يواجه العراق كدساً من الأحداث السياسية والأمنية، في ظل خشية من انعكاسات الأوضاع الإقليمية وتداعياتها على البلاد. فبالتزامن مع استعدادات إجراء الانتخابات المقررة في 11 تشرين الثاني المقبل، يعود التصعيد بين إيران و"إسرائيل" بحضور أميركي مجدداً، حيث يشير مراقبون إلى أن إيران تستعد حربياً لأي طارئ يواجهها، وقد لا تستطيع الحكومة العراقية النأي بنفسها عن العقوبات التي قد تفرض، بالتزامن مع إعادة "آلية الزناد" ضد إيران وفرض عقوبات عليها مجدداً، مع ترجيحات بتغير "مقلق".
وفي هذا الإطار، قال رئيس "مجموعة النبأ" للدراسات، هشام الكندي، إن "فصائل المقاومة ليس لديها عداء لو كانت واشنطن تلتزم بسيادة العراق"، مبيناً أن "العراق كان رافضاً انتهاك سيادته من قبل الكيان الصهيوني".
وأضاف الكندي في حوار متلفز تابعته "الجبال"، أن "واشنطن تعرف بأن إيران يمكنها التعامل مع العقوبات، والأخيرة تستعد حربياً لأي طارئ".
وتابع، "من حق أي بلد متضرر من العقوبات الإيرانية طلب استثناء، علماً أن العراق من أكثر البلدان التزاماً بالعقوبات الأميركية على طهران".
من جانبه، وصف رئيس تحرير صحيفة "المستقل"، علاء الخطيب، تصريحات رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنها "تمثل تهيئة للحرب".
وقال الخطيب، إن "إيران أصبحت أمام حرب وجود، فما موقف الصين وروسيا؟، كما أن إيران لديها الكثير من الأوراق لمواجهة العقوبات، حيث يمكنها الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ورفع نسبة التخصيب إلى فوق 90%".
وتابع، أن "الهجوم الإسرائيلي على إيران فشل بشكل كبير، لذلك لجأوا إلى العقوبات، وفرضية شنّ هجوم على إيران واردة من قبل واشنطن وحلفائها".
وعن موقف الفصائل، قال الخطيب، إن "الفصائل التزمت أبان الهجوم الإسرائيلي – الإيراني ولم تتدخل"، مبيناً أن "إيران ليست عاجزة عن الرد، كما أن أيام الوكلاء ذهبت والحرب أصبحت مباشرة".
ولفت الخطيب، إلى أن "هناك قراراً عراقياً غير معلن بشأن النأي عن نفسه ".
في المقابل، رجّح الباحث في الشأن السياسي رمضان البدران، "عدم إمكانية الحكومة العراقية النأي بنفسها عن العقوبات".
وقال البدران، أن "إيران التزمت بالعقوبات الأميركية التي فرضت على العراق سابقاً، والدول التي تخرق العقوبات الدولية على طهران ستواجه تبعات".
وأضاف، أن "الحكومة العراقية ربما لن تستطيع النأي بنفسها عن العقوبات"، مشيراً إلى أن "موقف الفصائل فيه الكثير من الاستقلالية".
وتابع، أن "إسرائيل لديها حق ردّ محتفظة به ضد العراق، ولا ينبغي لإيران التصعيد عسكرياً لمواجهة العقوبات".
وقال البدران، إن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قدّم أداء سياسياً، والتغير القادم مقلق"، متوقعاً أن "تحقق الفصائل المسلحة نتائج جيدة في الانتخابات".