تحدث خبير اقتصادي، عن تفاصيل التنافس الأميركي ـ الصيني الصريح على نفط العراق، مشيراً إلى مساع أميركية لإنهاء جميع الروابط بين العراق وبكين، والاستعداد لتنفيذ مشاريع جديدة في إقليم كوردستان.
وأشار الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، في منشور عبر حسابه على منصة "فيسبوك"، اليوم الثلاثاء، إلى أن "الولايات المتحدة والصين تتنافسان الآن على النفوذ على موارد العراق الهائلة من الطاقة، إذ تتصدر الصين من خلال إنتاج النفط والبنية التحتية، وتقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بزيادة الاستثمارات في كوردستان والجنوب لمواجهة العلاقات الصينية والروسية".
وقال إن "الصين تتمتع حالياً بميزة من حيث الأراضي والموارد التي تمتلكها"، مشيراً أن "أكثر من ثلث احتياطيات العراق الثابتة من النفط والغاز وثلثين من إنتاجه الحالي تديره شركات صينية، وفقاً لأرقام الصناعة. وإن الشركات الصينية مجتمعة تمتلك حصصاً مباشرة في حوالي 24 مليار برميل من الاحتياطيات وتتحمل مسؤولية إنتاج حوالي 3.0 مليون برميل يومياً".
وإضافة إلى ذلك، "طورت الصين شبكة معقدة من النفوذ من خلال مشاريع بنية تحتية متعددة تعمل بالتوازي مع تطويراتها في النفط والغاز"، على حد تعبير المرسومي، و"في السياق ذاته وقّعت شركة جيو-جيد بتروليوم الصينية مجموعة من العقود الرئيسة التي تمنح بكين السيطرة على أول مشروع طاقة متكامل في العراق".
يشمل ذلك مشروع تطوير لزيادة إنتاج حقل طوبا النفطي في البصرة من 20 ألف برميل يومياً إلى 100 ألف برميل يومياً، وإنشاء مصفاة عالية المواصفات بطاقة 200 ألف برميل يومياً، وبناء مصنع بتروكيماويات بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 620 ألف طن، وفقاً لوزارة النفط العراقية. كما يشمل المشروع إنشاء مصنع أسمدة بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 520 ألف طن، وتطوير محطة طاقة حرارية بقدرة 650 ميغاواط، وبناء محطة طاقة شمسية بقدرة 400 ميغاواط. وسيتم تنفيذ كل هذا في قلب صناعة النفط والغاز العراقية، المتمركزة في محافظة البصرة.
وبالضد من ذلك، أشار المرسومي إلى رغبة الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسيين بإنهاء جميع الروابط مع الشركات الصينية والروسية على المدى الطويل، من قبل حكومة إقليم كوردستان العراق، "لذلك دعمت الصفقة الأكثر بروزاً حتى الآن في جنوب العراق - الشمال، لافتاً إلى صفقة توتال التي تبلغ قيمتها 27 مليار دولار التي تتضمن استغلال الغاز المصاحب عبر خمسة حقول نفطية رئيسية فضلاً عن مشروع إمداد المياه البحرية المشتركة وتطوير انتاج النفط في حقل (أرطاوي) وبناء محطة للطاقة الشمية بقدرة ال ميغاواط".
وبحسب المعلومات، فإن عمليات استخراج الغاز من حقل "كورمور"، الذي فازت شركة "ويسترن زاغروس" الأميركية بعقده، بدأت أعمالها الأولية، بعد أيام من الاتفاق.
يذكر أنه، وقع إقليم كوردستان في شهر أيار الماضي عقدين بقيمة 110 مليار دولار مع شركتين أميركيتين، العقد الأول مع شركة "ميران إنرجي" التي تتألف من شركتي (هكن الأميركية ومجموعة أونيكس). والعقد الثاني مع شركة "ويسترن زاكروس" لاستغلال حقلي "كورده مير" و"توبخانة" للعفد الأول وحقل "ميران" للثاني.
وبحسب المرسومي، تكمن أهمية العقدين النفطية بالنسبة لحقل "توبخانة" مع شركة "ويسترن زاكروس"، في احتوائه على خمسة تريليونات قدم مكعب من الغاز وتسعة ملايين برميل من النفط، وحقل ميران يحتوي على ثمانية تريليونات قدم مكعب من الغاز، ومن المتوقع استخراج ما بين 50 إلى 70 مليون قدم مكعب من الغاز خلال 18 إلى 20 شهراً. "بعد ذلك، سيوفر الحقل المزيد من الغاز لشبكات إقليم كوردستان والعراق".
إضافة إلى ذلك، يحتوي حقلا "كورده مير" و"توبخانة" كميات كبيرة من النفط والغاز. وهناك مسؤولون من وزارة الطاقة الأميركية، يبحثون حالياً في أربيل، تطوير حقل "شيواشوك" الغازي بناحية "طقطق" في محافظة السليمانية، الذي تقدر احتياطاته بـ8 تريليون قدم مكعب، وفق قول الخبير الاقتصادي، وسيتم العمل فيه قريباً ليكون توأماً مع حقل "كورمور" لضخ الغاز إلى أوروبا.