قال رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، إن فريقه أجرى مباحثات مع فصائل سياسية للمساعدة في تحديد مكان الباحثة الإسرائيلية ـ الروسية المختطفة، إليزابيث تسوركوف، مؤكداً إحباط 29 هجوماً عراقياً على إسرائيل من قبل الأجهزة الأمنية أثناء الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية الأخيرة.
وبحسب مقابلة أجرتها "أسوشيتد برس"، وترجمتها "الجبال"، فإن السوداني أشار إلى أنه "استخدم مزيجاً من الضغط السياسي والعسكري لمنع الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران من الدخول في الصراع بالمنطقة".
وتقول "أسوشيتد برس"، إن "السوداني يسعى - وهو يتطلع لولاية ثانية - للتقرب من إدارة ترامب، حتى مع حفاظه على روابط قوية مع الأحزاب السياسية المدعومة من إيران والتي ساعدت في وصوله إلى السلطة عام 2022".
وبعد أن شنت إسرائيل غارات جوية على إيران وردت الأخيرة بإطلاق صواريخ على تل أبيب، حاولت جماعات مسلحة في العراق إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل وقواعد تضم قوات أمريكية في العراق، بحسب السوداني، لكن محاولاتهم أُحبطت 29 مرة من خلال "عمليات أمنية" للحكومة العراقية لم يفصلها.
وقال السوداني: "نعلم أن الحكومة (الإسرائيلية) كان لديها سياسة - وما زالت - لتوسيع الحرب في المنطقة". وأضاف: "لذلك، حرصنا على عدم إعطاء أي مبرر لأي طرف لاستهداف العراق"، مبيناً أن "حكومته تواصلت أيضاً مع قادة في إيران لحثهم على التهدئة وإفساح المجال للحوار والعودة إلى المفاوضات".
وحول مستقبل الوجود الأمريكي، قال السوداني إن "الولايات المتحدة والعراق سيلتقيان بحلول نهاية العام لترتيب العلاقة الأمنية الثنائية بين البلدين"، كما "يأمل في تأمين استثمارات اقتصادية أمريكية - في النفط والغاز، وكذلك الذكاء الاصطناعي"، والتي قال إنها "ستسهم في الأمن الإقليمي وتجعل البلدين عظيمين معاً".
وأكد السوداني أن "وجود قوات التحالف قد وفر مبرراً للجماعات العراقية لتسليح نفسها، ولكن بمجرد اكتمال انسحاب التحالف، لن تكون هناك حاجة أو مبرر لأي مجموعة لحمل السلاح خارج نطاق الدولة".
ومع حديث وزارة الخارجية الأميركية في بيان الأسبوع الماضي إن التشريع الخاص بقانون الحشد الشعبي "سيضفي الطابع المؤسسي على النفوذ الإيراني والجماعات الإرهابية المسلحة مما يقوض سيادة العراق"، دافع السوداني عن التشريع المقترح، قائلاً إنه "جزء من جهد لضمان أن تكون الأسلحة تحت سيطرة الدولة"، مبيناً أنه "يجب أن تعمل الأجهزة الأمنية بموجب القوانين وأن تخضع لها وتكون مسؤولة".
وحول سلسلة الهجمات بطائرات مسيرة التي استهدفت منشآت نفطية في إقليم كوردستان، وصف السوداني الهجمات بأنها "عمل إرهابي" وقال إن "حكومته تعمل مع السلطات الكوردية وقوات التحالف لتحديد المسؤولين ومحاسبتهم".
وكذلك فعلت قضية الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، التي اختفت في العراق عام 2023. تعتقد عائلتها أنها محتجزة لدى الميليشيا العراقية كتائب حزب الله، وقد وردت تقارير عن مفاوضات بوساطة أمريكية للتفاوض على إطلاق سراحها. لم يذكر السوداني اسم المجموعة المسؤولة عن اختطاف تسوركوف، لكنه دحض فكرة أن حكومته لم تبذل جهوداً جادة لتحريرها، وقال إن حكومته لديها فريق مكرس للعثور عليها. وقال: "نحن لا نتفاوض مع العصابات والخاطفين،" لكن الفريق أجرى مباحثات مع فصائل سياسية قد تكون قادرة على المساعدة في تحديد مكانها، بحسب التقرير.
وحول العلاقة مع سوريا، قال السوداني: "نحن والإدارة في سوريا لدينا بالتأكيد عدو مشترك، وهو داعش، الموجود بوضوح وصراحة داخل سوريا"، مضيفاً أن "حكومته حذرت السوريين من الأخطاء التي حدثت في العراق بعد سقوط صدام، عندما أدى الفراغ الأمني الذي أعقب ذلك إلى سنوات من العنف الطائفي وصعود الجماعات المتطرفة المسلحة".
ودعا السوداني القيادة السورية الحالية إلى السعي وراء "عملية سياسية شاملة تشمل جميع المكونات والمجتمعات". قال: "لا نريد أن تنقسم سوريا". وأضاف: "هذا غير مقبول وبالتأكيد لا نريد أي وجود أجنبي على الأراضي السورية،" في إشارة واضحة إلى التوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا.