"الجبال" تكشف تفاصيل جديدة بشأن استهداف كوردستان بالمسيّرات.. لماذا قضاء الحضر؟

8 قراءة دقيقة
"الجبال" تكشف تفاصيل جديدة بشأن استهداف كوردستان بالمسيّرات.. لماذا قضاء الحضر؟ تصاعد الدخان من حقل نفط سرسنك إقليم كوردستان العراق إثر هجوم بطائرة مسيّرة (AFP)

بينما تستمر هجمات الطائرات المسيرات التي تستهدف مواقع مختلفة في إقليم كوردستان، ومنها الحقول النفطية، وتتكرر مطالبات حكومة الإقليم، بضرورة توفير الحماية، وتعقب الخلايا المسؤولة عن القصف، أطلقت القوات الأمنية العراقية عملية تفتيش واسعة في صحراء الحضر ضمن قاطعي غرب نينوى وصلاح الدين، استهدفت مواقع مشبوهة يُعتقد أنها تُستخدم لتهديد الأمن والاستقرار في البلاد، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لملاحقة الجهات المتورطة في استهداف منشآت نفطية وعسكرية.

 

وشملت العملية الأمنية التي شارك فيها جهاز مكافحة الإرهاب وقيادة عمليات الحشد، تفتيش عدد من المخازن والكهوف والأودية التي يُشتبه باستخدامها في نشاطات عدائية، بالتزامن مع استمرار قصف الحقول النفطية في مدن إقليم كوردستان.

 

وبدأت الهجمات، عندما أعلن قائد عمليات بغداد، في 24 حزيران/ يونيو الماضي، أن طائرة مسيّرة مجهولة الهوية، نفذت هجوما استهدف أحد المواقع داخل معسكر التاجي، شمالي العاصمة بغداد، دون أن تُعرف الجهة المنفذة حتى الآن، كما تعرض مطار أربيل الدولي لمحاولة استهداف متكررة بطائرات مسيرة مفخخة.

 

وجاءت الحملة التفتيشية في ذات الأثناء مع إعلان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان، عن التوصل إلى نتائج مهمة وحاسمة في قضية استهداف الرادارات.

 

وقال النعمان في بيان  إنه "بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، الخاصة بتشكيل لجنة تحقيقية عليا تضم كبار الضباط والمختصين، للنظر في حوادث الاستهداف التي طالت عدداً من مواقع الرادارات التابعة للقوات المسلحة العراقية، من خلال استخدام طائرات مسيّرة انتحارية في توقيتات متزامنة، استهدفت منظومات دفاعية في عدّة قواعد عسكرية داخل البلاد، وبعد جهود أمنية واستخبارية وفنية دقيقة ومكثفة، أسفرت التحقيقات عن التوصّل إلى نتائج مهمة وحاسمة، ومنها تحديد منشأ الطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجمات، والتي تبيّن أنها تحمل رؤوساً حربية بأوزان مختلفة ومُصنّعة خارج العراق".

 

تقارير أميركية ورادرات جديدة

إلى ذلك كشف مصدر أمني مطلع عن أهداف الحملة التفتيشية التي أطلقتها القوات الأمنية العراقية، وبمشاركة حشد العتبات في مناطق غربي محافظة نينوى.

 

وأكد المصدر في حديثه لمنصّة "الجبال"، أن "مكتب القائد العام للقوات المسلحة تلقى تقاريراً من التحالف الدولي، ومن السفارة الأميركية في بغداد، تشير إلى الطائرات المسيرة انطلقت من صحراء جزيرة نينوى، باتجاه مناطق مختلفة في إقليم كوردستان".

 

وأضاف أن "التقارير الأميركية حددت المنطقة التي انطلقت منها الطائرات، وهي المنطقة الواقعة ما بين تلول بعاج، إلى صحراء الحضر، من جهة طريق بغداد، وأبلغت مكتب القائد للقوات المسلحة، بضرورة التحرك بهذا الاتجاه".

 

وأشار إلى أنه "بناءً على التقارير الأميركية، ومطالبات حكومة الإقليم، كلّف مكتب القائد العام، جهاز مكافحة الإرهاب، والمخابرات، ولواء أنصار المرجعية، بالتحرك الفوري، والقيام بحملة تفتيش واسعة، وتعقب لبقايا إطلاق المسيرات، ونصب الكاميرات الحرارية، ونصب 3 رادارات جديدة في المنطقة".

 

فيما كشف مصدر أمني آخر، عن، "قيام قوة من جهاز مكافحة الإرهاب، بتفتيش لواءين تابعين للحشد الشعبي".

 

وبين المصدر في تصريح لمنصّة "الجبال"، أنه "تم السماح لقوة من مكافحة الإرهاب، بتفتيش لواءين تابعين للحشد الشعبي في نينوى، وهما اللواء 25، واللواء 44، وذلك بصورة مفاجئة دون سابق إنذار، وبموافقة قائد عمليات الحشد الشعبي في نينوى خضير المطروحي".

 

في نفس السياق أكد مسؤول إعلام لواء أنصار المرجعية صلاح الموسوي أنه، "بناءً على توجيهات صدرت من مكتب القائد للقوات المسلحة، أجرينا حملة تفتيش واسعة على مدى يومين، لتعقب عمليات إطلاق المسيرات تجاه إقليم كوردستان".

 

وأوضح في حديثه لمنصّة "الجبال"، أنه "تم تفتيش المنطقة الواقعة من الحضر إلى طريق بغداد من قبل اللواء 25، واللواء 44 في الحشد الشعبي، ومعهم قوة من جهاز مكافحة الإرهاب، والمخابرات، والاستخبارات العسكرية، والجيش العراقي".

 

وأضاف، أنه "لم يتم العثور على أي أثر لعملية المسيرات والصواريخ، ولم نعثر على أي منصة، أو قاعدة، وفتشناً مساحة ما بين 30-60 كيلو متراً".

 

وذكر، أنه "لدينا منظومات تصوير، وهي عبارة عن كاميرات حرارية، ومداها 5 كيلو مترات، ومخصصة فقط لمراقبة الساتر الأمني، ولدينا رادار واحد، ومداه 30 كيلو متراً، ولا يكفي لمراقبة منطقة كبيرة، مثل صحراء جزيرة نينوى، التي تحتاج لمنظومة مراقبة كبيرة".

 

وبخصوص الشريط الحدودي مع سوريا فيؤكد الموسوي بأنه "يبتعد بحوالي 170 كيلو متراً عن المنطقة التي ينتشر بها لواء أنصار المرجعية، وهذه المنطقة ليست قاطعنا، ونحن لا نتدخل في السياسة، ونتلقى التعليمات من القائد العام للقوات المسلحة".

 

وشهد شهر تموز الجاري، هجمات مكثّفة بالطائرات المسيّرة، استهدفت حقول نفط ومواقع عسكرية في إقليم كوردستان، ومنها حقل سرسنك في زاخو، وحقل "هاند أويل" في قضاء الشيخان بدهوك، وحقل DNO في منطقة فيشخابور ضمن مدينة زاخو، ومناطق حيوية أخرى.

 

وتكررت تعهدات فتح التحقيق بالهجمات التالية التي طالت قاعدة الإمام علي العسكرية في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، ثم قاعدة بلد ومصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين، ومطار كركوك الدولي، أعقبتها سلسلة هجمات متواصلة وشبه يومية على مطار أربيل وحقول نفط وغاز ومواقع عسكرية للبيشمركة في إقليم كوردستان.

 

تم التعرف على الجهات التي شنّت الهجمات

من جهة أخرى رأى الخبير في الشأن الأمني والعسكري اللواء عماد علو، أن "تقرير اللجنة التحقيقية لم يكشف عن اسم الجهة التي قامت باستهداف الرادرات، ونفذت الهجمات بالمسيرات على الحقول النفطية، لكنه تعرف عليها".

 

ولفت خلال حديثه لمنصّة "الجبال" إلى أن "بيان اللجنة التحقيقية وانطلاق الحملة التفتيشية، وضعنا أمام حالة جديدة، لمحاسبة ومحاكمة الجهة التي قامت بهذه العمليات، وهذا دليل على أنه تم التعرف على الجهة المنفذة، وهي جهة داخلية، كون البيان الحكومي أشار إلى أنهم سيعرضون على القضاء العراقي".

 

وتابع أن "الأجهزة الأمنية العراقية قامت بعمل سريع، ومدعوم بالأدلة والوثائق، والمعلومات الاستخباراتية، لغرض الحصول على المعلومات، ولماذا تم استهداف الإقليم، والحقول النفطية تحديداً".

 

لماذا تم اختيار قضاء الحضر؟

أما الباحث في الشأن السياسي والأمني العميد المتقاعد سعيد العاني، فقال إن "الطائرات المسيرة التي استخدمت في الهجوم على الحقول النفطية في إقليم كوردستان مصنعة خارج العراق، ومن المؤكد أنها إيرانية، لأنها ذات الصواريخ التي استخدمها الحوثيون في اليمن".

 

وأضاف في حديثه لمنصّة "الجبال"، أن "منطقة الحضر، أو صحراء البعاج، هي الجهة الأفضل والأنسب لتنفيذ الهجوم بالمسيرات، لجملة أسباب، أولاً: صحراء نينوى لديها امتداد مع صحراء الأنبار، عن طريق قضاء راوة، وصولاً إلى عكاشات، والقائم، حيث هناك مخازن كبيرة للفصائل المسلحة".

 

وأردف أن "السبب الآخر يعود إلى قرب الحضر أيضاً من جبل سنجار والشريط الحدودي مع سوريا من جهة محافظة نينوى، والذي تتواجد به الفصائل المسلحة القريبة من إيران، والمتهمة بعمليات استهداف الإقليم".

وأوضح، أنه "من المعروف بأن المنطقة القريبة من سنجار والشريط الحدودي مع سوريا، تضم مخازن كبيرة للأسلحة، وبالتالي فإن الحضر، هي المنطقة الاستراتيجية الأهم بالنسبة للفصائل المسلحة".

 

ورأى الباحث، أن "الميليشيات" المرتبطة بإيران هي التي تتواجد في المنطقة الممتدة من تلول البعاج وصولاً للشريط الحدودي مع سوريا، ومن المؤكد أنها تحركت بهذا الخط من الحضر وصولاً إلى الحدّ السوري، ونفذت عملياتها تجاه الإقليم".

 

وختم العاني حديثه بالقول: "من المستبعد أن يتم استخدام مناطق سهل نينوى، التي يتواجد فيها لواء 30 (الحشد الشبكي)، لأنها منطقة مكشوفة، ومن السهل تحديدها، من قبل القوات الأمنية في الإقليم، أو حتى من قبل التحالف الدولي، لذلك تم اختيار صحراء نينوى، كونها منطقة يصعب تصويرها بالكامل".

 

 

الجبال

نُشرت في السبت 19 يوليو 2025 05:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.