بغداد تتحول إلى صحراء والهروب من الحر "مستحيل".. ما هو حل العوائل لمواجهة الصيف؟

4 قراءة دقيقة
بغداد تتحول إلى صحراء والهروب من الحر "مستحيل".. ما هو حل العوائل لمواجهة الصيف؟

خطط بديلة بالسفر أو اللجوء إلى المزارع في أطراف المدن

واجه العراقيون صيفاً ساخناً وارتفاعاً كبيراً لدرجات الحرارة وصلت في بعض المحافظات إلى 50 درجة مئوية وسط تذبذب مستمر للطاقة الكهربائية، لذا لجأ العراقيون إلى طرق بديلة لمواجهة الحر كاللجوء إلى الحدائق الصغيرة بالأحياء أو المزارع في أطراف المدن.

 

وبين الحين والآخر يتأثر العراق بموجات حر شديدة وتصبح الشوارع شبة خالية من المارة والسيارات، لاسيما في أوقات الظهيرة، فيما المساحات الخضراء تتقلص سنة بعد أخرى نتيجة التصحر والإهمال الذي يطالها من الجهات المعنية والسكان.

 

 

المساحات الخضراء غير كافية

 

في المقابل، اعتبر الباحث في الشأن البيئي محمد عودة العبيدي، أنه واحدة من الوسائل الفعالة والمهمة التي تساعد العوائل العراقية المختلفة وخصوصاً من ذوي الدخل المحدود على ممارسة النشاطات السياحية والترفيهية هي المساحات الخضراء والمتنزهات المفتوحة حيث تعمل على تقوية الروابط الاجتماعية داخل العائلة والمجتمع بشكل عام.

 

ويضيف لـ "الجبال": "حيث تنجمع هذه العوائل داخل هذه المساحات يؤدي إلى تبادل الأفكار والآراء والتعارف مما يخلق جواً من الثقة والمحبة والسلم المجتمعي وانعكاس ذلك على نفوس الجميع مما يخلق نوع من الاحترام والرقي في التعامل مع الآخرين نتيجة للثقافة المكتسبة ونتيجة هذا الاختلاط المجتمعي".

 

ولكن العبيدي رأى أننا بحاجة ملحة وكبيرة اليوم إلى تلك المساحات الخضراء خصوصاً بعد تزايد العدد السكاني والامتداد الجغرافي للمدن. ويضيف: "على سبيل المثال نلاحظ أن مدينة بغداد ورغم التوسع السكاني الهائل بعد عام 2003 لا نجد المساحات الخضراء التي تتوافق مع العدد السكاني لها، حيث يعتمد سكانها وسكان المدن المجاورة لها على موقعين فقط هما متنزه الزوراء والجزيرة السياحية، وهما لا يلبيان الطلب ولا الطموح الحقيقي للمواطن العراقي كون ينقصها الكثير من الخدمات الحديثة والاهتمام العالي المستمر".

 

ويتابع أنه "في السنوات الـ10 الأخيرة كانت قد انشأت بعض المساحات الخضراء داخل الأزقة والأحياء السكنية إلا أنها صغيرة و لا تتلاءم وأعداد سكان تلك الأحياء، بالإضافة إلى أنه بعد فتح تلك المتنزهات لا يتم الاهتمام بها"، فضلاً عن "ضعف الوعي لدى بعض العوائل في كيفية المحافظة على تلك المساحات الخضراء"، مشيراً إلى أنّ "تلك المساحات لها دور كبير في تهيئة بيئة مناخية مناسبة من خلال تأثيرها الإيجابي على انخفاض درجات الحرارة في فصل الصيف وتلطيف الأجواء وخصوصاً أثناء فترة المساء"، وفقاً للباحث البيئي.

 

 

تجريف البساتين وغازات المولدات

 

ويرى الباحث أنه في السنين الأخيرة زادت معدلات الحرارة في فصل الصيف وهذا يعود لعوامل عديدة، أهممها؛ "تجريد المساحات الخضراء المختلفة وخصوصاً البساتين وتحويلها إلى أراض سكنية وارتفاع أعداد السيارات والمصانع غير النظامية، بالإضافة إلى المولدات الكبيرة المنتشرة بكثرة داخل الأحياء السكنية مما يسهم في رفع مستوى درجات الحرارة من خلال ما تفرزه من انبعاثات مختلفة للغازات وغيرها".

 

يشار إلى أن وزارة الزراعة كشفت في منتصف آب الحالي، فقدان العراق 60 بالمئة من الأراضي الزراعية المروية بالأنهار، بسبب الجفاف، كما تخسر البلاد 100 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية سنويا نتيجة التصحر.

 

كما أفاد تقرير صادر عن وزارة الموارد المائية إلى أن موجات الجفاف الشديد المتوقعة حتى سنة 2025 ستؤدي إلى جفاف نهر الفرات بشكل كامل في قطاعه الجنوبي، في حين سيتحول نهر دجلة إلى مجرى مائي بموارد محدودة.

 

سياحة داخلية وخارجية

 

وارتفاع موجات الحر جعل العديد من العراقيين ينقسمون بين من يقرر السفر خارج البلاد، أو إلى إقليم كوردستان واستغلال العطلة المدرسية، أو اللجوء للمزارع في أطراف المدن.

 

وفي هذا الصدد، قال المواطن محمد لفتة، بأن "الإقبال المكثف على السياحة في الأماكن المفتوحة والتي توجد فيها الكثير من المساحات الخضراء التي تفتقدها بغداد اليوم، حيث تلجأ الكثير من العوائل بالذهاب إلى المزارع الموجودة في أطراف العاصمةأو المحافظات القريبة منها بهدف التسلية والترفيه رغم انه بقائهم لا يتجاوز كحد أقصى يومان بسبب نظام الحجوزات التي يتبعها أصحاب المزارع". 

جبار الحاج

نُشرت في الجمعة 30 أغسطس 2024 05:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

المزيد من المنشورات

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.