عزّزت الأوضاع التي تعيشها سوريا من مخاوف النظام السياسي في العراق بعد 2003 على شموله بالتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة، فيما يعتقد محللون سياسيون أنه إذا ما فشلت القوى السياسية في أحداث الإصلاح المطلوب التي طالبت به حتى المرجعية الشيعية في النجف الأشرف فإننا مقبلون على تغيير خارجي وربما يتسبب بإسقاط النظام السياسي في العراق.
التغيير على قدم وساق
وفي هذا السياق، يشير الباحث في الشأن السياسي والقانوني، خالد العرداوي، إلى أن التغيير يجري على قدم وساق في جميع الشرق الأوسط. ولا يمكن عقلاً استثناء العراق منه، ولكن طبيعة التغيير وقوته يختلف من مكان إلى آخر.
العرداوي أكد أن، بغداد اليوم تدرك هذه الحقيقة ولذا تجد الدبلوماسية العراقية تعمل بنشاط واضح منذ سقوط رئيس الجمهورية السورية السابق بشار الأسد إلى اليوم، والهدف هو الحد من المخاطر والتهديدات المحتملة، وإرسال رسائل تطمين الى العواصم الإقليمية لاسيما العربية أن العراق لا يشكل تهديداً لجواره الإقليمي وأنه مستعد لمدّ يده والتعاون مع الجميع في مختلف الملفات المختلف عليها، بل والتعاون في الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليمي.
لكن نجاح الدبلوماسية العراقية لا يمكن أن يتحقق ما لم تقترن الأقوال بالأفعال، وهذا ما يتطلب من الجميع الانتظار لمعرفته في الأسابيع والأشهر القادمة، بحسب العرداوي.
أحداث الإصلاح المطلوب
في حين، يعتقد الباحث السياسي، مجاشع التميمي أن العراق مقبل على تغيير، والتغيير يمكن أن يتم بواسطة العراقيين إذا ما تمكنوا من الاتفاق على إصلاح النظام السياسي في العراق وحصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد بغية عودة الثقة إلى هذا النظام السياسي.
وإذا ما فشلت القوى السياسية في أحداث الإصلاح المطلوب التي طالبت به حتى المرجعية الشيعية في النجف، فإننا "مقبلون على تغيير خارجي وربما يتسبب بإسقاط النظام السياسي في العراق"، وفقاً للتميمي.
تأثير سوريا على العراق
بدوره، يكشف المحلل السياسي، حيدر رشيد، بأن الأحداث السورية المتلاحقة منذ سنوات أثرّت على الاستقرار الإقليمي والأمني وتركت تأثيراً عميقاً على الدول المجاورة بما في ذلك العراق، مبيناً موقف العراق من الأحداث السورية والتعاون بين البلدين وتأثيرات الأزمة السورية على الاستقرار العراقي.
ويروي رشيد أن العلاقات التاريخية والثقافية للعراق وسوريا يربطهما تاريخ مشترك وتعاون ثقافي عميق، كلا البلدين يمتلكان تراثاً غنياً ومشتركاً ويحتفظان بعلاقات دبلوماسية قوية العلاقات بين بغداد ودمشق تعود إلى العصور القديمة وتعززت خلال الحقبة العثمانية والفترة الحديثة.
ويكمل، "دعم استقلال العراق دعم استقلال سوريا منذ البداية، ودعا إلى الحفاظ على سيادتها التعاون الأمني، التعاون الأمني بين البلدين يهدف إلى مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي"، مشيراً إلى أن "الخلافات السياسية حول السياسات الداخلية والخارجية تؤثر على العلاقات بين البلدين".
ورأى رشيد أن الهجرة الكبيرة للاجئين السوريين إلى العراق أثرّت على البنية التحتية والخدمات، إذ أن الحرب السورية أثرّت على الاستقرار الأمني في العراق خاصة في المناطق الحدودية فضلاً عن التأثير الاقتصادي، حيث أن الأزمة السورية تؤثر على التجارة والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
ردود الأفعال العراقية
ونبه رشيد إلى أن، الحكومة العراقية تدعم استقرار سوريا وتدعو إلى حل سلمي للأزمة، لافتاً إلى أن "العراق يقدم المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين، وأن موقف العراق من الأحداث السورية يعتمد على التعاون والتحالف الإقليمي".