انخفضت أسعار النفط، الجمعة 19 أيلول 2025، إذ طغى تأثير المخاوف بشأن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة على إثر التوقعات بأن أول خفض لأسعار الفائدة الأمريكية هذا العام سيحفّز زيادة الاستهلاك، مع تجدد دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض الأسعار بهدف الضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وبحسب وكالة "رويتر"، فإنه "بحلول الساعة 0432 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 15 سنتا بما يعادل 0.2 بالمئة إلى 67.29 دولار للبرميل. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 63.34 دولار، ويتجه الخامان القياسيان لتسجيل مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي".
وخفّض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة بربع نقطة مئوية يوم الأربعاء الماضي، حيث أشار إلى "احتمال تطبيق المزيد من التيسير النقدي في إطار استجابته لمؤشرات الضعف في سوق العمل".
ونقلت "رويترز" عن بريانكا ساشديفا المحللة لدى "فيليب نوفا"، إن "هناك تضارب في المؤشرات تطغى على السوق. فعلى جانب الطلب، أبدت جميع الجهات المعنية بالطاقة، بما فيها إدارة معلومات الطاقة، قلقها من ضعف الطلب، مما خفف من توقعات ارتفاع الأسعار بشكل كبير على المدى القريب".
وأضافت، "وعلى جانب العرض، تلقي زيادات الإنتاج المزمعة من أوبك+ ومؤشرات فائض المعروض في مخزونات منتجات الوقود الأمريكية بظلالها على المعنويات".
أجج ارتفاع مخزونات نواتج التقطير في الولايات المتحد بنحو أربعة ملايين برميل، مقابل توقعات السوق بزيادتها مليون برميل فقط، المخاوف حيال الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم وضغط على الأسعار، مما زاد من المخاوف مؤشرات على ضعف في سوق العمل الأمريكية حسبما أظهرت بيانات طلبات إعانة البطالة الصادرة هذا الأسبوع، مع انخفاض الطلب على العمالة والعرض على حد سواء، في حين تراجع نشاط بناء المساكن التي تسع أسرة واحدة إلى أدنى مستوى في نحو عامين ونصف العام في أغسطس آب وسط وفرة في المنازل الجديدة غير المبيعة، وفق "رويترز".
وفي روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم في عام 2024 بعد الولايات المتحدة، أعلنت وزارة المالية عن "إجراء جديد لحماية ميزانية الدولة من تقلبات أسعار النفط والعقوبات الغربية مما هدأ بعض المخاوف المتعلقة بالإمدادات".
وقال دانيال هاينز المحلل في "إيه.إن.زد"، في مذكرة اليوم الجمعة: "تعليق الرئيس ترامب بأنه يفضل الأسعار المنخفضة على فرض عقوبات على روسيا قلّل أيضاً من القلق إزاء اضطراب الإمدادات".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن "الصراع سينتهي إذا تراجعت أسعار النفط"، معبّراً بذلك عن "استراتيجيته المفضلة لوقف تدفق العوائد النفطية بالدولار الأميركي التي تموّل حرب روسيا". كما كرر دعوته للدول لـ"وقف شراء الوقود من روسيا والتي تتمتع بعضوية تحالف أوبك+".
لم تفلح المكاسب الأسبوعية المحدودة للنفط في إخراجه من النطاق الضيق الذي يتحرك فيه منذ مطلع أغسطس، إذ تتأرجح الأسعار بين تصاعد المخاطر الجيوسياسية والعوامل الداعمة للهبوط، بحسب "بلومبرغ".
وبحسب "بلومبرغ"، فقد أدّى تحول "أوبك+" نحو زيادة الإنتاج بوتيرة أسرع من المتوقع إلى دفع وكالة الطاقة الدولية للتنبؤ بفائض قياسي العام المقبل.