"أرقام مرعبة".. الكلاب السائبة تغزو شوارع ذي قار وتعض أكثر من 500 مواطن في 3 أشهر

4 قراءة دقيقة
"أرقام مرعبة".. الكلاب السائبة تغزو شوارع ذي قار وتعض أكثر من 500 مواطن في 3 أشهر كل سائب في أحد شواع ذي قار

تواجه محافظة ذي قار ظاهرة خطرة متمثلة في انتشار الكلاب السائبة بشكل غير مسبوق، وسط الأحياء السكنية والشوارع العامة وحتى داخل المدارس، ما تسبب في تسجيل أرقام "مرعبة" لحالات التعرض للعض خلال الربع الأول من العام الحالي 2025، تجاوزت حاجز الـ 500 إصابة، بحسب ما كشفته مصادر طبية رسمية.
 
عضات الكلاب.. خطر بكل زاوية

وقال مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار لمنصة "الجبال"، إن المحافظة سجلت 506 مصابين بعض من الكلاب السائبة خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط من هذا العام، أي ان قرابة الخمسة أشخاص يتعرضون للعض يومياً، وهو رقم يصفه المختصون بأنه "مؤشر خطر" يعكس تفاقم الظاهرة مقابل إجراءات حكومية لا تزال "بطيئة" وغير فاعلة بالقدر المطلوب.
 
وأضاف المصدر أن "جميع المصابين تلقوا العلاج اللازم"، موضحاً أن "المصل المضاد لداء الكلب متوفر في المؤسسات الصحية، ويُعطى وفق جدول يشمل الحقن الأول بعد الإصابة مباشرة، ثم جرعتين بعد ثلاثة وسبعة أيام، وجرعة أخيرة بعد 21 يوماً".
 
الكلاب السائبة في كل مكان

من جانبه، أعرب مدير دائرة بيئة ذي قار الدكتور موفق الطائي، لمنصة "الجبال"، عن قلقه الشديد من الظاهرة، مشيراً إلى أن الكلاب السائبة أصبحت تتواجد في كل مكان، من الشوارع إلى الدوائر الحكومية وحتى ساحات المدارس، ما يجعلها تهديداً مباشراً لحياة المواطنين وخاصة الأطفال.
 
ووصف الطائي هذه المشكلة بأنها "مستعصية"، مؤكدا أن معالجتها "تمثل خطوة أساسية في سبيل الحفاظ على أرواح الناس والحد من الخطر اليومي الذي يعيشونه".
 
وتابع: "على الرغم من تشكيل لجنة رسمية سابقاً برئاسة المحافظ وعضوية جهات معنية مثل المستشفى البيطري ودائرة البيئة، ونجاح حملة سابقة في عام 2024، إلا أن غياب التخصيص المالي هذا العام أدى لتوقف جهود المكافحة، والأمر متروك بيد المسؤولين لإيجاد حل سريع".
 
قصة ألق

ولا تتوقف المخاطر عند الأرقام، بل تمتد إلى قصص مؤلمة يعيشها المواطنون، من بينهم الطالبة ألق وليد التي تعرضت لعضة كلب في وقت سابق، أثناء تواجدها في مدرستها بمدينة الناصرية.
 
وتروي ألق الحادثة قائلة: "كنت في ساحة المدرسة حينما فوجئت بكلب موجود لتصرخ صديقتي ونهرب سوية، إلا أني سقطت على الأرض فقام الكلب بمهاجمتي وعضني بيدي، ليتدخل كلب آخر وبدأ يشتبك معه، وهذا ما أتاح لي فرصة الهرب".
 
وجهت ألق مناشدة مباشرة للمسؤولين بقولها: "نريد مدارس آمنة، خالية من الكلاب السائبة. نحن نخاف الذهاب كل يوم".
 
حملة بـ50 مليون دينار

بدوره، أعلن رئيس مجلس حماية وتحسين البيئة ونائب محافظ ذي قار، ماجد العتابي، عن خطوات مرتقبة لمعالجة الأزمة، مؤكداً أن "الملف يحظى باهتمام كبير من الحكومة المحلية".
 
وأوضح العتابي أن الحكومة بصدد "تخصيص مبلغ يصل إلى 50 مليون دينار لتمويل حملة جديدة لمكافحة الكلاب السائبة"، مشيراً إلى أن التنفيذ سيكون عبر إحالة العمل إلى متعهد مختص، يقوم برمي السموم في أماكن تجمع الكلاب، ومن ثم نقلها إلى مواقع الطمر الصحي للتخلص منها بشكل آمن.
 
وينص قانون الصحة الحيوانية رقم (32) لسنة 2013 على "تشكيل لجنة مركزية في كل محافظة، يرأسها المحافظ أو من يخوله، وتضم في عضويتها ممثلين عن دوائر الصحة والزراعة والبيئة والشرطة والبلدية، بشرط ألا تقل درجة ممثل الدائرة عن مدير".
 
ولم يحدد النص القانوني أعلاه فيما إذا كان يتيح للمواطن المتضرر أن يتقدم بدعوى تعويض ضد الجهات المسؤولة عن التقصير، سواء كانت بلدية أو الصحة أو غيرهاً.
 
ورغم التحذيرات المتكررة والمناشدات المستمرة، ما تزال الكلاب السائبة تشكل كابوساً يؤرق أهالي ذي قار يومياً، في ظل غياب حلول جذرية وتخصيصات مالية كافية، بينما تنتظر العائلات تحركاً فعلياً خاصة مع اقتراب فصل الصيف وازدياد حركة الأطفال في الأماكن العامة.

 

 

 

 

الجبال

نُشرت في السبت 19 أبريل 2025 02:50 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.