فسّرت مصادر عراقية مطلعة، السبت 17 أيار 2025، الأسباب التي تقف وراء ما وصفته بـ"ضعف تمثيل القادة العرب" في القمّة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، فيما رأى ناشط سياسي، أن الردّ على غياب بعض قادة الدول العربية عن القمّة، يجب أن لا يكون بـ"مواقف تصعيدية".
"الجبال" تنشر أبرز المشاركين في قمة بغداد
وقالت المصادر في حديث لمنصّة "الجبال"، إن "ضعف تمثيل القادة العرب في القمّة العربية المنعقدة في بغداد، يعود إلى عدة عوامل. في مقدمتها، حملة التحريض التي شنتها الأحزاب الشيعية على مختلف المستويات ضد القادة العرب والقمّة العربية. كذلك، يُشار إلى عملية التهديد الممنهجة التي استهدفت الرئيس السوري أحمد الشرع لمنعه من حضور القمّة، بهدف إيصال رسالة مفادها بأن العراق لا يزال ضمن محور معين".
وتابعت المصادر المطلعة، "ومن الأسباب الأخرى التي قد تكون لها علاقة بضعف التمثيل العربي في قمّة بغداد، هي زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى العراق، قبل يومين من عقد القمّة، ونشر صورة له في سابقة لم تُعهد في زياراته السابقة إلى العراق".
في السياق: مصدر لـ"الجبال": الوفد الإماراتي ينسحب من قمة بغداد دون إلقاء كلمته
وفيما يتعلق بعدم حضور بعض قادة الخليج، فتُعد قضية "خور عبد الله" مع الكويت أبرز الأسباب، حسب ما تقول المصادر المطلعة، وتؤكد ي ذات الوقت، أن "دول مجلس التعاون الخليجي تتخذ موقفاً واضحاً وداعماً للكويت في هذه القضية".
وتابعت المصادر، "وعليه، يعتبر الوضع في سوريا وقضية خور عبد الله من القضايا بالغة الأهمية لدول الخليج. فالتحريض والتهديد المرتبطين بهاتين القضيتين لا يشجعان أي طرف على القدوم إلى العراق، وذلك كموقف تضامني مع سوريا والكويت".
إقرأ/ ي أيضاً: أمير قطر يغادر بغداد دون إلقاء كلمة في القمة العربية
من جانبه، رأى الناشط السياسي مجاشع التميمي، أن غياب عدد من القادة العرب عن قمّة بغداد، لا يعني بالضرورة تقليلاً من أهميتها.
وقال التميمي في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "غياب عدد من القادة العرب عن قمّة بغداد لا يعني بالضرورة تقليلاً من أهميتها، بل يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي والارتباطات السياسية المتشابكة، ومن بين أبرز الأسباب، تصاعد التوترات في غزّة، والقلق من تداعيات الأزمة بين إيران والولايات المتحدة، إضافة إلى انشغال بعض الدول بأجندات داخلية أو إقليمية خاصة".
وأضاف، أن "ملف خور عبد الله قد يكون أحد العوامل التي أثّرت على مستوى تمثيل بعض دول الخليج، في مقدمتها الكويت، ما دفع بعض الدول لاتخاذ موقف تضامني معها، لكن المقاربة العراقية الرسمية كانت واضحة: احترام السيادة، والدعوة إلى الحوار، ورفض تسييس الخلافات البحرية".
وأوضح، أنه "من منظور عراقي، لا يُفترض الردّ على الغياب بمواقف تصعيدية، بل بالمزيد من الانفتاح والدبلوماسية الهادئة، والعراق اليوم يسعى لاستعادة دوره كجسر تواصل لا طرف نزاع، ويجب أن تبقى لغة التوازن والحكمة هي الغالبة، حتى مع تباين المواقف".