أكّد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أنّ المتمردين الحوثيين اعتقلوا 11 على الأقل من موظفي الأمم المتحدة في حملة "تعسفية" أعقبت مقتل رئيس حكومتهم في غارة إسرائيلية الخميس في صنعاء.
وكتب غروندبرغ على منصة اكس، الأحد، "أدين بشدة الموجة الجديدة من الاعتقالات التعسفية لموظفي الأمم المتحدة اليوم في صنعاء والحديدة من قبل أنصار الله، وقد تم اعتقال ما لا يقل عن 11 موظفاً من موظفي الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أنّ "هذه الاعتقالات تضاف إلى 23 موظفاً من موظفي الأمم المتحدة ما زالوا رهن الاحتجاز، بعضهم محتجز منذ عامي 2021 و2023".
وأثار إعلان مقتل رئيس حكومة المتمردين والذي أكّدته إسرائيل غضباً لدى قيادة المتمردين اليمنيين التي توعّدت بمواصلة هجماتها على إسرائيل دعماً لقطاع غزة، في مسار "ثابت وتصاعدي".
ويشيع المتمردون في صنعاء صباح، اليوم الإثنين، رئيس حكومتهم أحمد غالب الرهوي وعدداً من وزرائه الذين اغتيلوا الخميس في غارة إسرائيلية أثناء اجتماع.
وكان برنامج الأغذية العالمي أفاد في وقت سابق الأحد في بيان بالإنكليزية "صباح 31 آب 2025، اقتحمت قوات الأمن المحلية مكاتب برنامج الأغذية العالمي في صنعاء واحتجزت أحد موظفيه، مع ورود تقارير عن اعتقالات أخرى (لموظفين في البرنامج) في مناطق أخرى"، عادّاً "الاحتجاز التعسفي لموظفي الإغاثة الإنسانية أمراً غير مقبول. فسلامة وأمن الموظفين أمران أساسيان للقيام بالعمل الإنساني المنقذ للحياة".
بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بيان بالإنكليزية مساء الأحد "صباح 31 آب 2025، اقتحمت قوات الأمن المحلية مكتب منظمة اليونيسف في صنعاء واعتقلت عددا من موظفيها"، بدون أنّ تحدّد عددهم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بنفس اليوم: "أدين بشدة الاعتقالات التعسفية التي طالت 11 على الأقل من موظفي الأمم المتحدة في 31 آب على أيدي سلطات الأمر الواقع الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها".
ودعا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن الموظفين، بالإضافة إلى "جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية ومن المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية المحتجزين تعسفاً".
من جانبه، أكد مصدر أمني حوثي "توقيف سبعة من موظفي برنامج الأغذية العالمي وثلاثة من موظفي اليونيسف" بعد دهم مكاتب الوكالتين الأمميتين، بحسب فرانس برس.
والرهوي هو أكبر مسؤول سياسي يمني يُقتل في تداعيات المواجهة اليمنية الإسرائيلية على خلفية الحرب في قطاع غزة.
أعقبت اغتيال الرهوي حملة اعتقالات طاولت عشرات المشتبه بممارستهم "التجسس لمصلحة إسرائيل".
وأفاد مصدر أمني فرانس برس بأن السلطات الحوثية اعتقلت العشرات في العاصمة وفي عمران شمال صنعاء وذمار جنوب العاصمة "للاشتباه بتعاونهم مع إسرائيل".
ويحتجز الحوثيون عشرات من الموظفين الأمميين وموظفي منظمات إنسانية محلية ودولية منذ أكثر من عام، بـ"شبهة التجسس".
وقال المبعوث الأممي غروندبرغ: "أجدد مطالبتي أنصار الله بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى موظفي المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني، والبعثات الدبلوماسية".
وأفادت منظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" في حزيران الماضي أنّ الحوثيين نفذوا منذ حزيران 2024 سلسلة مداهمات في مناطق خاضعة لسيطرتهم، أسفرت عن توقيف 13 موظفاً أممياً و50 موظفاً على الأقل في منظمات إنسانية محلية ودولية.
وبرّر الحوثيون اعتقالات حزيران 2024 باكتشاف "شبكة تجسّس أميركية إسرائيلية" تعمل تحت غطاء منظمات إنسانية، وهي اتهامات رفضتها الأمم المتحدة بشدّة.