(الجبال)
منذ أيام، تعيش محافظة ميسان تحت غيمة من الروائح الخانقة والدخان الكثيف المنبعث من أهوار الحويزة، حيث اشتعلت النيران في مناطق واسعة من القصب الجاف، مخلفة أضراراً بيئية وصحية غير مسبوقة، وسط اتهامات متبادلة بين الجهات الحكومية والناشطين بشأن أسباب اندلاع الحرائق.
الجهات الرسمية في المحافظة أرجعت الظاهرة إلى "عوامل طبيعية"، حيث أوضح مدير بيئة ميسان، باسم محمد بيّ، في تصريح لمنصة "الجبال"، أن "حرائق القصب في منطقة الحويزة الحدودية مع إيران ناتجة عن شح المياه وارتفاع درجات الحرارة"، مضيفاً أن "دائرته مكلفة بالمتابعة والتنسيق مع الشرطة البيئية والدفاع المدني، لكنها تفتقر إلى أدوات التدخل الميداني".
وأكد أن "سحب الدخان وصلت إلى مركز مدينة العمارة، ولا يستبعد أن تسبب أضراراً تنفسية للسكان"، مشيرا إلى "صعوبة الوصول إلى مناطق الحريق لوقوعها في مناطق حدودية نائية يصعب التعامل معها مباشرة".
في المقابل، اعتبر الناشط البيئي مرتضى الجنوبي أن "جهات رسمية تقف خلف إشعال الحرائق، مؤكداً أن "حرس الحدود العراقي هو من قام بإحراق القصب عمداً لتسهيل أعمال إنشاء سدة ترابية على الحدود مع إيران".
وأشار الجنوبي إلى أن "وجود القصب بكثافة يعوق عمليات الردم، لذا جرى اللجوء إلى حرقه عمداً"، لافتاً إلى أن "هذه الممارسات مخالفة قانونية صريحة، كون منطقة الحويزة تقع ضمن اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة، ومدرجة ضمن قائمة التراث العالمي".
وبحسب الجنوبي، فإن "السحب الدخانية امتدت لمسافة 70 كيلومتراً، ورُصدت عبر الأقمار الصناعية محدثة أضراراً واسعة، خاصة على الصعيد الصحي، حيث يعاني السكان من مشاكل تنفسية حادة وسط غياب الإجراءات الفعلية لاحتواء الكارثة".
في المقابل، نشرت قيادة شرطة حرس الحدود عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، تأكيداً بمواصلة العمل على إنشاء السدة الترابية الحدودية ضمن قاطع الفوج الأول والرابع "رغم الظروف الجوية القاسية ودرجات الحرارة المرتفعة"، وبإشراف ميداني من قائد المنطقة الثالثة.
