حذر المتخصص في القضايا الزراعية والمائية جمعة الدراجي، الثلاثاء 26 آب 2025، من خطورة توسعة الزراعة داخل المناطق الصحراوية في ظل أزمة الجفاف.
وقال الدراجي، في حديث لـ"الجبال"، إنه "يجب الحذر من خطورة المضي في خطط توسعة الزراعة داخل المناطق الصحراوية في ظل الأزمة الخانقة التي يشهدها البلد بسبب شح المياه والجفاف المستمر".
وتعتزم وزارة الزراعة العراقية إعداد خطة شاملة لتوسيع الرقعة الزراعية في المناطق الصحراوية، بحجة "الحد من ظاهرة التصحر ومواجهة آثار التغير المناخي في البلاد".
وأوضح المتخصص، أن "التوسع غير المدروس في استصلاح الأراضي الصحراوية يضاعف الضغط على الموارد المائية الشحيحة أصلاً، ويؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية بوتيرة سريعة، ما ينذر بتفاقم التصحر وتراجع الأمن المائي والغذائي على حد سواء".
وأشار الدراجي إلى أن "تجارب عدة دول في المنطقة أثبتت أن الزراعة الصحراوية دون اعتماد تقنيات متقدمة للري وإدارة المياه تسببت في خسائر بيئية جسيمة، أبرزها تملح التربة وتدهور الغطاء النباتي، إلى جانب تهديد التنوع الحيوي".
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، تتجاوز مساحة الأراضي المتصحرة في العراق 27 مليون دونم، فيما تصل نسبة الأراضي المهددة بالتصحر إلى نحو 55% من إجمالي الأراضي الزراعية، ما يضع البلاد أمام تحديات بيئية وزراعية خطيرة.
وأكد الدراجي أن "الحل يكمن في إعادة توجيه الجهود نحو ترشيد استهلاك المياه، وتشجيع الزراعة الذكية، وتبني تقنيات الري الحديثة، مع التركيز على المحاصيل الأقل استهلاكاً للماء والأكثر قدرة على التكيف مع التغيرات المناخية".
وختم المختص في القضايا الزراعية والمائية حديثه بالقول، إن "التوسع الزراعي في الصحراء قد يبدو خياراً قصير المدى لمواجهة الطلب على الغذاء، لكنه في حال استمراره بالوتيرة الحالية سيقود إلى أزمة بيئية ومائية أكثر حدة، ستكون تداعياتها مكلفة على الأجيال القادمة".
واليوم الثلاثاء، قال مير عام دائرة الغابات ومكافحة التصحر في الوزارة، بسام كنعان عبد الجبار، إن "وزارة الزراعة تسعى وبالشراكة مع مختلف المؤسسات الحكومية المختصة، لإعداد خطة وطنية لتوسعة الرقعة الزراعية في المناطق الصحراوية، باعتماد حملات تشجير لنبات الفستق الحلبي اعتماداً على الري بالتنقيط من الآبار العاملة بمنظومات الطاقة الشمسية"، بحسب الصحيفة الرسمية.
وقال إن دائرته "نفذت مشاريع استراتيجية عدة لمكافحة التصحر من خلال تطوير مشاريع التشجير ومكافحة التدهور البيئي، والتنمية المستدامة للغطاء النباتي باستغلال وتثبيت الكثبان الرملية، فضلاً عن زراعة آلاف الشتلات المتحملة للجفاف والملوحة، كمصدات للرياح، فضلاً عن استخدامها كحزام أخضر حيوي لمواجهة التغير المناخي والتصحر".