شدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، أثناء اجتماعه مع المكونين الكردي والمسيحي في كركوك على أهمية الوصول إلى تفاهمات بشأن تشكيل حكومة محلية متناغمة.
وبدأت ضغوطات سياسية بشأن كركوك لإكمال تشكيل الحكومة المعطلة منذ أكثر من 6 أشهر، خصوصاً بعد حسم الخلافات في ديالى وتسمية المحافظ ورئيس المجلس.
ويفترض أن تسمى القوى الفائزة في انتخابات كركوك التي جرت نهاية العام الماضي، في موعد اقصاه الأسبوع المقبل، المحافظ وباقي المناصب الرئيسية بعد نحو شهر من عقد أول جلسة لمجلس المحافظة.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء- في بيان تابعته "الجبال"، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، استقبل أعضاء مجلس محافظة كركوك من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كما التقى- في لقاء منفصل آخر- أعضاء مجلس المحافظة عن حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، وعضو مجلسها من المكون المسيحي، وذلك ضمن متابعة رئيس الوزراء لتفاهمات القوى الوطنية في الوصول إلى اتفاق يفضي إلى تشكيل حكومة محلية لمحافظة كركوك".
وأكد السوداني- حسب البيان- على"أهمية مواصلة الجهود، وتغليب مصلحة كركوك فوق أي اعتبار، لاسيما وأنها بحاجة ماسة إلى تشكيل حكومة محلية متناغمة تلبي حاجات المواطنين وتطلعاتهم في الارتقاء بواقعهم الخدمي والاقتصادي وتطوير عمل الأجهزة الحكومية فيها".
وجدد رئيس الوزراء، "دعمه الكامل لمجلس محافظة كركوك"، مؤكداً "أهمية العمل في نسق واحد ونبذ التهميش؛ من أجل المضي في تنفيذ الخطط التنموية، وبما يسهم في الحفاظ على نسيج المحافظة المتنوع وتعزيز التعايش والتآخي بين جميع مكوناتها وترسيخ حالة الأمن والاستقرار في ربوعها".
وكان السوداني قد اجتمع الاسبوع الماضي، بشكل منفصل مع الكتلة العربية، والتركمانية في كركوك، بشأن انتخابات المحافظ.
أول اجتماع للقوى الفائزة
وعقد مجلس كركوك أول جلسة له في 11 تموز ماضي، برئاسة راكان سعيد الجبوري، الذي تم إعفاؤه من منصبه كمحافظ لبلوغه السن القانونية للتقاعد، ليعود إلى عضوية المجلس ويكون رئيساً بالسن كونه أكبر أعضاء مجلس المحافظة سناً.
وبالرغم من مشاركة 16 عضواً في الجلسة، خمسة أعضاء من الاتحاد الوطني الكوردستاني وعضوان من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وستة أعضاء عن الكتلة العربية يمثلون أحزاب السيادة، والقيادة، والتحالف العربي، وعضوان عن الجبهة التركمانية، وعضو مسيحي عن مقاعد الكوتا، إلا أن الجلسة لم تفض إلى حسم منصبي رئيس مجلس المحافظة والمحافظ، لحين توصل الكتل السياسية من اتفاق.
يذكر أن محافظة كركوك، أجرت أول الانتخابات منذ العام 2005، يوم 18 كانون الأول 2023، ونال الكرد فيها سبعة مقاعد مقسمة بواقع 5 مقاعد للاتحاد الوطني الكردستاني، ومقعدان للحزب الديمقراطي الكردستاني، ومقعد للكوتا (بابليون)، ليصبح مجموع المقاعد ثمانية، وفي المقابل نال العرب ستة مقاعد مقسمة على النحو الآتي: ثلاثة مقاعد للتحالف العربي، وتحالف القيادة مقعدان، وتحالف العروبة مقعد واحد، فيما حصلت جبهة تركمان العراق الموحد على مقعدين.
وكان رئيس الوزراء قد رعى اجتماعاً للقوى السياسية الفائزة في انتخابات مجلس محافظة كركوك، وأعلن عن "اتفاق مبادئ" للمضي بتشكيل الحكومة المحلية في المحافظة.
وأعلن المجتمعون عن تشكيل "ائتلاف إدارة كركوك" من كل القوى الفائزة في مجلس المحافظة، يترأسه رئيس الوزراء لحين تنفيذ الاستحقاقات الدستورية في تشكيل الحكومة المحلية، كما اتفقوا على البرنامج وآليته والنظام الداخلي للائتلاف.