تستمر التكهنات منذ أشهر، عن احتمالات عودة زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر إلى الساحة السياسية بعد عزلة استمرت منذ اشتباكات آب/أغسطس 2022، إلا أنّ الاحتمالات ورغم ترددها داخل أوساط سياسية وإعلامية، ما تزال غير واضحة المعالم والتفاصيل.
لكنّ الباحث في الشأن السياسي المقرّب من التيار، مجاشع التميمي، يعتقد أنّ "عودة الصدر إلى المشهد السياسي حتمية".
وعلى الرغم من "الحتمية" التي يتحدث عنها التميمي لـ"الجبال"، إلا أنه يستدرك بالقول: "إلا أن الصدر يريد أن يكون بعودته للمشهد السياسي تغييراً واضحاً وإصلاحاً داخل النظام والعملية السياسية في العراق".
ويقول التميمي لـ"الجبال" إن "انسحاب الصدر من البرلمان علله بأسباب تتعلق بعدم رغبة القوى السياسية في إجراء الصلاح الحقيقي الذي يريده الشعب والمرجعية، ولهذا ترك المرحلة الحالية إلى قوى الاطار التنسيقي لتشكيل الحكومة التوافقية لكن الصدر ورغبته في عملية الإصلاح بدأت تتناغم مع رغبة المرجعية الدينية العليا؛ ومرجعية السيستاني في ضرورة إجراء إصلاحها، وهذا ما كشف عنه بيان المرجعية قبل أيام خلال استقباله ممثل الأمين العام للأمم متحدة في العراق".
كان المرجع السيستاني أشار إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر وما يعانيه شعبه على أكثر من صعيد، وقال إنه "ينبغي للعراقيين - لا سيما النخب الواعية - أن يأخذوا العبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز اخفاقاتها ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار".
وأكد أن "ذلك لا يتسنى من دون إعداد خطط لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات"، لافتاً إلى أنه "أمام العراقيين مسار طويل إلى أن يصلوا إلى تحقيق ذلك".
ويرى التميمي على المستوى الشخصي ورغم عدم إعلان الصدر عن العودة بشكل رسمي "إلا إنني أتوقع أن تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة قوية للصدر وتياره في المشهد السياسي"، وذلك لأن "غياب الصدر عن المشهد السياسي كانت له تبعات وآثار سلبية على الواقع السياسي والخدمي والاقتصادي في العراق".
الهيئة السياسية للتيار تعقد اجتماعات لكن "بشكل غير معلن"
وكشف مصدر مسؤول في الهيئة السياسية للتيار الوطني الشيعي، اليوم الجمعة، عن عقد اجتماعات للهيئة لترتيب أوراق المرحلة المقبلة.
وقال المصدر لـ"الجبال" إن "عودة التيار الوطني الشيعي للعمل السياسي أمر محسوم خلال المرحلة المقبلة وستكون هناك مشاركة واسعة للصدريين في انتخابات مجلس النواب المقبلة، وهناك اجتماعات بخصوص هذا الأمر ما بين المسؤولين في الهيئة السياسية".
واضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب سياسية، أنّ "هناك اجتماعات تعقد في الهيئة السياسية بشكل غير معلن"، إضافة إلى "اجتماعات مع الماكنة الانتخابية لترتيب الأوراق خلال المرحلة المقبلة، وهناك متابعة خاصة لهكذا اجتماعات من قبل زعيم التيار مقتدى الصدر".