صرح وزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كوردستان، آنو جوهر بأن الفصائل المسلحة تكاد تخنق المسيحيين في سهل نينوى والعراق، داعياً الحكومة الأميركية إلى إلزام الحكومة العراقية بعدّة إجراءات ذكرها لحمايتهم.
في قاعة الكونغرس الأميركي "كابيتول هول"، وبحضور عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني هيمن هورامي، شارك جوهر في الاجتماع الخاص بالقمة العالمية للحرية الدينية التي حضرها وزراء وزعماء من جميع أنحاء العالم.
وألقى جوهر، بصفته ممثلاً للمسيحيين في مجلس وزراء إقليم كوردستان وكأمين عام للتحالف المسيحي، أكبر تحالف مسيحي في العراق وكوردستان، خطاباً، تحدّث فيه عن تاريخ المسيحيين في العراق وإقليم كوردستان، والذين يعدّون أحد أكبر التجمّعات المسيحية بالعالم، مشيراً إلى انه "تم في عام 92 ميلادي، تنصيب أسقفاً في قلعة أربيل، حيث تلقت هذه المجموعة الدعوة إلى المسيحية من الحواريين (أصحاب المسيح) مباشرة، كما تحدث عن الإبادة الجماعية للمسيحيين في سيفو عام 1915، وسيميل عام 1933، وصوريا عام 1969، ومن ثم حملة الإبادة بعمليات الأنفال، كذلك العمليات التي نفذها تنظيما القاعدة ثم داعش".
وشمل حديث جوهر في الكونغرس "الوضع الحالي للمسيحيين والأيزيديين وغيرهم من المكونات الأخرى خاصة في سهل نينوى، وكيف أن للمليشيات دور تخريبي كبير ضد المسيحيين والمكونات في هذه المنطقة، وأن الفصائل تكاد تخنق المسيحيين في العراق وسهل نينوى، فضلاً عن كيفية الاستيلاء على التمثيل السياسي للمسيحيين من قبل تلك الفصائل".
كما تطرّق جوهر إلى وضع التعايش في إقليم كوردستان، لافتاً إلى أن "حكومة إقليم كوردستان سياستها ثابتة في إبقاء الأبواب مفتوحة أمام جميع المكونات"، وصفاً سياسة كوردستان بالـ "رمز".
وقال إن "هذه المنطقة أصبحت ملاذاً آمناً للمسيحيين وكافة الطوائف"، منوّهاً إلى أن "منطقة عينكاوا التي تحتضن أكبر تجمع للمسيحيين في العراق وكوردستان، لم يكن فيها قبل عام 2003 سوى كنيستين فقط، وهي تضم الآن 17 كنيسة ومعبداً، وهو دليل لا يمكن إنكاره على التعايش في الإقليم".
في نهاية حديثه، دعا وزير النقل والتصالات، الحكومة الأميركية والدول الحاضرة، وبحضور ممثل وزارة الخارجية الأميركية إلى إلتزام الحكومة العراقية بمطالب المسيحيين والتحالف المسيحي بطرد الفصائل المسلّحة من سهل نينوى، وتغيير النظام الانتخابي ليسمح للمسيحيين فقط بالتصويت للمسيحيين لمنع الفصائل من التدخل في الوضع الداخلي للمكوّن، وضرورة تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي من أجل نقل تجربة الديمقراطية والتعايش السلمي من إقليم كوردستان إلى سهل نينوى والمناطق الأخرى بالعراق.