الجمعية الوطنية العراقية، وبدأت الرؤية الإيرانية"، مؤكداً أن "إيران لديها معرفة قوية في مسألة إجراء انتخابات؛ لكنها لا تغيّر شيئاً".
وختم حديثه قائلاً، إن "ما يحصل في العراق ليس انتخابات، بل تسلية بين أركان النظام لتوزيع الأموال".