في اليوم العالمي للتربة، كشف مدير زراعة محافظة ذي قار، محمد عباس، عن التدهور الذي تعرضت له التربة الزراعية في المحافظة نتيجة للتغيرات المناخية، رغم أنها تعد من أفضل أنواع الترب الزراعية في العراق بفضل موقعها في السهل الرسوبي.
وفي تصريح لمنصة "الجبال"، أوضح عباس أن محافظة ذي قار فقدت نحو 680 ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة في العقدين الأخيرين، نتيجة لظاهرة التصحر التي اجتاحت المنطقة، وهي تشكل نسبة كبيرة من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة بالمحافظة، التي تقدر بحوالي مليوني ونصف المليون دونم.
وأضاف عباس أن خطة استصلاح الأراضي الزراعية في المحافظة كانت تهدف إلى استصلاح مليون دونم خلال الثلاثين سنة الماضية، لكن لم يتم استصلاح سوى 24 ألف دونم فقط.
وأكد أن هناك خطة جديدة لاستصلاح 40 ألف دونم في المرحلة المقبلة، لتدارك آثار التصحر وتحسين الإنتاج الزراعي.
من جانبه، أشار الدكتور طالب صبر، المختص في المجال الزراعي، إلى أن المساحة الكلية لمحافظة ذي قار تبلغ خمسة ملايين و160 ألف دونم، وكان مستوى الأراضي الصالحة للزراعة في المنطقة يقدر بـ 64%، ورغم هذه المساحة الكبيرة فقد تدهورت الظروف الزراعية في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية والتصحر، مما يشكل تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي في المنطقة.
في سياق متصل، بين أستاذ علم البيئة والمناخ في جامعة ذي قار، الدكتور عباس المرياني أن الأملاح في التربة قد ارتفعت بنسبة 5% في المناطق الجنوبية من المحافظة، ما أدى إلى تراجع قدرة التربة على امتصاص العناصر الغذائية بشكل فعال، مما يزيد من حساسيتها.
وأوضح المرياني أن هذا التغير يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه المشكلة، بما في ذلك تكثيف جهود الري وتوعية المزارعين بأحدث الأساليب لمعالجة التربة والحد من تأثير الأملاح.