حذّر الباحث في الشأن الدولي نزار حيدر، الأحد 9 شباط 2025، من "عدم فك الارتباط بين العراق وإيران"، في إشارة إلى حملة التواقيع التي شهدها الكونغرس الأميركي بشأن "الفصائل العراقية" مؤخراً، فيما قال إن الأمر بحاجة إلى "إرادة" الإطار التنسيقي والحكومة العراقية، محذراً في الوقت ذاته من "تكرار مشهد" لبنان وغزة وسوريا واليمن، في العراق.
إقرأ/ ي أيضاً: رسالة شديدة وتذكير بـ"داعش".. 10 أعضاء من الكونغرس يطلبون وضع فصائل عراقية على لائحة الإرهاب
وقال حيدر في لقاء متلفز تابعته "الجبال"، إنه "على الرغم من دخول قرار الحكومة العراقية إغلاق منصة بيع الدولار حيّز التنفيذ في 1 كانون الثاني 2025، لكن البنك المركزي باع خلال الخمسة أسابيع الأولى من العام الجاري، نحو 8 مليارات دولار بنفس الجداول ونفس التفاصيل".
وأضاف، "نحن الآن في الأسبوع 117 على وعد السوداني بإعادة الأموال المنهوبة في سرقة القرن خلال أسبوعين فقط، دون شيء يذكر وهذا معناه وعد وأخلف".
ولفت إلى أن "التواقيع التي جُمعت مؤخراً في الكونغرس بشأن الفصائل العراقية، جاءت من نواب جمهوريين يعدّون من صقور الجمهوريين في الكونغرس، ومن المقربين للرئيس ترامب، ويجب أخذ كل هذه البيانات والتغريدات على محمل الجد قبل أن يقع الفأس بالرأس".
وأشار إلى أن "الفأس سيقع في بالرأس، عندما نتجاهل كل هذه التغريدات والبيانات ونتفاجأ بصدور تشريع من الكونغرس بكل هذه المطالب والعقوبات المُطالب بها ضد العراق ووضع تنظيمات معينة تحت لائحة الإرهاب، وسيكون العراق آنذاك أمام مصيبة لو حصل ذلك".
واستذكر حيدر "إسقاط نظام صدام حسين عام 2003"، قائلاً، إن "واشنطن سلّمت السلطة من سُنّة العراق إلى شيعته في 2003، وهذه القصة بدأت منذ عام 1992 في مؤتمر صلاح الدين الذي انبثق منه المؤتمر الوطني العراقي الموحد وفي نهاية المطاف تم غزو العراق وتشكّل مجلس الحكم".
واشنطن تريد فكّ الارتباط مع إيران
وعن تصريحات "الانتصار على المحتل وعلى أميركا وإسرائيل"، علّق حيدر بالقول، إن "بقاء النظام لا يعني أن هناك انتصاراً، فثقافة التصريح بالانتصار دون وجود هزيمة للطرف الآخر زرعها صدام حسين، وهذه التصريحات بالانتصار التي نسمعها من هنا وهناك غير نابعة من الواقع بل من رغبات وأمنيات"، مشيراً إلى أن "البعض لديه إمكانية بالتصريح بالانتصار دون الاعتراف بالهزيمة، حتى إذا وصلت إسرائيل على بعد 40 كيلو متراً عن دمشق".
وأضاف، أن "واشنطن ليس لها مطالب على العراق بمقدار أنها تريد فكّ ارتباط العراق مع إيران على أكثر من صعيد كـ(الدولار، والفصائل، والبترول)، وذلك لكي لا يتضرر العراق عندما يبدأ الصراع الجديد بين ترامب وإيران".
وبيّن، أنه "في حال لم يطبق فكّ الارتباط بين بغداد وطهران، سيكون في كل ملف هناك عقوبات أميركية ضد العراق"، مضيفاً، أن "الأمر يحتاج إلى إرادة من قبل الإطار التنسيقي والحكومة العراقية، وفي حال لم يتم فك ارتباط بغداد وطهران فسيتكرر في العراق مشهد غزة ولبنان وسوريا واليمن".
في المقابل، قال رئيس مركز "النبأ" للدراسات هاشم الكندي الذي كان حاضراً في ذات اللقاء المتلفز، إن "داعش صنيعة أميركية، ومجلس الحكم الذي تأسس في العراق أمر مختلف، وكان حالة اضطرارية مع وجود احتلال، وكُتب بعدها الدستور العراقي وتم تأسيس عملية سياسية عراقية، وأدى ذلك مع جهود أصحاب الساحة من المقاومين إلى طرد الاحتلال الأميركي".
وتابع، أن "أميركا لم تعطِ السلطة للعراقيين، والعراقيون هم من فرضوا الدستور على الاحتلال، بالإضافة إلى فرض الممارسات الديمقراطية، وهناك من رفض الاحتلال عسكرياً واجتماعياً".
وأشار إلى أن "العراق في صداقة مع إيران، ويرتبط ذلك بالمواقف والمصالح المتبادلة بين البلدين، ولو كان هناك من يقف مع العراق غير إيران ضد الإرهاب، لكنا مع إيران بذات الموقف الحالي".