معسكر الرشيد.. هل تنجح محاولات تحول ذكريات الحروب إلى غابات تواجه تغير المناخ؟

4 قراءة دقيقة
معسكر الرشيد.. هل تنجح محاولات تحول ذكريات الحروب إلى غابات تواجه تغير المناخ؟ انطلاق اعمال تحويل المعسكر إلى منطقة ترفيهية

مشروع سياحي واقتصادي يخدم أكثر من 5 ملايين شخص

وافق مجلس الوزراء العراقي على إحالة مشروع تحويل أرض معسكر الرشيد في العاصمة بغداد إلى مناطق غابات مستدامة وسياحية وبمساحة تقارب الـ (5) آلاف دونم ويخدم أكثر من 5 ملايين شخص، في خطوة تهدف إلى أحياء المنطقة بعد أن تعرض المعسكر الذي كان يضم سابقاً مستشفى عسكرياً للتدمير بشكل كامل عقب تغيير النظام السابق في 2003 حيث تم إلغاؤه لاحقاً من قبل السلطات العراقية.

 

وبعد 2003 وبسبب الظروف التي شهدها العراق أصبح معسكر الرشيد منطقة عشوائية يسكنها العديد من العوائل والمشردين ومربي الحيوانات إلى جانب بعض العصابات، وعلى الرغم من الوعود السابقة المكررة لتحويله إلى مشاريع سكنية وتجارية ضخمة، إلا أنها بقيت حبراً على ورق.

 

ثلاث فوائد مباشرة

 

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد السوداني في بيان إنه "بهدف توفير المرافق الخدمية والترفيهية لأهالي العاصمة بغداد، وافق مجلس الوزراء على إحالة مشروع تحويل أرض معسكر الرشيد، شرق بغداد، إلى مناطق غابات مستدامة وسياحية، ضمن مواصفات عالية تتوافق مع البيئة، واستثمار المساحة المخصصة للنشاط الترفيهي فقط".

وأضاف البيان، "يمنح المستثمر إجازة استثمارية لإنشاء مجمع سكني من (12) ألف وحدة سكنية، بدلاً من أرض المعسكر، في مقاطعات الدهنة، وهكتيريا وشعار، و19 غزالية، وإلغاء جميع التخصيصات السابقة عليها".

في المقابل، اعتبر مستشار رئيس الوزراء لشؤون الاستثمار، محمد النجار، أن هذا القرار الذي جاءت به الحكومة هو من "أهم القرارات التي اتخذتها في السنتين الأخيرتين"، مضيفاً أن "بغداد مشهورة على مدى تاريخها الطويل بكثافة الأشجار فيها ومساحة الأراضي الخضراء التي تحويها إلا أنه تم اندثارها كل ذلك عبر سنوات من الحروب المستمرة والمدمرة التي أدت إلى محو الجزء الأكبر من هذه الأراضي الخضراء".

وأكد المستشار الحكومي، أن "إعادة هذا الجزء إلى حيويته سيتم عبر عدة خطوات: أولاً، سيكون من خلال إطلاق حدائق عامة كهذه التي أطلقت حديثاً في عدد من مناطق العامة، فوجود هكذا حدائق أمر مهم خاصةً في منطقة ذات كثافة سكانية عالية تصل إلى أكثر من ثلاث ملايين شخص تفتقر إلى وجود أي متنفس ترفيهي. ثانياً، إن زيادة الأراضي الخضراء سيكون عاملاً مهماً في تخفيف انبعاثات التلوث الضارة في بغداد. ثالثاً، سيخلق ذلك متنفساً للعوائل في صورة أقرب لما هو موجود في جانب الكرخ".

 

 

التزاماً بمقررات باريس للمناخ

 

 وأشار إلى أن هذا المشروع "يمكنه أن يخدم أكثر من خمسة ملايين شخص"، موضحاً أنه جاء "إيفاءً بوعدنا فيما يتعلق بمحاربة تغير المناخ وفق اتفاقية التغيرات المناخية التي تم توقيعها في باريس وانضم إليها العراق، وأسوةً ببقية عواصم العالم حيث تتوافر فيها مساحات خضراء شاسعة.

واختتم حديثه بتمنيه أن "يكون هذا المشروع دافعاً للقيام بمزيد من المشاريع المماثلة التي تعمل على زيادة المناطق الخضراء في العاصمة بغداد".

 

فوائد اقتصادية

في حين، كشف الباحث الاقتصادي، باسم البصري، بأن إنشاء الغابات المستدامة يفيد السكان والاقتصاد، بالإضافة إلى توفير فرص العمل، وله انعكاسات إيجابية لمنع تدهور البيئة واستدامة الموارد الطبيعية.

وذكر لـ "الجبال"، أن الخطط الرامية لتحويل معسكر الرشيد إلى غابات مستدامة لبناء لمستقبل مستدام اقتصادي وبيئي حيث تلعب الغابات دوراً حيوياً في تخفيف آثار التغيرات المناخية ولها أثر إيجابي في تقليل التكاليف المرتبطة بالتكيف مع تغير المناخ، مطالباً بتسخير الإمكانات وتوفير التخصيصات المالية حتى يرى هذا المخطط النور على أرض الواقع.

جبار الحاج

نُشرت في الثلاثاء 20 أغسطس 2024 06:18 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

المزيد من المنشورات

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.