قال رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، إن هناك تغييراً واضحاً وحساساً في المنطقة، وبعضه كان غير متوقع، مؤكداً على أنه "لسنا بمنأى عن التغييرات التي تشهدها المنطقة والعالم".
جاء ذلك خلال مشاركة مسرور بارزاني بأحد جلسات اليوم الأول من ملتقى السليمانية التاسع، اليوم الأربعاء 16 نيسان 2025، وقال إن "هناك تغييراً واضحاً وحساس في المنطقة، بعض كان غير متوقع ومنها ما حدث في سوريا"، لافتاً إلى أن "التغييرات في المنطقة حدثت بسرعة كبيرة"، و"لسنا بمنأى عن التغييرات التي تشهدها المنطقة والعالم".
وأضاف "لا ينبغي أن يصبح إقليم كوردستان جزءاً من الصراع في المنطقة وعليه أن يبقي نفسه بعيداً عنه"، مؤكداً أنه "لسنا مع تعقيد الوضع الأمني في المنطقة".
وقال إن "الإدارة الأميركية الجديدة تسعى إلى فرض السلام، وتقول إنها تحقق ذلك باستخدام القوة، نحن مستعدون لتبادل آرائنا معهم ونؤكد على كل ما هو في مصلحة الشعب العراقي وخاصة شعب إقليم كوردستان".
أوضح مسرور بارزاني أنه "يمكن للسوريين الاستفادة من تجربة إقليم كوردستان، اتباع الإيجابيات وتلافي السلبيات فيها"، مشيراً إلى أن "سوريا بلد متعدد القوميات والمكونات وهي مختلفة في الرؤي والطموحات".
وتابع بشأن التحديات التي تواجهها الدولة الجارة، أن "تنظيم داعش لا يزال نشطاً في سوريا"، و"سوريا تعيش مرحلة حساسة وهي بحاجة إلى مساعدة (دعم) دولي".
قال مسرور بارزاني إنه "توجد فرصة لإشراك جميع المكونات في العملية السياسية الجديدة بسوريا، وإذا وجدت النية في الاتفاق والتعايش السلمي يمكن للفيدرالية أو أي نموذج آخر أن ينجح فيها"، مبيناً أن "الفيدرالية لا تهدف لتقويض السلطة بل هي نظام للاعتراف بالمكونات ضمن البلد الواحد".
وعن تركيا، ذكر رئيس حكومة إقليم كوردستان أنه "بُذلت سابقاً محاولات لتحقيق السلام، لكن السلام لا يتحقق بواسطة طرف واحد"، مشيراً إلى أن "هناك تبدّلاً في موقف المتشددين في تركيا وهذا سبب في نجاح عملية السلام هذه المرة مع (ب ك ك)"، و"يجب أن تكون إرادة تحقيق السلام أقوى من إرادة الأطراف التي تريد عرقلة السلام".
وأضاف بارزاني في معرض حديث عن التطورات الإقليمية قائلاً: "لا اعتقد أن إيران ضعفت أمام الفاعلين الإقليميين، ولدينا علاقات وطيدة معها"، مضيفاً: "يمكننا احترام علاقاتنا مع إيران وكذلك علاقاتنا مع الولايات المتحدة بنفس الوقت. ويمكن أن نأخذ دوراً في تدعيم استقرار المنطقة".
العلاقات مع بغداد
وفيما يتعلق بالعلاقات بين أربيل وبغداد، قال مسرور بارزاني: "نأمل أن يتم حلّ المشاكل العالقة مع بغداد بأقرب وقت"، وخص في ذلك ملف النفط، مؤكداً أنه "خسرنا أكثر من 23 مليار دولار جراء توقف تصدير النفط من إقليم كوردستان"، و"أجرينا مباحثات مكثفة مع الحكومة العراقية ووزارة النفط للتوصل لاتفاق حول استئناف تصدير النفط من كوردستان عبر تركيا".
حسب قول رئيس حكومة إقليم كوردستان، فإن "الخلافات المتبقية تتعلق بالشركات المستخرجة للنفط من كوردستان، وجزءاً من المشكلة هو تحديد كلفة الإنتاج"، مبيناً ان "الخلافات هي سياسية بالدرجة الأولى ومن ثم فنية وقانونية، وهناك نية سياسية لحل تلك الخلافات بين الطرفين".
الحكومة الجديدة وانتخابات العراق محور آخر
وخلال الحديث، تطرق مسرور بارزاني إلى تطورات الأوضاع داخل الإقليم، والاستعدادات لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق.
وأكد أن "المناقشات مستمرة حول تشكيل الحكومة الجديدة في كوردستان، واللجان تنشغل بالنقاط النهائية للأجندة الحكومية المقبلة"، داعياً "جميع الأطراف إلى تشكيل الحكومة في إقليم كوردستان بأقرب وقت".
وقال إن "الحكومة مسؤولة عن تنفيذ أجندة تخدم الشعب"، وإنه "توجد مشكلة في النظام الاقتصادي والعراق يعتمد اقتصاداً قائماً على النقد (الدفع المباشر)"، مبيناً أنه "نسعى إلى مأسسة الاقتصاد في إقليم كوردستان".
وأردف "وضعنا برنامجاً اقتصادياً لم يحظ بدعم المعارضة ومن ضمنه برنامج (حسابي) الخاص برواتب الموظفين"، مؤكداً أن برنامج حسابي "حظي برضى المستخدمين والمشاركين فيه".
نوّه رئيس حكومة إقليم كوردستان إلى استمرار حكومته في تنفيذ المشاريع الخدمية، قائلاً "نعمل على تنفيذ برنامج خاص بتوفير الطاقة الكهربائية على مدار 24 ساعة في مدن ومحافظات الإقليم، وكذلك الامر بالنسبة للمياه".
وفيما يتعلق بالانتخابات المقبلة في العراق، قال: "إن لم نستطع أن نكون حزباً واحداً وبفكر واحد مع باقي الأطراف الكوردية فيمكننا أن نكون بموقف واحد خاصة تجاه القضايا الوطنية والقضايا العامة وتلك المتعلقة بالمصالح القومية والوطنية. هناك كثير من المصالح والحقوق الدستورية لشعب كوردستان لم يتم تنفيذها حتى الآن، ومنها المادة 140 في الدستور. لا ينبغي تحجيم مواضيعنا كلها في ملف الرواتب، وعلينا أن نكون يداً واحدة ونعمل بروحية وطنية للتأثير في تعديل مسار الحكم في بغداد"، مختتماً: "نأمل أن تكون للانتخابات المقبلة في العراق نتائج جيدة، وأن توسع الأطراف الكوردية دورها في بغداد وتفعيل الدستور بجميع أنحاء العراق".