بعد تصريحات رافضة لوضع سوريا الجديد، ثم محايدة، ثمّ غامضة وضبابية وتتحدث عن عدم التدخل بالشأن السوري، أخيراً أرسلت بغداد وفداً رسمياً إلى الحكومة السورية الجديدة، حيث التقى رئيس جهاز المخابرات الوطني، حميد الشطري، بأحمد الشرع في دمشق، للحديث عن التطورات والعلاقة الجديدة، وهو ما يطرح أسئلة عن القادم بين البلدين.
وبهذا الشأن، لا يعتقد المحلل السياسي وعضو دولة القانون، وائل الركابي، خلال حديث لبرنامج المقاربة، أن "الجولاني باق بل هو علاج مرحلي"، كما أن "فصائل المقاومة ستلتزم بالرؤية الحكومية تجاه زيارة الجولاني".
ويقول الركابي إن "الحكومة لم تستعجل بزيارة الشطري وتوقيتها مناسب"، بالإضافة إلى أن "إيران لا تفرض رؤى سياسية على العراق".
وأضاف الركابي أنه "لا أتحدث عن زيارة الشطري فقط، لكن القرارات الحكومية ليست بعيدة عن رؤية الإطار التنسيقي"، مؤكداً أن "زيارة الشطري كانت تحمل إملاءات عراقية على الجولاني"، كما أن "الشطري ربما ذهب لفرض شروط عراقية ومعرفة ما يحمله الجولاني".
وبالنسبة للركابي، فإن "زيارة الشطري لا تعني الاعتراف العراقي بالنظام السوري الجديد".
وفي الأثناء، وعن زيارة الشطري، يرى الخبير الأمني، أحمد الشريفي أن "تعيين حميد الشطري رئيساً لجهاز المخابرات قبل زيارة دمشق ليس مصادفة، كما أن "الوفد العراقي ذهب احتراماً لخيارات الشعب السوري وليس لشخص الجولاني".
ويقول الشريفي إن "الإجراءات العراقية الاحترازية تجاه الحدود مبالغ بها".
ومع ذلك، فإن الحروب في سوريا ـ والكلام للشريفي ـ "أديرت من أجهزة مخابرات ومن حق العراق الدخول بهذا السباق"، مؤكداً أن "زيارة الشطري لسوريا موفقة من حيث التوقيت وطبيعة الشخص الموفد".
وفي ذات الإطار، يعتقد الباحث السياسي، رستم محمود، أن إسرائيل قد تفجر صراعاً طائفياً في سوريا، مبيناً أنه "إذا نفجر صراع طائفي في سوريا لن يكون العراق بمأمن منه".
ويتحدث محمود عن "مخاوف من حدوث إبادات جماعية للكورد في سوريا"، مؤكداً أن زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مسعود بارزاني "يستطيع تحقيق أكثر من اطار لحماية الكورد السوريين".
ويقول محمود إن "هناك نقيصة في النخبة السياسية الكوردية بسوريا مقارنة بنظيرتها العراقية"، بالإضافة إلى أن "تركيا تخشى حصول كورد سوريا على اللامركزية كما حصل في العراق".
ولا يعتبر محمود أن "استيلاء الجولاني على السلطة يعني استحواذه على الشرعية".