ما تزال الزيارة التي أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على لاريجاني إلى العراق مؤخراً، تثير تساؤلات عديدة، وسط تحليلات تشير إلى أنها جاءت ضمن سياق "استحضارات" معركة مرتقبة مع إسرائيل، فيما يذهب سياسيون إلى اعتبار الزيارة "غير محرجة" للعراق، بالنسبة لعلاقته مع واشنطن.
وزار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، العراق، في 11 آب الجاري، حيث أجرى عدة لقاءات مع شخصيات سياسية عراقية، فيما وقع مذكرة تفاهم أمنية مع نظيره العراقي قاسم الأعرجي.
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد الشمري، قال في حوار متلفز تابعته "الجبال"، إن "العراق لا يمتلك السيطرة على الأجواء، وتحركات مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ناجحة"، مبيناً أن "اتفاقية الأعرجي بشأن إنهاء وجود المعارضة الكردية كانت جيدة".
وبشأن زيارة لاريجاني إلى العراق، قال الشمري: "توقيت زيارة لاريجاني غير محرجة للعراق فيما يتعلق بعلاقته بواشنطن".
وأضاف، أن "إمكانيات العراق محدودة جداً ولا يمكنه تقديم الفزعة لإيران، وهو فاقد للسيادة الجوية وإيران تدرك صعوبة مساندتها في أي حرب".
وتابع، "كما أن العراق فاقد للسيادة المالية. الدولار حبيس البنك الفيدرالي الأميركي، وسياسة الحكومة العراقية الآن هي الابتعاد عن محاور القتال والدخول في معارك".
ولفت إلى أن "حرب إيران وإسرائيل لم تكن مفيدة للطرفين"، مبيناً أنه "على إيران امتلاك القنبلة الذرية بسرعة؛ للتخلص من ضغوط واشنطن وإسرائيل".
وعن قانون الحشد الشعبي، أشار الشمري، إلى أنه "تم الانتهاء من قانونين للحشد الشعبي، الأول خاص بالتقاعد، والثاني تنظيم الهيكلية، وهناك اعتراضات أميركية واجهت قانوني الحشد الشعبي".
وتابع، أن "قانوني الحشد الآن بذمة رئاسة مجلس النواب، والحكومة مشتركة أيضاً"، لافتاً إلى أن "الحشد وجد لظرف طارئ، لولاه لسقطت حتى دول الجوار بيد داعش".
وعن اشتباكات السيدية، علق الشمري، قائلاً، إن "اشتباكات السيدية تمثل تصرفاً خارج منظومة القائد العام، وحسبت مثلبة على الحشد وموقف الحكومة ضعيف".
من جانبه، علق الخبير الأمني أحمد الشريفي، بشأن زيارة لاريجاني إلى العراق، بالقول، إن "توقيت زيارة لاريجاني ينبغي النظر إليه بجدية. ولو كانت الزيارة إلى بغداد من أجل الحدود فلماذا زار لبنان؟"، مشيراً إلى أن "زيارة لاريجاني للعراق تأتي ضمن سياق استحضارات معركة".
وتابع، أن "لاريجاني أراد من بغداد تهيئة الساحة للمعركة المرتقبة مع إسرائيل، وهي جاءت للعراق (غير الرسمي)"، ولفت إلى أن "لاريجاني طلب عدم تقييد الفصائل"، موضحاً أن "وحدة الساحات مبدأ إيراني ثابت لغاية الآن".
وختم حديثه بالقول: "نحن أمام معادلة حرب أخرى، صدام إسرائيل وإيران مسألة وقت".