الأهالي اضطروا إلى قطع صاحبة "الألف غصن".. الجفاف يهدد أعرق أشجار الجوز في هورامان

3 قراءة دقيقة
الأهالي اضطروا إلى قطع صاحبة "الألف غصن".. الجفاف يهدد أعرق أشجار الجوز في هورامان نقص المياه أدى إلى جفاف بساتين هورامان (فيسبوك)

يُهدد انخفاض معدلات هطول الأمطار وموجات الجفاف المتكررة، أشجار الجوز في منطقة هورامان بإقليم كوردستان، حيث تعرض الكثير منها إلى العطش، مما يضع تحديات كبيرة أمام صادرات المنطقة ويلحق الضرر بالنظام البيئي المحلي، بحسب مسؤولين. 

 

وتجسدت الخسارة بشكل مؤثر في جفاف شجرة جوز معمرة تُعرف محلياً باسم "شجرة الألف غصن" في بلدة بيارة، مما اضطر الأهالي إلى قطعها.

 

 

وفي حديث لمنصة "الجبال"، قال عدنان حمه سعيد، وهو بستاني في بيارة: "كانت هذه الشجرة العملاقة تُغطي بظلها نصف دونم من الأرض [حوالي 1250 متراً مربعاً]، ويستريح الناس تحتها"، مضيفاً: "في بعض المواسم، كانت هذه الشجرة وحدها تنتج أكثر من 30 ألف حبة جوز"، مشيراً إلى أن "إنتاجها كان يشكل مصدر دخل للعديد من سكان المنطقة".

 

 

وتتجاوز الأزمة هذه الشجرة الرمزية، إذ تواجه معظم بساتين هورامان خطر الجفاف هذا العام بسبب شح الأمطار، مما يفاقم أزمة المياه الأوسع في العراق.

 

وقال المزارع رفعت خوا كرم لمنصة "الجبال": "تشتهر هورامان بأشجار الجوز والبرقوق والحور، لكن هذه الأنواع الثلاثة تكاد تكون قد اختفت الآن. ما تبقى بشكل رئيسي هو أشجار التوت الأزرق، التي لا تتطلب كميات كبيرة من المياه".

 

 وأعرب كرم عن أسفه للضرر البالغ الذي لحق بالسكان جراء هذه الأزمة، شاكياً "غياب أي جهة تقدم لنا يد العون".

 

من جهتها، أقرت مديرية زراعة حلبجة بخطورة مشكلة الجفاف في المنطقة، وناشدت حكومة إقليم كوردستان تقديم الدعم اللازم لحماية الغابات والبساتين من الجفاف الكامل.

 

وفي تصريح لمنصة "الجبال"، قال ستار محمود صالح، مسؤول الزراعة في حلبجة: "لقد أعددنا خطة تشمل حفر الآبار، وتوفير خراطيم الري، وإنشاء خزانات مياه، بالإضافة إلى تنظيم جداول للري لضمان إدارة فعالة للمياه وتقليل الهدر".

 

ويُعتبر الجوز المنتج الرئيسي في هورامان، ويتميز بجودته العالية، حيث يُصدر إلى مختلف أنحاء إقليم كوردستان والعراق.

 

ووفقاً لبيانات مديرية زراعة حلبجة، بلغ إنتاج الجوز في هورامان سابقاً ما لا يقل عن 100 طن سنوياً.

 

وتأتي هذه الأزمة المحلية في سياق معاناة أوسع يشهدها العراق وإقليم كوردستان من تداعيات الجفاف الحاد خلال السنوات الأخيرة، والذي يُعزى بشكل رئيسي إلى تغير المناخ.

 

 وكانت السلطات في بغداد قد حذرت من أن البلاد تواجه إحدى أسوأ أزمات نقص المياه في تاريخها، نتيجة لأربع سنوات متتالية من الجفاف الشديد وانخفاض مناسيب المياه في الخزانات.

 

وتُعد ندرة المياه مشكلة مزمنة وحرجة في العراق، تفاقمت حدتها بفعل السدود التي أقامتها دول الجوار، خصوصاً تركيا، على منابع نهري دجلة والفرات، مما أدى إلى انخفاض كبير في تدفق المياه الواردة إلى العراق وزيادة وطأة الأزمة المائية الراهنة.

 

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 3 يونيو 2025 02:40 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.