بعد حادثة الناقلات.. تحذير من استمرار تهريب نفط العراق: "العقوبات قريبة"

بعد حادثة الناقلات.. تحذير من استمرار تهريب نفط العراق: "العقوبات قريبة" (فيسبوك)

حذر المختص في الشأن الاقتصادي ناصر الكناني، من استمرار تهريب النفط العراقي، مؤكداً أن هذا الأمر سيدفع نحو عقوبات قريبة على النفط العراقي.

 

وقال الكناني، لـ"الجبال"، إننا "نحذر من الآثار الخطيرة لاستمرار عمليات تهريب النفط العراقي، والتي تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية وتؤدي إلى خسائر اقتصادية جسيمة تهدد أمن واستقرار الاقتصاد الوطني".

 

وبين أن "تصاعد وتيرة التهريب، سواء عبر الحدود أو من خلال التلاعب بعقود التصدير، لا يقتصر ضرره على الداخل فقط، بل يهدد أيضاً مكانة العراق في الأسواق العالمية، ويعرض البلاد لاحتمالات فرض عقوبات دولية على صادرات النفط العراقية، مما سيؤثر سلباً على الإيرادات العامة ويقوض جهود إعادة الإعمار والتنمية".

 

وأضاف أننا "نؤكد التزام العراق بتطبيق أعلى معايير الشفافية في قطاع النفط، فإننا ندعو الجهات الأمنية والقضائية إلى تشديد الإجراءات وملاحقة شبكات التهريب، كما نحث المجتمع الدولي على التعاون لكشف المتورطين في هذه العمليات التي تعد جريمة منظمة تمس الأمن الاقتصادي للدولة".

 

وختم المختص في الشأن الاقتصادي قوله إن "استمرار هذا المسار غير القانوني قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، ونحمل الجهات المختصة كامل المسؤولية القانونية والوطنية أمام الشعب العراقي والتاريخ".

 

ويوم أمس، كشفت وزارة النفط العراقية عن رصد ناقلات بحرية تحمّل النفط من ميناءين في البصرة جنوب البلاد، بطرق "مموّهة وغير مصرّح بها"، مستخدمة تقنيات متقدّمة لـ"التلاعب ببياناتها الخاصة بنظام تحديد الهوية لإخفاء مواقعها وتغيير مسارتها".

 

والوثيقة التي أكد مسؤول كبير في سومو صحتها لـ"الجبال"، حملت تعميماً موجّهاً من شركة تسويق النفط العراقية "سومو" التابعة لوزارة النفط، موقعة بتاريخ 27 تموز 2025، من قبل مدير ورئيس مجلس إدارة الشركة علي نزار الشطري.

 

وجاء في تعميم سومو الذي اطلعت عليه "الجبال"،: "لوحظ ومن خلال متابعتنا المستمرة لحركة ناقلات النفط الخام والمنتجات النفطية في مينائي (أم قصر) و(خور الزبير) وكذلك ضمن المياه الإقليمية العراقية، وبالاعتماد على بيانات منصات تتبع حركة الناقلات العالمية المعتمدة لدينا: (Kpler وPlatts/Sea Web Vortexa) تواجد عدد من الناقلات (حسب الجدول المرفق طياً) يُشتبه بقيامها بتحميل منتجات نقطية من المنافذ المذكورة بطرق مموهة وغير مصرح بها".

 

وأضاف: "تشير بيانات التتبع إلى استخدام تقنيات متقدمة للتلاعب ببيانات نظام تحديد الهوية الآلي (AIS Spoofing) لغرض إخفاء مواقعها الحقيقية أو تغيير مساراتها، بالإضافة إلى التأخر في الإفصاح عن معلومات الشحنات أو وجهاتها وتُصنف هذه الأنشطة ضمن فئة المخاطر العالية (High Risk) حيث يُشتبه بتورطها فى ممارسات غير قانونية، كالتلاعب بنظام التتبع أو تنفيذ عمليات نقل غير مصرح بها (Dark Ship-to-Ship Transfers)".

 

وأكدت سومو أن "جميع هذه الناقلات غير مدرجة ضمن جداول التحميل الرسمية المعدّة مسبقاً من قبل شركتنا والخاصة بتحميل النفط الخام والمنتجات النفطية، ما يعزز من الشكوك بشأن قانونية أنشطتها".

 

يأتي ذلك تزامناً مع أحاديث في الأوساط واتهامات أميركية بقيام العراق بخلط النفط الإيراني مع الصادرات النفطية العراقية إلى أسواق العالم، ونفي السلطات العراقية لذلك رسمياً. وقد وجّهت سومو كتابها إلى كل من "جهاز المخابرات الوطني العراقي/ مستشارية الأمن القومي/ وزارة الدفاع / رئاسة اركان الجيش- قيادة القوة البحرية (الحركات) / الهيئة البحرية العراقية العليا/ و الشركة العامة لموانئ العراق"، لغرض "الاطلاع واتخاذ الإجراءات المناسبة بصدد المعلومات المتوفرة أعلاه".

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 29 يوليو 2025 12:20 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.