باحث يحذّر من "مفاجآت ترامب": أمام الحكومة العراقية فرصة لتلافي ضربات واشنطن العنيفة

6 قراءة دقيقة
باحث يحذّر من "مفاجآت ترامب": أمام الحكومة العراقية فرصة لتلافي ضربات واشنطن العنيفة

دعا إلى "صهر سلاح الفصائل" ودمجه بالقوات المسلّحة العراقية

حذّر الباحث في الشؤون السياسية والأمنية بسّام القزويني، الاثنين 17 شباط 2025، من ما وصفه بـ"مفاجآت ترامب"، فيما دعا إلى إعطاء فرصة للحكومة العراقية للتفاوض مع واشنطن بعد صهر السلاح الموجود ودمجه بالقوات المسلّحة العراقية.

 

وقال القزويني في حوار متلفز تابعته "الجبال"، "يجب إعطاء فرصة للحكومة العراقية، وجلوس القوى السياسية على طاولة واحدة، لصهر السلاح الموجود باتجاه دمجه بالقوات المسلحة، ومن ثم التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية والذهاب باتجاه حلول معها بعيداً عن حلول (الكوبرا)".

 

واشنطن نحو ضربة استباقية ضد إيران

وأضاف، أن "الخطابات التي تصدر من الإدارة الأميركية يجب أن تقابل بخطاب الدولة والحكومة عبر المؤسسات الرسمية، وأي شخصية غير حكومية تذهب باتجاه تصريحات معينة، ستكون تصريحاتها للتحريك لا تهدئة"، مرجحاً "تنفيذ واشنطن ضربة استباقية ضد إيران أو حلفائها في المنطقة".

 

ولفت إلى أنه "لا حق لأي زعيم كتلة سياسية عراقية أو فصيل مسلّح، التدخل أو إبداء الرأي بشؤون خارجية عراقية أو أمور تتعلق بعلاقات العراق الخارجية بعيداً عن الدولة"، مشيراً إلى أن "الجميع يبحث عن إضعاف الحكومة العراقية، خاصة أن هناك انتخابات مرتقبة واستعدادات لها بدأت منذ أيام، وهناك تلميحات من الصدر بالدخول في الانتخابات".

 

وبيّن، أن "معظم الفصائل المسلحة العراقية ستدخل في الانتخابات كما دخلت سابقاً واشتركت في معادلة التثليث السياسي".

 

وأجاب القزويني عن سؤال "من المسؤول عن مصير الحشد الشعبي"، قائلاً: إن "المرجعية الدينية هي من أعطت الفتوى لقتال داعش، والأولى الاستماع للمرجعية في تحديد مصير تلك الفصائل، دون الذهاب إلى خارج الحدود والبحث عن خلط الأوراق".

 

وقال إن "الحكومة العراقية التي أخرجت القوات الأميركية عام 2010، هي ذاتها التي طالبت بدخول تلك القوات عام 2014، لذا يجب محاكمة مستشاري تلك الحكومة الذين تسببوا بالخسائر التي تكبدها العراق".

 

لماذا قانون الخدمة الإلزامية معطّل؟

وأردف بالقول: إن "المادة 9/ ب من الدستور حظرت تكوين ميليشيات خارج القيادة العامة للقوات المسلحة، وذات المادة ذهبت باتجاه إقرار قانون خدمة العلم (التجنيد الإلزامي) المعطّل بطريقة متعمدة، فالكثير لا يريدون إقرار قانون العلم لأنه سيرفع من منسوب الوطنية وسيخفّض من منسوب الأيدولوجية".

 

وهاجم القزويني مصطلح "المقدس" الذي يُلازم اسم الحشد الشعبي في المخاطبات والخطابات، قائلاً إن "استخدام مصطلح التقديس للحشد الشعبي غير صائب، لأن الحشد كبقية المؤسسات الأخرى فيها إجراءات إدارية، وجميع الأجهزة الأمنية العراقية مقدّرة لما قدمته من جهد كبير في تحرير الأراضي، وعلينا تذكّرها في سلّة واحدة مع الحشد فالجميع قدم تضحيات".

 

وتابع، "على جميع القوى الأمنية والعسكرية العراقية الالتزام بأمر القيادة العامة للقوات المسلحة، وفي حال خروجها عن سياقات القائد العام، ستقتل أي صفة إيجابية كانت تُقال بحق تلك الجهة، ويجب الحفاظ على هيئة الحشد بطريقة تليق بها ودون المتاجرة بها".

 

فرصة لمراجعة الحسابات سريعاً لتلافي "الضربات العنيفة"

وأضاف، "أمام العراق فرصة لمراجعة الحسابات سريعاً؛ كون الإدارة الأميركية الجديدة عنيفة، فهي إدارة تذهب باتجاه أبعد من العقوبات الاقتصادية بل قد يتعدى ذلك بتوجيه الضربات العنيفة، وما زلنا نذكر الصاروخ الأميركي (هيل فاير) الذي استُخدم في مطار بغداد الدولي عام 2020، هو صاروخ يستخدم في المناطق التي تعتبر ضمن الرقع الإرهابية".

 

ودعا الباحث في الشان السياسي والأمني، إلى "الاعتماد على مستشارين حقيقيين من قبل الدولة العراقية، من الذين يستطيعون قراءة ما يجري في المنطقة لوضع حلول مناسبة"، مبيناً أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس المفاجآت، فهو خارج السياقات والأفكار الموجودة والمطروحة".

 

من جانبه، وصف عبدالرحمن الجزائري القيادي في تحالف القسم الوطني، تصريحات "قادة المقاومة العراقية"، بـ"الدفاع عن سيادة العراق".

 

وقال الجزائري الذي كان حاضراً في ذات اللقاء المتلفز، إن "سياسة ترامب في المنطقة واضحة، ولكن إخفاء سلاح المقاومة وإسكات المقاومة العراقية وإسكات الشيخ قيس الخزعلي وعدم حماية المواطنين العراقيين، أمر غير منطقي".

 

وأضاف، "أغلبية تصريحات قادة إدارة الدولة والإطار التنسيقي، هي دفاع عن سيادة العراق، وأي تهديد من ترامب سياسياً كان أو اقتصادياً أو عسكرياً، سيكون هناك ردّ عليه دون السكوت".

 

"إيران تركت بشار الأسد وقد تطالب بإعادة سوريا إلى المشهد"

وتابع، "ما حصل في سوريا ولبنان وطوفان الأقصى، لم نرَ خلاله الطائرات الأميركية والصواريخ الأميركية قد ضربت الجمهورية الإيرانية، لذا ليس هناك داع للتظاهر بأن أميركا دولة عظمى وتعاقب من تشاء من الدول العربية".

 

وردّ الجزائري على سؤال: "هل تركت إيران سوريا"، قائلاً إن "إيران تركت بشار الأسد ولم تترك سوريا، وربما تطالب بإعادة سوريا إلى المشهد مستقبلاً، فإيران تمتلك صواريخ وقوة، وأعطت رسالة إلى إسرائيل عندما أوقعت صواريخها في تل أبيب".

 

وبيّن، أن "ما يتحدث به قادة المقاومة العراقية ضد أميركا وإسرائيل هو دفاع عن سيادة العراق"، مبيناً أن "حزب الله اللبناني لم ينتهي، هو فقد نصر الله ولكن لم يفقد صواريخه، وكذلك المقاومة في فلسطين لن تنتهي". 

 

وأردف بالقول إن "الحشد الشعبي جاء بفتوى من المرجعية، ويجب تقديسه كونه دافع عن العراق، ودخل إلى مضمون الدولة، ولديه قانون مشرّع يمتثل من خلاله بأوامر القائد العام، وهو رديف للجيش العراقي".

 

وعلق الجزائري على "إمكانية انقلاب مقاتلي الحشد الشعبي على قادتهم"، قائلاً إن "انقلاب شباب الحشد على قياداتهم حلم، ولا يوجد استغلال لمقاتلي الحشد من قبل قياداتهم".

 

 

الجبال

نُشرت في الاثنين 17 فبراير 2025 11:25 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.