تصريحات الحلبوسي في كركوك.. محاولة تصدر "المشهد السني" عبر نشر "الاستفزاز" بين المكونات

6 قراءة دقيقة
تصريحات الحلبوسي في كركوك.. محاولة تصدر "المشهد السني" عبر نشر "الاستفزاز" بين المكونات (خلال الزيارة)

في وقت يشهد العراق فيه، أزمات متوالية على مختلف الأصعدة، تأتي زيارة رئيس حزب "تقدم" محمد الحلبوسي إلى كركوك، ليطلق منها سلسلة تصريحات وصفت بأنها "تزيد الانقسام بين مكونات المدينة".

 

وأثناء حضور الحلبوسي في كركوك لإطلاق الحملة الانتخابية لمرشحي حزب تقدم، ظهرت سلسلة تصريحات، وجه فيها اتهامات لـ"الكورد ولأحزاب أخرى من المكون العربي"، أبرزها تحالف السيادة برئاسة خميس الخنجر، والعزم، برئاسة مثنى السامرائي.

 

وقال الحلبوسي في كلمة مصورة، خلال تواجده في تجمع جماهيري في ناحية العباسي بكركوك "ثبتنا الاستقرار في كركوك، حتى لا تبقى هناك أقوام متناحرة، ويقطع الاستثمار، ورزق الناس"، مضيفاً: "ثبتنا التدوير، والأوراق محفوظة عندنا، متى ما وصل التوقيت والذي هو في نهاية هذه السنة، يصبح التدوير على أساس مكونات كركوك، المحافظ للعرب، ورئيس المجلس للأخوة الكورد وهكذا".

 

وتساءل الحلبوسي في كلمته: "من أقال المحافظ الأسبق في مجلس النواب؟. من حلّ مجلس المحافظة، والذي لنا فيه 5 من 41؟. من فتح الأبواب المغلقة؟ والآن المحافظة مستقرة".

 

وردّ النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي، شاخوان عبد الله، السبت 9 آب 2025، على تصريحات رئيس حزب "تقدم" محمد الحلبوسي، التي ادّعى فيها عزل الراحل نجم الدين كريم من منصب محافظ كركوك.

 

وقال عبدالله في تدوينة، إن "رئيس البرلمان المُقال محمد الحلبوسي أشار إلى أنه، هو الذي أقال نجم الدين كريم من منصب محافظ كركوك. مع أن الراحل كان عضواً في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، إلا أنني ككوردي أجيبك وأقول: كنت رئيساً للبرلمان، وزعيم حزب، وتمت إقالتك ولم تستطع أن تدافع عن نفسك، فكيف تدّعي أنك عزلت نجم الدين كريم عندما كان محافظاً؟".

 

وأضاف عبد الله مخاطباً الحلبوسي: "عندما كان الراحل نجم الدين كريم محافظاً، كنت في دهوك، وكنت مجرد عضو في البرلمان"، مبيناً أنه "أتمنى لك قضاء وقت ممتع في هذه المدينة التي حُفظت بدماء البيشمركة، ولم تسقط بيد داعش كما سقطت الأنبار في أيدي داعش".

 

تأجيج الصراع لمصالح انتخابية

 

من جانب آخر يرى عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام أن "استغلال موضوع الحملة الانتخابية لزيادة الانقسام الطائفي والقومي، يجب أن يعاقب عليه القانون، وتتخذ إجراءات رادعة بحق من يقومون بهذه التصرفات من قبل المفوضية".

 

ولفت خلال حديثه لـ "الجبال" إلى أنه "في الوقت الذي تحتاج فيه كركوك لصوت الحكمة، والعقلاء، تبرز تصريحات الحلبوسي لتزيد الشرخ بين مكونات المدينة، لأهداف ومصالح انتخابية ضيقة".

 

وأشار إلى أنه "كان على الحلبوسي احترام تضحيات قوات البيشمركة التي حافظت بدمائها على كركوك، ومنعت سقوطها بيد داعش، وحديثه اليوم ينم عن إفلاس سياسي، ومحاولة لتأجيج الشارع وحقنه بشعارات قومية، وهذه التصريحات تضر بالسلم الاجتماعي، وتعمق الأزمات، ويجب التصدي لها من قبل المفوضية، ومن قبل القوى السياسية، ولا تستغل الشعارات القومية لأغراض سياسية".

 

وكركوك هي مدينة تضم مجموعة من المكونات، من الكورد والتركمان والعرب والآشوريين، وجرت فيه انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، لأول مرة منذ عام 2005.

 

وحصل الكورد، الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني على 7 مقاعد، فيما حصل العرب، "السيادة، تقدم" على خمسة مقاعد، ومقعدين من نصيب المكون التركماني، ومقعد الكوتا من نصيب المكون المسيحي.

 

وتشكلت الحكومة المحلية في كركوك وفقاً لاتفاق جرى في فندق الرشيد بالعاصمة بغداد في التاسع من آب عام 2024، بين كلا من الاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب تقدم، وتحالف بابليون، حيث جرى تسمية ريبوار طه محافظاً لكركوك، ومحمد الحافظ رئيساً لمجلس المحافظة.

 

استقرار كركوك واستهداف الشركاء

 

في الأثناء قال عضو تحالف العزم عزام الحمداني إن "مدينة كركوك مستقرة وأمنة، وأي تصريحات خلال الحملة الانتخابية تطلق من سياسيين يجب أن تراعي الاستقرار داخل المكونات في كركوك".

 

وأوضح في حديثه لـ "الجبال" أن "الدعاية الانتخابية لأي حزب أو زعيم سياسي يجب من تكون من خلال أساليب جيدة، والتفاخر بأشياء يستفيد منها المواطن، وكركوك تحتاج لمن يحافظ على استقرارها الاجتماعي، والمكوناتي".

 

وأشار إلى أن "التقليل من الأطراف السياسية الأخرى داخل المكون السُني، في كل محفل انتخابي، لا يخدم المكون، الذي بالأساس يعاني التشتت والانقسام".

 

من جهة أخرى، وصف عضو تحالف السيادة أحمد فواز تصريحات الحلبوسي في كركوك، بأنها "تعميق للخلاف والانقسام العربي في كركوك، وهجوم غير مبرر على المنافسين".

 

وبين خلال تدوينة له على على صفحته في "فيسبوك"، أن "الخلاف العربي في كركوك لم يكن بهذا المستوى، إلا عندما دخل الحلبوسي على الخط، وهذه التصريحات الأخيرة زادت من الانقسام، ووضع المدينة لا يحتمل إطلاقاً".

 

تشتيت الأنظار والظهور كبطل قومي

 

إلى ذلك يؤكد الباحث في الشأن السياسي عبد الله الحديدي إلى أن "تصريحات الحلبوسي عدائية، في وقت يحتاج البلد إلى تصريحات متزنة، تدعو للاستقرار، والخروج من المرحلة الصعبة".

 

وذكر خلال حديثه لـ "الجبال" أن "الحلبوسي هاجم الكورد، وهاجم الأحزاب السنية المنافسة له، كالعزم والسيادة، وهاجم من حكم كركوك سابقاً، وزاد من الانقسام المجتمعي".

 

وأردف أن "الموقف الأخير الذي تعرض له حزب تقدم في جلسة البرلمان عندما فرط باستحقاق المكون السني، في مجلس الدولة والخدمة، أرادوا التغطية عليه بشتى الطرق، فجاءت تصريحات الحلبوسي من كركوك، وخطابه القومي، كنوع من "البروباغندا" الإعلامية، لكي يتحول أمام أنصاره لبطل طائفي وقومي، وأنه المتصدر للمشهد السني، ولا يفرط بمصالح المكون".

 

الجبال

نُشرت في الاثنين 11 أغسطس 2025 01:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.