في مشهد يتكرر سنوياً، لكنّه حل هذا العام مبكراً، إذ أطلق أهالي مناطق قضاء الدواية شمال محافظة ذي قار مناشدات عاجلة لإنقاذهم من أزمة شح المياه، التي باتت تهدد حياتهم اليومية، وتضع مستقبلهم الزراعي على المحك.
و"منذ 20 يوما والماء لا يصلنا... وإن وصل، فهو غير صالح للشرب" بهذه الكلمات عبّر أمير سكر، أحد سكان منطقة المجد، عن وضع منطقته، مبيناً أن "قرابة 17 منطقة سكنية تحيط بالقضاء تواجه ذات المشكلة، دون أي حلول حقيقية حتى الآن".
وأضاف في حديثه لمنصة "جبال" أن "المياه التي نستخدمها حالياً، أما مالحة أو ملوّثة بمعنى انها مخلطوة بالطين أو بطعمٍ لا يُحتمل وان نهر الدواية الذي نرتوي منه، يتغذى من نهر الغراف، لكن تدفقه أصبح شبه معدوم".
أما رحمن السعيدي، وهو رب أسرة من أهالي القضاء، فيرسم صورة أكثر قسوة للحال، إذ أنه يستيقط مع أول ضوء، ليقطع ستة كيلومترات يومياً فقط لملء خزان بسعة 100 لتر من المياه العذبة وهذا لا يكفي لأسرته ليعود مرة أخرى في المساء لتكرار المشقة ذاتها".
ويؤكد السعيدي أن "العطش بات علامة يومية قاسية في حياة الأهالي، مع غياب واضح للحلول المستدامة، رغم إدراك الجهات المسؤولة لحجم الأزمة".
في المقابل، أشار مدير إدارة حوض نهر الغراف وجيه شاكر لمنصة "الجبال" إلى أن "الكميات المائية المطلقة من نهر الغراف منخفضة في الوقت الحالي"، موضحاً أن "معدل تصريف المياه حالياً يتراوح بين 4 إلى 5 متر مكعب بالثانية، في حين أن الاحتياج الفعلي يصل إلى 7 متر مكعب بالثانية لتغطية احتياجات الزراعة والمناطق السكنية".
وأضاف أن "من بين الأسباب التي فاقمت الأزمة وجود تجاوزات من قبل بعض المزارعين، ممن لم يلتزموا بحصصهم المائية المحددة، مما أدى إلى استنزاف المصادر المحدودة وتفاقم الشحّة في المناطق الواقعة في نهايات شبكات الري".
