ماذا تعرف عن حجم الخسائر الاقتصادية بسبب الزحامات المرورية في العراق؟

4 قراءة دقيقة
ماذا تعرف عن حجم الخسائر الاقتصادية بسبب الزحامات المرورية في العراق؟ زحام مروري في أحد شوارع بغداد

أكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي،  أن الازدحامات المرورية تمثل تحدياً كبيراً أمام الاقتصاد الوطني العراقي، إذ "تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على سوق العمل ومستوى الإنتاجية".

 

ونقل بيان صادر عن مركز حقوق الإنسان، واطلعت عي منصة "الجبال"، اليوم الثلاثاء، عن الغراوي، قوله إن "الدراسات تشير إلى أن العمال يقضون جزءاً كبيراً من وقتهم عالقين في الازدحامات بدلاً من أن يكونوا منتجين في أماكن عملهم"، مبيناً: "وفقاً لتقرير صادر عن INRIX Global Traffic Scorecard لعام 2023، يخسر الموظفون في المدن الكبرى حوالي 100-150 ساعة سنوياً بسبب الازدحامات المرورية. وهذا يعادل خسائر اقتصادية تتراوح بين 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي في بعض الدول".

 

وأضاف الغراوي أن "في العراق، يستهلك الازدحام المروري كميات كبيرة من الوقود، ما يؤدي إلى ارتفاع نفقات النقل والخدمات اللوجستية، حيث تشكل هذه التكاليف عبئاً إضافياً على الأفراد والشركات"، وأن "التقديرات تشير  إلى أن التكلفة الاقتصادية للازدحام المروري في المدن الكبرى قد تصل إلى 1-2 مليار دولار سنوياً بسبب الوقت المهدور، واستهلاك الوقود، وصيانة البنية التحتية".

 

الغراوي أكد أن الازدحامات المرورية  في العراق "تجعل الوصول إلى أماكن العمل أكثر صعوبة، مما يقلل من كفاءة استخدام الموارد البشرية ويؤدي إلى انخفاض ساعات العمل الفعلية". 

 

"وتشير إحدى الدراسات الصادرة عن البنك الدولي، أن العامل الذي يعاني من تأخيرات يومية تصل إلى ساعة كاملة بسبب الازدحام يكون أقل إنتاجية بنسبة 15% مقارنة بغيره.كما يؤدي التأخير بسبب الازدحامات المرورية في حركة البضائع والخدمات إلى تعطل سلاسل التوريد، ما يقلل من القدرة التنافسية للشركات، خاصة تلك التي تعتمد على النقل السريع"، بحسب المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان.

 

ووفق المركز، فإن "تقارير اقتصادية تظهر أن الشركات تخسر حوالي 10-20% من فرص الأعمال بسبب تأخر عمليات التسليم".

 

الغراوي زاد في حديثه أن الازدحامات المرورية  تساهم في زيادة انبعاثات الغازات الناتجة عن توقف السيارات لفترات طويلة وتسهم في ارتفاع معدلات التلوث البيئي، مما يؤدي إلى زيادة العبء الصحي والتكاليف الطبية على الأفراد والحكومات، و"تشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن المناطق ذات الازدحام الشديد تسجل زيادة في الأمراض التنفسية بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالمناطق الأقل ازدحاماً".

 

وأردف أن "السكان في العراق يعانون  من أكثر من 3 ساعات يومياً في الازدحام في بعض المناطق، ما يرفع التكاليف الفردية للنقل بنسبة 40%".

 

وفي عام 2024، قدّر البنك الدولي أن تكاليف النقل الناتجة عن الازدحام تستهلك حوالي 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للعراق.

 

ووفقاً لتقارير نفسية صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن 40% من الأشخاص الذين يعانون من إجهاد يومي، سببه الأساس هو التأخير في التنقلات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، وزيادة العصبية وقلة الصبر، وفق ما نقل بيان مركز حقوق الإنسان، كما أن هذه الضغوط النفسية تؤدي في بعض الحالات إلى اضطرابات النوم، إذ يشعر الفرد بالإرهاق المفرط الناتج عن قضاء يومه بين زحام الطرق وساعات العمل.

 

الغراوي أشاد بـ "التقدم المحرز من قبل الحكومة في معالجة الازدحامات المرورية، من خلال انشاء الجسور والأنفاق وتوسعة الطرق. وطالب في الوقت نفسه الحكومة والمؤسسات المعنية بمعالجة مشكلة الازدحامات المرورية وأن تكون ذات أولوية وطنية، عبر تحسين البنية التحتية للنقل العام وتبني خطط ذكية لإدارة حركة المرور. وتسقيط موديلات السيارات لغاية عام 2012، إنشاء طرق حلقية في كافة المدن، وإنشاء طرق بمعايير دولية بين المحافظات، والاستثمار بوسائل النقل العام المستدامة، ما سيسهم في تحسين الإنتاجية الاقتصادية وتقليل التكاليف البيئية والصحية على المدى الطويل".

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 28 يناير 2025 03:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.