أفاد مراسل "الجبال" بفتح مقبرة جماعية، عثر عليها جنوب محافظة كركوك، يشتبه باحتوائها على رفات مقاتلين من البيشمركة، حيث تم رفع عينات "DNA" منهم للتعرف على هوياتهم.
وبهذا الشأن، قالت ياسمين منذر، وهي مسؤولة في دائرة الطب الشرعي العراقية، لمنصة "الجبال"، اليوم الخميس، إنه "تم فتح مقبرة جماعية يشتبه أنها تحتوي على رفات 17 جندياً من البيشمركة قتلوا على يد تنظيم (داعش) في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك".
وأضافت منذر التي تدير قسم المقابر الجماعية بدائرة الطب العدلي أنه "قمنا بمساعدة حكومة إقليم كوردستان، بأخذ عينات [DNA] من عوائل الفقودين في محافظة أربيل"، لتحديد هوية الجثث.
وخلال المعركة التي استمرت ثلاث سنوات ضد داعش من عام 2014 إلى عام 2017، دافعت قوات البشمركة عن خط أمامي يبلغ طوله حوالي 650 ميلاً ضد الجماعة المتطرفة.
وقُتل أكثر من 2000 جندي من البيشمركة، وأصيب أكثر من 10 آلاف، فيما أسر ما لا يقل عن 70 كرهائن خلال عمليات القتال، وفقاً لبيانات تابعة لوزارة شؤون البيشمركة في حكومة إقليم كوردستان.
وفي ذروة القتال ضد داعش عام 2015، أسر التنظيم مجموعة من 18 جندياً من البيشمركة بجنوب كركوك، وبعد بضعة أيام، ظهروا مرتدين بدلات برتقالية اللون يجولهم عناصر التنظيم في شوارع الحويجة داخل أقفاص معدنية.
وفي تشرين الأول 2017، استعادت قوات البيشمركة مدينة الحويجة، التي تمت السيطرة عليها من قبل داعش.
ولعبت قوات البيشمركة دوراً مهمّاً في تحطيم بنية داعش، وساهمت بشكل حاسم في هزيمة الجماعة المتطرفة عام 2017، بعد ثلاث سنوات من احتلالها لمساحة كبيرة من الأراضي العراقية.
بعام 2018، كشفت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" أنها وثقت 202 موقعاً لمقابر جماعية لضحايا داعش في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار، وقدرت عدد الضحايا في تلك المقابر بين 6000 و12000 شخص.
ومع انتهاء الحرب الدامية، بدأ السكان المحليون بالمناطق العراقية المحررة مع السلطات باكتشاف عشرات المقابر الجماعية في المناطق التي اجتاحتها الجماعة المتطرفة.
وسيطر داعش على مساحات شاسعة في أجزاء من العراق وسوريا بعد صعوده عام 2014. وأعلنت الجماعة هزيمتها عام 2019. حيث خسرت كافة المناطق التي سيطرت عليها، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نشطة تشن هجمات مباغتة تستهدف مدنيين وقوات أمنية في مناطق متفرقة من البلاد خصوصاً في كركوك، ما يشكل خطراً على أمن واستقرار تلك المناطق.