وصف إيران بـ"الأخ القريب" وأميركا بـ"الصديق البعيد".. الحكيم: لا يمكن التعامل مع الفصائل بـ"الكسر"

4 قراءة دقيقة
وصف إيران بـ"الأخ القريب" وأميركا بـ"الصديق البعيد".. الحكيم: لا يمكن التعامل مع الفصائل بـ"الكسر"

تحدث رئيس تيّار الحكمة، عن حاجة العراق إلى ما وصفه بـ"الأخ القريب، إيران"، و"الصديق البعيد، أميركا"، وذلك لخلق التوازن، مشيراً إلى أنه لا يمكن التعامل مع ما وصفهم بـ"الفصائل الكريمة"، بـ"الكسر".

 

وتطرق الحكيم في كلامه بملتقى السليمانية التاسع إلى "المفاوضات القائمة بين إيران والولايات المتحدة وعلاقة العراق مع البلدين وتأثير المفاوضات الدائرة على مصالحه مستقبلاً، كما تحدّث عن عودة العراق إلى حاضنة دول الخليج".

 

وقال إن "حاجة العراق إلى خلق توازن بين الأخ القريب المجاور (إيران) والصديق البعيد (أميركا)، والجمع بين هذين الأمرين كان في غاية الصعوبة بالتجربة العراقية خلال العقدين الماضيين. وإن العراق أول المتضررين من سوء العلاقة بين طهران وواشنطن وأول المستفيدين من تحسنها"، مضيفاً أنه "لا خيار سوى خيار الحوار، لأن الخيارات الأخرى ستكون لها ضريبة كبيرة جداً على البلدين وعلى كافة المنطقة، ولا أعتقد أن في أولويات البلدين الذهاب إلى حروب".

 

وأوضح الحكيم أن "هناك ارتباطات سياسية واقتصادية ثقافية عميقة بين العراق وإيران، ترافقها بنفس الوقت مصالح مشتركة مع اميركا"، مبيناً أن "العراق بحكم هذه العلاقة، فيه بعض الالتباسات فيما يخص الوضع الاقتصادي (النفط والغاز الإيراني)، ووجود بعض الفصائل الكريمة ودورها في مواجهة الإرهاب وتنظيم داعش سابقاً"، مشيراً: "نجن حريصون على إزالة هذه الالتباسات بشكل هادئ يحافظ على المصالح الوطنية ويقدّر الهواجس الدولية".

 

وتابع حديثه قائلاً بشأن الفصائل المسلحة وتغليب العرف السياسي في العراق: "لا شك أننا جميعاً معنويون بترسيخ سلطة القانون، والأعراف السياسية ترقى لتكون بأهمية الدستور. لكن العرف الذي يتعارض مع الدستور غير مقبول"، مضيفاً: "لا شك يجب احتكار السلطة بيد الدولة ويجب أن يحتكر السلاح بيد الدولة. لقد مررنا بحروب طاحنة ومؤسسات الدولة لم تكن كافية لحماية البلاد بمفردها، فانبرى ناس ووقفوا وتحمّلوا الأعباء وأعطوا الدماء، وتحقق الانتصار بفضل قواتنا المسلحة وأولئك الأشخاص الذين أصبحوا ضمن قواتنا المسلحة"، مبيناً أنه "بعد الحرب نحن نعمل بطريقة سلسلة لمعالجة هذه الأمور وتكييفها مع مؤسسات الدولة، لكن لا يمكن التعامل مع تلك الأطراف بالكسر".

 

عودة إلى حاضنة الخليج

 

كما تطرق الحكيم خلال حديثه إلى "توطيد العلاقة مع دول الخليج، والعودة إلى الحاضنة الخليجية خصوصاً في المجال الاقتصادي، تزامناً مع ارتباط العراق باتفاقيات وبرامج اقتصادية عديدة مع إيران، وظهور مساعي عديدة مؤخراً تعد بتعاون عراقي مع دول خليجية خصوصاً السعودية". 

 

وأشار الحكيم إلى أنه "ندعم تنويع المصالح العراقية مع بيئة المجتمع العربي والبيئة الإسلامية المحيطة بنا (تركيا، إيران)، هذا قدرنا، ومن ثم البيئة الدولية. وفكرة التوازن في علاقتنا الاقتصادية بشكل مماثل لعلاقتنا السياسية أمر ضروري وأساسي"، متسائلاً: "لماذا لم نقم قبل عقدين بإدخال الغاز المصاحب للنفط في عقود التراخيص؟"، مبيناً: "كنا حققنا الآن الاكتفاء الذاتي".

 

وأوضح فيما يتعلّق بملف الطاقة واستيراد الغاز من الخارج، "لعل اتصال الأنابيب بين العراق وإيران كان الحل الأيسر فيما مضى لتدفق الطاقة وحل مشلكة الكهرباء في العراق، لذلك هذا ما تم بالفعل"، لافتاً إلى أنه "لكننا الآن مقبلين على تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغاز".

 

وعن سوريا ومواقف بعض السياسيين العراقيين تجاه السلطة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، قال الحكيم إن "الديمقراطية تسمح لنا بسماع جميع الأصوات، لكن من يريد أن يتعامل مع العراق عليه أن ينظر إلى الموقف الرسمي، موقف الدولة هو الذي يعتمد"، مبيناً أن "القمم العربية تعقد في الدول المضيفة لقادة لم يحددها المضيف بل الشعوب في تلك البلدان، الدولة توجه الدعوة لقادة تحددها شعوب تلك البلدان، وإنه في السياق الطبيعي أن يوجه العراق الدعوة إلى قادة الدول الـ22 لحضور مؤتمر بغداد. والعراق قام بهذا الدور بشكل طبيعي".

الجبال

نُشرت في الأربعاء 16 أبريل 2025 01:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.