المراقد الشيعية وتأمين حياة الشرع بالعراق.. تقرير فرنسي يكشف كواليس حوارات الشطري في دمشق

5 قراءة دقيقة
المراقد الشيعية وتأمين حياة الشرع بالعراق.. تقرير فرنسي يكشف كواليس حوارات الشطري في دمشق الشطري والشرع (فيسبوك)

قال إن تطبيع العلاقات مع سوريا ليس قراراً عراقياً خالصاً

سلّط تقرير فرنسي، الأحد 27 نيسان 2025، الضوء على كواليس مباحثات الوفد العراقي الذي زار سوريا مؤخراً برئاسة رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، فيما أشار إلى أن الشطري قدّم مسودة خطة أمنية لتأمين حياة الرئيس السوري خلال مشاركته المتوقعة في القمة العربية ببغداد الشهر المقبل، مبيناً أن تطبيع العلاقات مع سوريا ليس قراراً عراقياً خالصاً.

 

التقرير الذي نشرته إذاعة "مونت كارلو" الدولية، وتابعته "الجبال"، كشف عن أسباب "حصر العلاقات العراقية السورية بالقنوات الأمنية"، والتي أبرزها أن "بغداد تعتقد أن القضايا الملحّة والمهمة مع الجانب السوري هي قضايا أمنية تتعلق بأمن الحدود ومكافحة خطر تنظيم الدولة الإسلامية".

 

وعن السبب الثاني، قال تقرير "مونت كارلو"، إنه "سياسي"، و"يرتبط بالخلاف القائم بين الإطار التنسيقي ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني. لذلك، عندما يحصر السوداني العلاقة مع سوريا بالقنوات الأمنية، فإنه يبعث برسالة إيجابية إلى الإطار التنسيقي لطمأنته بأن التعامل مع الرئيس السوري يتم ضمن سياق أمني بحت، يخدم المصالح الأمنية العليا للعراق، دون الدخول في تطبيع سياسي شامل قد يثير حفيظة الإطار".

 

ولفت التقرير، إلى أن "هناك خلافاً معلناً بين الإطار التنسيقي ورئيس الوزراء، حيث تتصدر يومياً مواقف إعلامية وسياسية من الإطار تؤكد وجود خلاف جدي. الإطار التنسيقي يرى أن تطبيع العلاقات مع سوريا ليس قرارا عراقيا خالصا، بل نتيجة لضغوط خارجية إقليمية ودولية على الحكومة، كما أن الإطار لا يزال يعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع (إرهابيا) و(قاتلا للعراقيين)، ويرى أنه يجب محاسبته وعدم التعامل معه.

 

وتابع التقرير، أن "الشرع يعتبر أيضاً عدواً للحشد الشعبي العراقي، ولحزب الله اللبناني، ولإيران، مما يزيد من رفضه لأي تطبيع".

 

وبحسب التقرير، فإن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يختلف مع هذه النظرة ويحاول دفع العلاقة إلى اتجاه آخر".

 

في السياق: دعوة السوداني للشرع لحضور قمة بغداد تُحدث ضجة سياسية.. "انقسام" داخل الإطار وتحذير من "مشاكل داخلية"

 

وحدّدت "مونت كارلو" في تقريرها، ما وصفته بـ"أبرز نتائج محادثات الوفد الرسمي العراقي مع الرئيس السوري"، قائلة، إن "رئيس جهاز المخابرات العراقي اصطحب معه مسؤولين من هيئة المنافذ الحدودية، ووزارتي النقل والتجارة، وأبرز ما تم الاتفاق عليه خلال اللقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع، هو تعزيز حماية المراقد الدينية الشيعية، خصوصا في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وتعزيز حماية البعثة العراقية الموجودة هناك، والاتفاق على نشر قوات من الطرفين على الحدود لتأمينها".

 

وتابع التقرير، "كما تم الاتفاق على تعزيز التنسيق الاستخباراتي لملاحقة تحركات تنظيم داعش، والاتفاق على فتح الحدود البرية واستئناف التجارة بين البلدين، واستئناف الرحلات الجوية بين مطار بغداد الدولي ومطار دمشق الدولي".

 

ونقل التقرير عن مصادر عراقية قولها، إن "رئيس جهاز المخابرات العراقي، قدّم مسودة خطة أمنية لتأمين حياة الرئيس السوري خلال مشاركته المتوقعة في القمة العربية ببغداد الشهر المقبل، في خطوة تهدف إلى تشجيع حضوره، بدعم من رئيس الوزراء السوداني".

 

وكانت "الوكالة الرسمية" في العراق نقلت الجمعة الماضية عن مصدر وصفته بـ"الرفيع"، ضمن الوفد العراقي في سوريا، تفاصيل الزيارة إلى دمشق واللقاء بالرئيس السوري أحمد الشرع والإدارة المسؤولية عن العتبات المقدسة في سوريا. 

 

وقال المصدر إن "الوفد العراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، التقى بالرئيس السوري أحمد الشرع، وعدد من المسؤولين الحكوميين وبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك وتقويتها بالضدّ من أي خروقات أو تهديدات محتملة، وتوسعة فرص التبادل التجاري ومناقشة إمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط".

 

وأشار المصدر إلى أن " الرئيس السوري عبّر عن استعداده للتعاون مع العراق في مختلف المجالات"، موضحاً أن "الوفد العراقي عبر عن دعم العراق وحرصه على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأهمية استقرار سوريا بالنسبة للأمن الوطني العراقي وأمن المنطقة".

 

واليوم، أعلن وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي أحمد فكاك البدراني، تسليم دعوة رسمية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع للحضور إلى بغداد للمشاركة في القمة العربية المقرر انعقادها الشهر المقبل.

 

 

وقال البدراني إنه "بناء على تكليف من رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، سلّمنا دعوة للرئيس السوري أحمد الشرع  لحضور القمة العربية في 17 من الشهر القادم في بغداد".

 

وأشار الى أنه "التقى على هامش زيارته إلى دمشق وزير الثقافة السوري وتم تناول تعزيز التعاون الثقافي في كلا البلدين".

 

الجبال

نُشرت في الأحد 27 أبريل 2025 11:27 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.