تقدم عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي بطلب لوضع فصائل عراقية على لائحة الإرهاب، خاصة "فيلق بدر".
ونشر النائب الأميركي جو ويلسون على صفحته في موقع "إكس": "يشرفني أن أتقدم بهذه الرسالة مع عشرة أعضاء آخرين من الكونجرس إلى وزير الخارجية مطالبين بتصنيف بدر كمنظمة إرهابية إلى جانب جميع الميليشيات الإيرانية الأخرى في العراق"، مؤكداً أن "ترامب سوف يصلح الأمر!".
وجاء في الرسالة، التي ترجمتها "الجبال"، أنه "لقد قدم دافعو الضرائب في الولايات المتحدة ما يقرب من 3.5 مليار دولار كمساعدات إنسانية وتنموية لمساعدة العراقيين على التعافي من الدمار الذي خلفه تنظيم داعش وتحقيق أهدافهم الإنمائية طويلة الأجل. بالإضافة إلى ذلك، منذ عام 2014، أنفق دافعو الضرائب أكثر من 7.9 مليار دولار على برامج تدريب وتجهيز العراقيين لمواجهة داعش. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الميليشيات المدعومة من إيران والمسلحة والمدربة من قبل الحرس الثوري الإسلامي الإيراني جزءاً قانونياً من الدولة العراقية وقوات الأمن".
وبحسب الرسالة، فإنه "في عام 2005، تم دمج العديد من ضباط فيلق بدر السابقين التابعين لمنظمة بدر في وزارة الداخلية، وبعضهم في وزارة الدفاع، واحتفظوا برتبهم وكثيراً ما شهدوا ترقيات سريعة بسبب علاقاتهم السياسية. وتقول وكالة استخبارات الدفاع إنه في حين أن فرقة الشرطة الاتحادية والاستجابة للطوارئ التابعة لوزارة الداخلية، والفرقتين الخامسة والثامنة في الجيش العراقي هي الوحدات التي يُعتقد أنها تتمتع بأكبر قدر من النفوذ الإيراني، فإن الضباط المتعاطفين مع المصالح الإيرانية أو الميليشيات منتشرون في جميع أنحاء الأجهزة الأمنية".
وأضافت الرسالة أن "مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي هو أحد كبار قادة فيلق بدر، وهي ميليشيا مدعومة من إيران شكلها الحرس الثوري الإيراني عام 1982، والتي لطخت أيديها دماء الأمريكيين وكانت متورطة في الهجوم الإرهابي على السفارة الأمريكية في بغداد في ديسمبر 2019. اعتقلت الولايات المتحدة الأعرجي مرتين في سجن معسكر بوكا خلال حرب العراق واحتجزت لمدة 23 شهراً، بتهمة تهريب قنابل إيرانية الصنع أصبحت قاتلة فعالة للقوات الأمريكية".
وأشارت إلى أنه "لقد عملت إدارة أوباما، بقيادة المبعوث الخاص السابق لمكافحة داعش، بريت ماكجورك، مع الميليشيات المدعومة من إيران مثل فيلق بدر وأعضاء آخرين من قوات الحشد الشعبي في القتال ضد داعش. وبعد عقد من الزمان، من الواضح أن عواقب هذا القرار كانت كارثية على أمننا القومي، حيث هاجمت الميليشيات المدعومة من إيران القوات الأمريكية 170 مرة على الأقل في العامين الماضيين، مما أدى إلى إصابة العديد من أفراد الخدمة".
وقالت الرسالة إن "استبدال داعش بميليشيات إرهابية مدعومة من إيران لا معنى له ولا يؤدي إلا إلى تأجيج هجوم الإرهاب الذي يسعى النظام الإيراني إلى تصديره. علاوة على ذلك، لم يتم تصنيف العديد من الميليشيات المدعومة من إيران في العراق حتى كمنظمات إرهابية أجنبية، بما في ذلك فيلق بدر".
كان النائب جو ويلسون قال في تغريدة على منصّة "إكس" قبل أيام، إن "منظمة بدر هي منظمة إرهابية متطرفة طائفية مثل داعش، لقد قتلت أمريكيين وشاركت في الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد عام 2019، وتم تسليحها وتدريبها من قبل قاسم سليماني، للأسف لم يتم تصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية حتى الآن. ترامب سيصلح الأمر".
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها ويسلون منظمة بدر، حيث كتب الأسبوع الماضي تدوينة على منصّة "إكس"، قال فيها:
"تستمر حكومة العراق في تمويل الميليشيات العميلة للنظام الإيراني بما في ذلك فيلق بدر، الذي هاجم سفارتنا وقتل أمريكيين
من المؤسف أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لا تزال تتدفق إلى العراق، يجب أن نضع أمريكا أولاً. سوف يصلح الأمر".
وردّت منظمة بدر، الأربعاء 15 كانون الثاني 2025، على تصريحات ويلسون، والتي وصف فيها المنظمة بـ"الميليشيات التابعة لإيران".
وقال المكتب السياسي للمنظمة في بيان اطلعت عليه "الجبال"، إن "منظمة بدر كيان سياسي وديمقراطي كان له دور محوري في بناء الدولة العراقية والمشاركة في العملية السياسية، كما لعبت المنظمة دوراً بارزاً في مكافحة الإرهاب، خاصة في مواجهة تنظيم داعش، وقدمت تضحيات كبيرة دفاعًا عن العراق والعالم ضد تهديد الإرهاب".
وأضاف المكتب في بيانه، "على وجه الخصوص، أظهر هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر، التزاماً كبيراً في هذا الصدد، حيث ترك منصبه كوزير للنقل عام 2013 لينضم إلى ساحات القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، ولم يترك مواقع القتال إلا بعد القضاء نهائياً على التنظيمات المتطرفة التي كانت تهدد الأمن والسلم الدوليين".
وتابع المكتب، "أما الادعاءات التي طرحها السيناتور جو ويلسون بشأن تصنيف منظمة بدر كمنظمة إرهابية فهي لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى الأدلة، مثل هذه الادعاءات تُغفل الجهود الحقيقية التي بذلتها المنظمة في مكافحة الإرهاب والمساهمة في استقرار العراق".
وقال، "من المهم أن يتم التعامل مع منظمة بدر ومساهماتها بإنصاف، بعيداً عن التحريف أو التضليل، فبدلاً من إثارة اتهامات باطلة، يمكن تعزيز فهم أفضل لدورها في مكافحة الإرهاب وإحلال الأمن".
ولفت البيان إلى، أنه "نود التأكيد على أن العراق بموارده الطبيعية الغنية وخاصة في قطاع النفط، لا يحتاج إلى أموال دافعي الضرائب الأمريكيين كما يدعي ويلسون، والعراق قادر على إدارة شؤونه باستقلالية ونتمنى أن تصرف هذه الأموال على إطفاء حرائق كاليفورنيا ولوس انجلوس، لذلك، ندعو السيناتور ويلسون إلى تجنب التدخل في الشؤون الداخلية للعراق والتركيز على معالجة القضايا الداخلية في بلاده".
واختتم البيان، "بهذا النهج الذي يسلكه العراق الآن، يمكن تعزيز علاقات أكثر احتراماً وبناءً بين الشعوب، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".