تجري مراسم تشييع بابا الفاتيكان الراحل، بابا فرنسيس، اليوم السبت، في العاصمة الإيطالية روما، وسط مراسم مهيبة بحضور مئات آلاف الأشخاص.
وأنهى الفاتيكان الجمعة استعداداته لجنازة البابا فرنسيس التي تقام في ساحة القديس بطرس في روما والتي أغلقت أمام الجمهور بعد ثلاثة أيام توافد فيها المؤمنون من مختلف أقطار العالم لإلقاء النظرة الأخيرة على الحبر الأعظم.
وأعلن الفاتيكان أن نحو 250 ألف شخص توافدوا إلى كاتدرائية القديس بطرس منذ الأربعاء للمرور أمام نعش البابا الراحل.
وظلت الكاتدرائية مفتوحة طوال الليل يومي الأربعاء والخميس لاستقبال الوافدين.
وأغلقت ساحة القديس بطرس الجمعة في الساعة 17,00 (15,00 بتوقيت غرينيتش) تمهيداً لمراسم الجنازة التي تبدأ اليوم في الساعة العاشرة (8,00 بتوقيت غرينيتش)، فيما انتهى توافد المؤمنين أمام النعش في الساعة 19,00 (17,00 بتوقيت غرينيتش).
لكن الساحة ستعاود استقبال الحشود اعتباراً من الساعة الخامسة والنصف صباح السبت (3,30 توقيت غرينيتش).
ويُتوقع أن يشارك أكثر من خمسين رئيس دولة وعشرة ملوك في مراسم الجنازة التي تواكبها تدابير أمنية مشددة، إضافة إلى العديد من كبار المسؤولين يتقدّمهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وقد بدأت عشرات الوفود الأجنبية تصل الجمعة إلى روما.
وتتجه الأنظار إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصل مساء الجمعة إلى روما للمشاركة في الجنازة، في أول رحلة خارجية له منذ عودته إلى السلطة في كانون الثاني 2025.
واتخذت السلطات الإيطالية والفاتيكان إجراءات أمنية مشددة في المنطقة المحيطة ببازيليك القديس بطرس، مع نشر آلاف المتطوعين وعناصر إنفاذ القانون، ونظام مضاد للطائرات المسيّرة، وقنّاصة على أسطح المنازل، وطائرات مقاتلة جاهزة للإقلاع.
"حضور للفقراء"
توفّي البابا فرنسيس أول رأس للكنيسة الكاثوليكية يتحدر من أميركا الجنوبية، الإثنين في عيد الفصح، عن 88 عاماً، بعد أقل من شهر على خروجه من المستشفى في روما حيث كان يُعالج من التهاب رئوي حاد.
وسجّي البابا في رداء أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة.
وبعد الجنازة التي يُتوقّع انتهاؤها قرابة الساعة 11,30 (9,30 توقيت غرينيتش)، يُنقل النعش ويعبر شوارع روما قبل أن يوارى في كاتدرائية "سانتا ماريا ماجوري" بناء على رغبة البابا الراحل في مراسم خاصة.
وقال الكرسي الرسولي إنّ مجموعة من الفقراء ستكون حاضرة في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، مذكّراً بأنّ "الفقراء كانت لهم مكانة مميّزة في قلب الأب الأقدس وتعاليمه".
وأعلن الفاتيكان في بيان الحداد تسعة أيّام على البابا فرنسيس، اعتباراً من السبت.
وخلال فترة الحداد، تُقام مراسم مهيبة يومياً في كاتدرائية القديس بطرس حتى الأحد في الرابع من أيّار المقبل.
"تعيين الخليفة"
وبعد الجنازة، تتّجه الأنظار إلى الكرادلة الناخبين، البالغ عددهم 135 وتقلّ أعمارهم عن 80 عاماً والذين سيجتمعون في جلسات مغلقة لاختيار خليفة فرنسيس.
ولم يعرف بعد موعد بدء المجمع المغلق، لكن كاردينال لوكسمبورغ جان-كلود هوليريش، وهو يسوعي كان مستشاراً قريباً من البابا فرنسيس، رجّح أن يبدأ الكرادلة مجمعهم في 5 أو 6 أيار 2025، أي فور انتهاء فترة الحداد التي أعلنها الكرسي الرسولي.
وسيجتمع الكرادلة الذين بدأوا التجمّع في روما من أنحاء العالم أجمع، في كنيسة "سيستينا" وسيجرون أربع جلسات انتخاب يومياً، اثنتين في الصباح واثنتين بعد الظهر.