"ثاني أسوأ أزمة من نوعها".. ديالى تستنجد بـ "كوردستان وإيران"  لإنقاذها من الجفاف

 "ثاني أسوأ أزمة من نوعها".. ديالى تستنجد بـ "كوردستان وإيران"  لإنقاذها من الجفاف شح المياه في ديالى

دق ناقوس خطر الجفاف من جديد في مناطق ديالى بـ "ثاني أسوأ أزمة" جفاف في تاريخ المحافظة، بعد أزمة عام 2021.

 

الجفاف وتلاشي الإيرادات المائية من الأمطار وإقليم كوردستان والحدود الإيرانية دفع المحافظة إلى اعتماد خطة تقنين وترشيد غير مسبوقة لتأمين المياه الخام لأغراض الشرب وإرواء البساتين فيما تيقّى من الموسم الصيفي الحالي.

 

رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى، رعد حاتم مغامس، اعتبر الأزمة الحالية "ثاني أسوأ أزمة مائية بتاريخ المحافظة بعد أزمة عام 2021"، وقال في حديث لمنصة "الجبال"، إنها "تسبّبت بإلغاء الخطط الزراعية الصيفية، وتقنين الإيرادات المائية لأغراض الشرب وإرواء البساتين ومنع هلاكها".

 

وكشف مغامس عن تشكيل لجنة حكومية محلية في ديالى "لغرض زيارة إقليم كوردستان ومحافظة كرمنشاه الإيرانية لزيادة الإطلاقات والإيرادات المائية نحو المحافظة، ضمن مساع للحصول على 300 مليون متر مكعب ماء من الجانب الإيراني و250 مليون متر مكعب من حكومة كوردستان، لتأمين الاحتياجات المائية للمحافظة"، لافتاً إلى أن "الخزين المائي يؤمّن الاحتياجات الأساسية لنهاية الصيف الحالي"، وأنهم "بانتظار رحمة الامطار".

 

وقال رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى إن "الوفد سيزور محافظة صلاح الدين لزيادة الإطلاقات المائية نحو نهر العظيم شمالي ديالى، والذي يغذّي أكبر المساحات الزراعية بالمحافظة في ناحية (العظيم) وهي سلّة ديالى الغذائية".

 

بيّن مغامس أن ديالى بحاجة لتأمين إطلاقات مائية مقبولة تستوفي الاحتياجات في 4 جداول رئيسة، أبرزها" ديالى وألوند والعظيم وجداول إروائية أخرى.

 

وشكا رئيس اللجنة الزراعية من قلة الاطلاقات المائية الواردة من سد "دربندخان" نحو "بحيرة حمرين"، "أكبر خزين مائي في ديالى"، بسبب التجاوزات على المياه دون أي إجراءات رادعة، موضحاً أن "حكومة الإقليم وبموجب اتفاق مع ديالى عقدته عام 2022 تمنح ديالى يومياً 40 إلى 50 م3/ثا من الماء، إلا أن معدل الإطلاقات الواصلة لبحيرة حمرين لا يتجاوز 8-10 م3/ثا".

 

من جانبه، أكد مدير الموارد المائية في منطقة كرميان، مؤيد أحمد شمس الله، أن كرميان تواصل تعزيز "بحيرة حمرين" في ديالى عبر نهر "سيروان" وفق اتفاق عقد بين الطرفين بأشراف وزارة الموارد المائية قبل نحو 3 سنوات جراء أزمة المياه وتناقص بحيرة حمرين بشكل كبير.

 

وأكد شمس الله في حديث لـ"الجبال" أن "معدل الإطلاقات من دربندخان نحو ديالى بلغ 52م3/ثا يومياً فيما تبلغ معدلات الإطلاقات الواصلة إلى بحيرة حمرين 14م3/ثا بسبب الاحتياجات المائية التي تتطلبها الخطط الزراعية في مناطق كرميان وصولاً إلى حدود ديالى، وفق برنامج منظم بإشراف الجهات المسؤولة في كرميان"، نافياً "وجود أي تجاوزات خارج الخطة الزراعية الرسمية على الاطلاقات المائية عبر نهر سيروان  والتي تمتد وصولاً إلى بحيرة حمرين في ديالى".

 

واستبعد شمس الله زيادة الإطلاقات المائية إلى ديالى "دون اتفاق رسمي" و"دراسة مستفيضة بين وزارة الموارد المائية الاتحادية ووزارة الموارد المائية في حكومة إقليم كوردستان"، مؤكداً أن زيادة الإطلاقات هي خارج صلاحيات وحدة كرميان ومحافظة ديالى بشكل قانوني.

 

كشف شمس الله عن "انخفاض منسوب سد دربندخان إلى نصف طاقته التخزينية، وبلوغ معدل الخزين الحالي مليار و400 مليون متر مكعب، فيما تبلغ الطاقة التخزينية الاجمالية للسد أكثر من 3 مليارات متر مكعب، عازياً أسباب الانخفاض إلى شح الأمطار وانعدام  الإيرادات المائية والسيول عبر الجانب الإيراني".

 

شح المياه في أطراف ديالى الحدودية يعود لقيام الجانب الإيراني بقطع الإيرادات المائية والسيول عن العراق بإنشاء سدود تخزينية و"تغيير مسارات السيول بسبب نقص المياه في مناطقها"، بحسب مسؤولين إيرانيين. 

 

وتعتمد أغلب مناطق ديالى الشمالية الشرقية على "بحيرة حمرين" التي تقع على بعد 55 كم شمال شرق بعقوبة، وتقع شرقي ناحية "السعدية"، وهي تشكل الخزان الاستراتيجي للمياه في ديالى، وتزود حالياً أكثر من 70% من مناطق ديالى بمياه الشرب ومياه الري، وتستوعب مليارين و400 مليون متر مكعب من المياه.

 

وعانت مناطق ديالى خلال السنوات الأخيرة من جفاف خانق بسبب شح الأمطار وقطع الأنهر والجداول المشتركة من قبل الجانبين الإيراني والتركي بتقليل حصة العراق الإقليمية في نهر دجلة. وقد تسببت الأزمة بـ"إلغاء الخطط الزراعية بين أعوام (2020-2022)، وانهيار القطاع الزراعي في عموم المحافظة، فضلاً عن أضرار جسيمة لحقت بالثروة الحيوانية".

الجبال

نُشرت في السبت 23 أغسطس 2025 03:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.