ترقّب لتعزيز الإمدادات عبر استئناف تصدير إنتاج كوردستان.. النفط يحقّق أكبر مكاسب أسبوعية منذ أشهر

شهدت أسعار النفط، الجمعة 26 أيلول 2025، ارتفاعاً، لتحقق بذلك أكبر مكاسب أسبوعية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك بالتزامن مع استمرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على مشتري الطاقة الروسية في محاولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في وقت تترقب فيه سوق النفط، تعزيز الإمدادات مع استئناف صادرات إقليم كوردستان عبر خط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي.

وبحسب وكالة "بلومبرغ"، تداول خام برنت فوق 69 دولاراً للبرميل مسجلاً ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 4.5%، فيما تجاوز خام غرب تكساس الوسيط 65 دولاراً للبرميل.

وضغط ترامب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لوقف شراء النفط من روسيا، كما ناقش أمن الطاقة مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، وذلك بعد أن وبّخ في وقت سابق هذا الأسبوع أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب شرائهم الوقود من روسيا العضو بتحالف "أوبك+".

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن تركيا "لديها الكثير من الخيارات"، في حين أن المجر وسلوفاكيا "مقيدتان بخط أنابيب واحد فقط".

ويتزامن ذلك، مع تعرض الإمدادات الروسية لاضطرابات متزايدة جراء هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة، فيما حذّر دبلوماسيون أوروبيون الكرملين هذا الأسبوع، من أن حلف "الناتو" مستعد للرد بقوة كاملة على أي انتهاكات إضافية لمجاله الجوي، بما في ذلك إسقاط الطائرات الروسية، وفقاً لمسؤولين مطلعين على المداولات.

ونقلت "بلومبرغ" عن كبيرة محللي الطاقة في شركة "إس دي آي سي إيسنس فيوتشرز، جاو مينغيو، قولها: إن "صادرات روسيا من الخام والمنتجات المكررة قد تتراجع بسبب الهجمات المستمرة من أوكرانيا"، مضيفة أن "تصاعد التوترات في أوروبا الشرقية وضغط ترامب على تركيا لوقف المشتريات يضيف مخاطر صعودية قصيرة الأجل للأسعار".

ومن المنتظر أن تتعزز الإمدادات العالمية أكثر، وفق الوكالة، مع استئناف صادرات إقليم كوردستان عبر خط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي غداً السبت، وذلك بعد توقف استمر أكثر من عامين.

وبينت "بلومبرغ"، أنه "من المقرر أن تضخ الشحنات في البداية 230 ألف برميل يومياً إلى الأسواق العالمية، على أن ترتفع لاحقاً إلى 500 ألف برميل يومياً".

وأمس الخميس، أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، التوصّل إلى ما وصفه بـ"اتفاق تاريخي"، بشأن تسليم نفط حقول إقليم كوردستان إلى وزارة النفط الاتحادية وتصديره.

وقال السوداني في تدوينة على موقع X تابعتها "الجبال"، إنه "توصلنا اليوم إلى اتفاق تاريخي تتسلّم بموجبه وزارة النفط الاتحادية النفط الخام المنتج من الحقول الواقعة في إقليم كوردستان، وتقوم بتصديره عبر الأنبوب العراقي التركي، ويضمن ذلك التوزيع العادل للثروة، وتنويع منافذ التصدير، وتشجيع الاستثمار".

وختم تدوينته بالقول: "إنجاز انتظرناه 18 عاماً".

وفي أعقاب ذلك، أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، عودة إقليم كوردستان للارتباط بأسواق النفط العالمية، بعد التوصّل إلى اتفاق بين وزارة الثروات الطبيعية ووزارة النفط الاتحادية، بشأن تصدير نفط إقليم كوردستان عبر الأنبوب العراقي – التركي، مع إزالة عائق رئيسي أمام تأمين المستحقات المالية لشعب كوردستان.

وقال بارزاني في تدوينة تابعتها "الجبال"، إن "الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم بين إقليم كوردستان وشركات النفط المنتجة مع وزارة النفط الاتحادية وشركة تسويق النفط (سومو)، هو ثمرة جهود حثيثة بذلتها فرق ووفود من كافة الأطراف. وبهذه الخطوة، يعود إقليم كوردستان للارتباط بأسواق النفط العالمية".

وأضاف، "أود أن أُشيد بجهود كافة الأطراف، وأخص بالذكر شعب كوردستان الصامد، ففي هذا اليوم التاريخي أُزيل عائق رئيسي أمام تأمين المستحقات المالية لشعب كوردستان. ومع استئناف تصدير نفط الإقليم، نؤكد على ضرورة الإيفاء بكافة الحقوق الدستورية لإقليم كوردستان".