هل بات الرهائن قنبلة موقوتة في يد حماس؟

5 قراءة دقيقة
هل بات الرهائن قنبلة موقوتة في يد حماس؟ أسرى لدى حركة حماس (فيسبوك)

هل جاء الوقت لنقول أن عملية السابع من أكتوبر كان خطأ استراتيجياً من قبل المقاومة الفلسطينية، أم مازال الوقت مبكراً على ذلك وبقي أن نرى دماراً أكثر وأكثر في غزة لنقول ذلك؟. 

 

حينما فكّر العقل العسكري في حركة حماس في التخطيط لإجراء عملية السابع من أكتوبر في 2023 ربما لم يستطع رؤية عواقب تلك العملية بشكل كامل وإلا لكان  يُفكر أكثر من مرة قبل أن يُقدم على تلك العملية التي غيرت الكثير من قواعد اللعبة في المنطقة، بل غيّرت أكثر مما كانت تُفكر فيه مدبرو العملية أنفسهم.

 

أولا: يجب أن نسأل من الناحية الاستراتيجية سؤالاً بسيطاً، وهي: لماذا أقدم مدبرو عملية السابع من أكتوبر بإجراء تلك العملية؟، وماذا كان الهدف الاستراتيجي من ورائها؟.

 

طبعا نحن لا نعلم بخفايا الأمور كاملة ولا نعلم بالضبط من كان وراء تلك العملية ولا نعلم أيضاً الرؤية الاستراتيجية التي كانت تقبع في عقل مدبر تلك العملية، كل ما نعلم أن حماس فاجأت اسرائيل بعملية نوعية.

 

ثانيا: أخذ الرهائن دليل على أنّ حماس أرادت من وراء هذه العملية فتح باب لعملية تفاوضية بينه وبين إسرائيل من أجل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل وهذا من حقه.

 

من دون تفسيرات تآمرية وضنونية، كل ما نستطيع فهمه من عملية السابع من أكتوبر هي هاتين النقطتين بالتحديد، تبادل أسرى ومباغتة إسرائيل وكسر أسطورتها.

 

للتذكير؛ عمليات الاختطاف وإبدالهم بأسرى فلسطينيين تكررت أكثر من مرة بين المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية المتمثلة بحزب الله مع الجانب الإسرائيلي، لذلك فإن عملية السابع من أكتوبر في هذا الجانب ليس شيئا جديداً بل هو تكرار لسيناريو كان قد جاء بنتائج جيدة أكثر من مرة. 

 

ولكن بعد مرور عامين تقريباً على تلك العملية وبعد الردّ الاسرائيلي غير المتوقع -على الأقل من قبل حماس - على تلك العملية بات لنا أن نسأل هل حققت العملية مرادها؟، وهل استطاعت حماس جني ثمارها مثل المرات السابقة؟. أم بالعكس تماماً علينا أن نقول أن الردّ الإسرائيلي وما رأينا حدوثه في غزة خلال عامين يجعلنا نعترف بأن العملية كانت خطأ استراتيجياً من حماس؟. خاصة من حيث التوقيت.

 

نأتي على ذكر تبادل الأسرى ومسألة الرهائن لاحقاً، أما بالنسبة لكسر الأسطورة الإسرائيلية فأرى أن هذه المقولة لم تدم إلا قليلاً  ولم تنكسر أسطورة "قوة إسرائيل" إلا لمدة زمنية قصيرة جداً وباتت هذه الأسطورة تُكوّن نفسها من جديد و بأقسى وأوضح من قبل.

 

فها هي قوة الردّ الإسرائيلية تعرِض نفسها و تُدمر كل شيء دون أن يقف أمامها أي شيء.

 

شئنا أم أبينا فإن هذه هي الحقيقة وإن كانت مُرّة أو كانت لا أخلاقية، - وهي كذلك بالفعل - ولكنها واقعية وعلى مرأى ومَسمع العالم.

 

فها هي إسرائيل تُدمر مدينة بأكملها، فليأت من يوقفها أو يردعها،  لا أحد. كل ما هنالك إدانات أو تظاهرات في أحسن الأحوال لا تحرك ساكناً و لا تسكّن مُحرِّكا.

 

أما بالنسبة للرهائن، فإن ما تبقى من رهائن في يد حماس أصبح كقنبلة موقوتة في يدها، أي إِن أبقتها عندها كما هي انفجرت في يدها وإن رمتها لم تكسب من ورائها شيء.

 

فماذا تفعل حماس بالرهائن؟، فها هو نتنياهو لا يكترث كثيراً حتى  أنه ربما في آخر المطاف يكسب كلا الخيارين معاً؛ إنهاء حماس كما يصرح وإرجاع من تبقى من الرهائن حتى وإن ضحّى ببعض منهم، فلا نصر من دون خسائر وتضحيات، والرهائن ليسوا أكثر قيمة من أرواح الجنود الإسرائيليين أو المواطنين الذين يتعرضون لرشقات صاروخية تأتي من هنا وهناك، هكذا يفكر نتنياهو.

 

النقطة التي يجب الالتفات إليها في هذه المسألة أن العقل المُدبر لعملية السابع من أكتوبر لم يخطئ استراتيجياً فقط، بل أخطأ في اختيار التوقيت أيضاً ونقصد بالتوقيت الخطأ هو وجود نتنياهو وحكومة متطرفة على رأس العمل والقرار في إسرائيل.

 

حيث أن وجود نتنياهو واليمين المتطرف على رأس الحكومة الإسرائيلية ينسف بالأساس أي احتمال لإجراء تفاوض عادل من أجل تبادل أسرى أو وضع شروط على إسرائيل بل أِن نتنياهو يبحث أصلا عن ذريعة لكي يحقق طموحاته التوسعية وإيمانه بضرورة تدمير الطرف الآخر.  

 

لذلك كان على قادة حماس أن لا يقدموا على مثل تلك العملية أو التفكير في صنع عملية لإجراء تبادل أسرى ورهائن بمجرد رؤيتهم  بنيامين نتنياهو وحكومة متطرفة على رأس القرار الإسرائيلي .

 

عبدالله ريشاوي كاتب صحفي

نُشرت في الاثنين 21 أبريل 2025 08:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.